@article{article_20628, title={وقفات مع رسالة الإجتهاد للأستاذ النورسي}, journal={النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization}, volume={7}, year={2013}, author={جيدل د. وثيق بن مولود - أ.د. عمار}, abstract={وقفات مع رسالة الاجتهاد للأستاذ النورسي د. وثيق بن مولود1 أ.د. عمار جيدل مقدمة يعد العلامة النورسي من أبرز العلماء المجددين في العصر الحديث، قال الأستاذ محسن عبد الحميد: "درستُ رسائل النور دراسة دقيقة في الأقل مرتين كاملتين، فكتبتُ في ضوئهما كتابي "النورسي متكلم العصر الحديث" وقدمت لكتاب النورسي النفيس "الآية الكبرى" ولكتابه القيم "إشارات الإعجاز" وألقيت محاضرات علمية عنه وعن أفكاره وعصره في أقسام الدراسات العليا في كلية الآداب بالرباط وكلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد، واستمعت إلى البحوث العلمية المتنوعة التي ألقيت في مؤتمري فكر النورسي في إسطنبول عامي 1995 و1998م، ثم قرأت كتباً وأبحاثاً كتبت عن رسائل النور والنورسي في العراق وخارجه، فتحصل عندي أن الإمام النورسي من أكابر المجددين، ليس في العصر الحديث فحسب، بل في تاريخ المسلمين كله، ولاسيما في عصرنا، عصر الفتن الكبرى، وعصر النكبة والهلاك عصر بداية التراجع الحضاري الإسلامي".2 والرسالة التي نحن بصددها "رسالة الاجتهاد" تنبجس منها فكرة النظر التجديدي لمسألة الاجتهاد. عرضت الرسالة من خلال هيكلها وتفاصيلها في شكل توجيهات مستعجلة وضرورية للحيلولة دون التلاعب بالدين في وقت كانت الأمة بحاجة ماسة للحفاظ على أصوله المهددة بالزوال من خلال مخططات استئصال أصول الدين من القلوب والعقول على السواء، فقد كان الدين عصر الأستاذ معرّضا في أصوله الثابتة للإبعاد والاستئصال، الانتباه إلى خطورة محدقة بالدين والتنبيه عليها جهد تجديدي بامتياز، يستشف من هذا الأمر تركيز الأستاذ على ترتيب الأولويات في العمل الإصلاحي، فانصب جهده وجهاده على تثبيت الحقائق الإيمانية وتثبيتها،3 لأنّ الحقائق الإيمانية مهددة.4 رسالة الاجتهاد سبق أن درست من قبل الأستاذ قطب مصطفى سانو في رسالة عنوانها: "رسالة الاجتهاد للإمام بديع الزمان سعيد النورسي قراءة تحليلية"،5 ولكنها مختلفة عمّا نحن بصدده في هذه المقالة، ذلك أنّها تناولت بالعرض مقدمة بيّن فيها أهمية موضوع رسالة الاجتهاد ومكانة النورسي في الفكر الأصولي المعاصر، ثم ذكر أنّه عرض مادة الكتاب في ستة فصول،6 بينما الكتاب مقسّم عمليا على خمسة فصول،7 خصص الأوّل لموقف النورسي من مسألة الخطأ والصواب في الفكر الأصولي، أما الثاني فعرض فيه رأي الأستاذ في مجالات الاجتهاد، وأفرد الفصل الثالث لدراسة تحليلية لظروف تأليف رسالة الاجتهاد، وتصدى المصنف في الفصل الرابع لتحليل معمّق للرسالة، وأودع الفصل الخامس محاولة نقدية لأهم الأفكار الناضجة في الرسالة، وختمها بنتائج البحث ومقترحاته، من هنا فإنّ الرسالة مختلفة فكرة ومعالجة وطريقة، فقد عرضنا في مقالتنا قضيتين هما: القضية الأولى: هندسة الرسالة، عرضنا فيها المقدمات الأساسية التي استندت إليها الرسالة، ثم أردفنا عليها -وفق ما وردت عند المصنف- موانع الاجتهاد. القضية الثانية: وقفات مع رسالة الاجتهاد. الرسالة في جوهرها تقصد خدمة هذا المقصد النبيل، عملا منه على منع التلاعب بالدين، وتعريضه للامتهان والتوظيف السياسي السلبي. استهل الأستاذ رسالة الاجتهاد بقوله تعالى في الآية الكريمة: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾،النساء:83 ثم أ}, number={7}, publisher={İstanbul İlim ve Kültür Vakfı}