@article{article_20629, title={المنظومة الأخلاقية عند النورسي}, journal={النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization}, volume={7}, year={2013}, author={العزاوي أ.د. أبو بكر}, abstract={المنظومة الأخلاقية عند النورسي أ.د. أبوبكر العزاوي1 المدخل يهدف هذا البحث إلى دراسة الأخلاق عند النورسي من خلال بحوثه ومصنفاته، ومن خلال سلوكه وأفعاله. وفي هذا الإطار نود أن نطرح مجموعة من الأسئلة المهمة من قبيل: ما هي الأخلاق؟ وما هي أهميتها؟ كيف عالجها النورسي؟ هل قدم منظومة أخلاقية من خلال كتبه ومؤلفاته؟ وما هي مصادره المعتمدة؟ ما هي المبادئ التي تقوم عليها هذه المنظومة؟ هل أخلاق النورسي أخلاق قرآنية؟ هل تتوافق الأخلاق الدينية والعولمة؟ هذه الأسئلة -وهي غيض من فيض- هي ما سيحاول هذا البحث أن يجيب عنها أو عن بعضها ولو بشكل جزئي ونسبي، مع التركيز على مسألة الصدق والكذب. لقد قدم سعيد النورسي منظومة أخلاقية قرآنية متكاملة تتسم بالعموم والكلية والشمولية والنسقية والأصالة والترابط والانسجام، ثم إنها تقوم على مجموعة من المبادئ العلمية والقوانين الكلية الفطرية، من أهمها الفطرة والإيمان والشمول والتدريج والنسبية والواقعية والتناسب والانسجام. وإذا كان النورسي رجلا قرآنيا وكان منهجه بالتالي هو منهج القرآن، فلا بد أن تكون أخلاقه أخلاقا قرآنية، ولا بد أن تكون نظريته الأخلاقية كذلك. وكيف لا تكون نظريته كذلك وهي تعتمد مصدرين اثنين: أ- القرآن الكريم باعتباره حقيقة وعقيدة وشريعة، وباعتباره دستورا ومنظومة أخلاقية (الأخلاق النظرية). ب- سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام باعتبارها تجليا وتطبيقا للأخلاق القرآنية (الأخلاق العلمية). وهذان المصدران مترابطان، فلا يمكن الفصل بينهما في مجال التنظير أو الممارسة الأخلاقية كما لا يجوز الفصل بين القرآن والسنة في مجال الفقه والتشريع، وهما متكاملان أيضا، فلا يمكن الاكتفاء بأحدهما إنهما وجهان مختلفان لعملة واحدة. لقد بنى النورسي منظومته الأخلاقية على جملة مبادئ منها: 1- مبدأ الفطرة الفطرة ما يخص طبيعة الكائن ويصاحبه منذ نشأته، ومنه الأفكار الفطرية، وهي التي لم تستمد من التجربة، ويقابل المكتسب،2 والفطرة بعبارة أخرى هي الخلقة بدليل قوله تعالى: ﴿فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ﴾.الروم:30 ويذهب الأستاذ النورسي إلى أن الأخلاق فطرية في الإنسان؛ أي أنها مركوزة في بنيته وخلقته، وأنها مقوم أساسي من مقومات ذاتيته وهويته، يشهد لهذا المعنى قوله: "ما دام الميل نحو الكمال قانونا فطريا في الكون وقد أدرج في فطرة البشرية"3 والأخلاق هي التي تمكن الإنسان من السير نحو الكمال ونحو الأحسن والأفضل. إن الإنسان مفطور على التدين والخير والصدق والسعي نحو الكمال، وكل الأخلاق الحميدة، إنه كما يقول النورسي: "مفطور على أن يفضح الكذب، ويقول للكذب هذا كذب"4 وهو أيضا "مفطور على الارتباط بأبناء جنسه من الناس لعدم تمكنه من العيش بمفرده، وهو مضطر إلى أن يعطي لهم ثمنا معنويا لدفع احتياجاته، لذا فهو مدني فطرة".5 إن الصدق باعتباره محور الأخلاق وأساسها المكين ليس مغروزا في فطرة الإنسان وحده، إنه مغروز في فطرة جميع المخلوقات والكائنات، أي في الفطرة الكونية بجميع أنواعها ومكوناتها، وهو ما عبر عنه النورسي بشكل بليغ بقوله: "إن الفطرة لا تكذب، ففي النواة ميلان للنمو، إذا قال سأنبت وأثمر فهو صادق، وفي البيضة ميلان للحياة، إذا قال سأفرخ، فيكون بإذن الله وهو صادق، وإن ميلان التجمد}, number={7}, publisher={İstanbul İlim ve Kültür Vakfı}