بديع الزمان سعيد النورسي (1878-1960) شخصية قيادية اسلامية أثرت آرائه على المجتمع الإسلامي ، وخصوصا في تركيا، وتزداد مع مرور الزمن. خلال الاثنين وثمانين سنة من عمره عاش بديع الزمان بين ميادن الحرب وغيابة السجن ومع ذلك لم ينتقم من سجانيه ولم يناد للانتقام قط بأي شكل من الأشكال. ولم يشجع أو يلتفت الى أي فكرة أو حركة قد تُؤدي إلى تفريق المسلمين وكسر شوكتهم. في بحثنا هذا سنقدم آ راء النورسي عن السلم والألفة الاجتماعية بين المسلمين بعضهم البعض، وأيضا بين المسلمين وأتباع الأديان الأخرى. للنورسي العديد من ال آ راء في الإعتقادات المخالفة لأهل السنة أمثال الشيعة والعلوية وقد حاول من خلال آرائه أن لا يشعل لهيب الفتنة بين هذه الطوائف والمسلمين بل أن يركز على فكرة التعايش معهم وبحث عن طرق حل اشكاليات هذا التعددية في المجتمعات الاسلامية. كمنهج للسلم الاجتماعي ركز سعيد النورسي على فكرة "المعاملة الايجابية" التي تحتوي في منهجها على عدم استعمال العنف بين المسلمين وعدم التشدد واستخدام السلاح في ما بين المسلمين بعضهم البعض. مع التمسك بفكرة إصلاح المجتمع عن طريق الإرشاد والتبليغ وتربية الفرد المسلم. مع وجوب حل المشكلات الاجتماعية التي تنخر في جسد المجتمع المسلم والتي يرى أنها سبب الرذائل الاخلاقية والاضطرابات الاجتماعية. ولخصها في جملتين: "مالي أنا، دع الجائع يموت المهم ان أكون شبعاناً" و"اعمل انت وأنا آكل". وقدم الحل لهاتين المشكلتين المعضلتين في مؤسسة الزكاة للمعضلة الأولى وتحريم الربا للمعضلة الثانية. والتي رأى أنه إذا طبقتا فسيتعافى المجتمع المسلم من هذه الأمراض المعضلة ويتحقق السلم الاجتماعي.