BibTex RIS Cite

الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: “Educational Dimensions of Nursi’s Teaching”

Year 2011, Volume: 3 Issue: 3, 115 - 128, 01.06.2011

Abstract

الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي
أ. خالد محجوب1
الحمد لله على دين الإسلام وكمال الإيمان والصلاة والسلام على محمّد الذي هو مركز دائرة الإسلام ومنبعُ أنوار الإيمان وعلى آله وصحبه أجمعين مادام المَلَوان2 وما دار القمران3 وبعد:
فإن مشوشات الدرس العقدي الإسلامي كثيرة منها سوء الفهم، والقهر المادي والمعنوي على توجيه الفهم، وعدم مراعاة المخاطبين بكسر الطاء لحال المخاطبين بفتح الطاء، وعدم التفريق بين الحق والأحق، وبين السياسي والديني، وإنزال الفروع منزلة الأصول، والتعامل مع المتشابه على أساس أنه محكم والعكس... فهذه المشوشات وغيرها انحرفت بالدرس العقدي عن مقاصده الأصلية وأبعاده التربوية والإيمانية حتى صار مختزلا في الإتهامات والردود والتفسيق والتكفير وغيرها من أنواع الصراعات العقدية التي ما فتئت تميز عصور التاريخ الإسلامي إلى يوم الناس هذا ومن هذا المنطلق تأتي مشروعية السؤال الآتي:
هل يمكن صياغة الدرس العقدي الإسلامي بعيدا عن المشوشات بحيث يؤدي وظيفة تخلية القلوب عما سوى الله لله، فيجعل من الفرد المسلم أنموذجا متفردا يتمثل العقيدة إيمانا وسلوكا، مركزا في الوقت نفسه على إقصاء الإقصاء ونفي النفي من دائرة معاملاته الدينية العقدية الخاصة4 من منطلق القاعدة القرآنية العامة: ﴿قُلْ كُل يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلا﴾.الإسراء:84
إذا كان هذا ممكنا -وهو ما لا شك فيه على الأقل من الناحية النظرية5- فما درجة حضور أو غياب هذه الصياغة في الدرس العقدي الذي قدمه العلامة بديع الزمان النورسي؟
سنحاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال الحديث عن الأبعاد التربوية في الدرس العقدي الذي قدمه النورسي وذلك بتسليط الضوء على العناصر الآتية:
البعد الأول: عقيدة التوحيد والوحدة
كان العرب في الجاهلية يعيشون حياة التفرق والتشتت في عقيدتهم ومعاملاتهم، لا يجتمعون على عبادة إله واحد ولا يرى لهم اتفاق على رأي واحد، لذلك كثرت قبائلهم وانتشرت بينهم الحروب والإغارات، ولما أُرسل النبي صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق دعاهم إلى كلمة التوحيد واتحاد الصف حتى تسعد حياتهم وتقوى شوكتهم ويكون لهم وجود بين الأمم الأخرى، قال الله عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا﴾.آل عمران:103
يرى الأستاذ النورسي أنه إذا كان الناس الذين يعيشون في مدينة واحدة يستشعرون نوعا من الرابطة الجغرافية والإجتماعية التي تجمعهم وتدفعهم إلى التعاون ورد الأخطار عن بعضهم، ويعفون ويتجاوزون عن بعضهم امتثالا وحفاظا على مكتسبات هذه الرابطة، فإن المسلمين الذين يعيشون في ظل رابطة الإيمان والعقيدة الواحدة أولى من غيرهم بأن تظهر عليهم بوادر الوحدة والتآزر لأنهم يمتلكون بالإضافة إلى الروابط الاجتماعية والجغرافية رابطة الإيمان بالخالق الواحد والدين الواحد والنبي الواحد والقبلة الواحدة...
"نعم! إن الإيمان بعقيدة واحدة، يستدعي حتماً توحيد قلوب المؤمنين بها على قلب واحد، ووحدة العقيدة هذه، تقتضي وحدة المجتمع. فأنت تستشعر بنوع من الرابطة مع من يعيش معك في طابور واحد... فما بالك بالإيمان الذي يهب لك من النور والشعور ما يريك به من علاقات الوحدة الكثيرة، وروابط الاتفاق العديدة، ووشائج الأخوة الوفيرة ما تبلغ عدد الأسماء الحسنى."6
ويتأسف الأستاذ لما وصل إليه حال المسلمين من تشتت وتفرق بالرغم من امتلاكهم لمبررات الوحدة، ويعد هذا الوضع من أعظم الأخطاء التي وقع فيها المسلمون حيث تراهم يتمسكون بأسباب الفرقة التي هي أوهن من بيت العنكبوت ويتركون أقوى مبادئ الإتحاد والتعاون لذلك قال الأستاذ:
"فلئن كان هناك إلى هذا القدر من الروابط التي تستدعي الوحدة والتوحيد والوفاق والإتفاق والمحبة والأخوة، ولها من القوة المعنوية ما يربط أجزاء الكون الهائلة، فما أظلم من يُعْرِض عنها جميعاً ويُفَضِّل عليها أسبابا واهية أوهن من بيت العنكبوت، تلك التي تولد الشقاق والنفاق والحقد والعداء. فيوغر صدره عداءً وغلاً حقيقياً مع أخيه المؤمن! أليس هذا إهانة بتلك الروابط التي توحد؟ واستخفافاً بتلك الأسباب التي توجب المحبة؟ واعتسافاً لتلك العلاقات التي تفرض الأخوة؟ فإنْ لم يكن قلبك ميتاً ولم تنطفئ بعد جذوة عقلك فستدرك هذا جيداً.7
فأين هذا البعد التربوي من الجهود المضنية التي يقدما كثير من العلماء والدعاة الذين انبروا لتأسيس العقيدة والدفاع عنها بإثارة الشبهات وإحياء النعرات والخوض في المتشابهات خوضا يزيدها إبهاما وبعدا عن المقاصد التي وضعت لها، قال عبد العظيم الزرقاني: "لقد أسرف بعض الناس في هذا العصر فخاضوا في متشابه الصفات بغير حق وأتوا في حديثهم عنها وتعليقهم عليها بما لم يأذن به الله ولهم فيها كلمات غامضة تحتمل التشبيه والتنزيه وتحتمل الكفر والإيمان حتى باتت هذه الكلمات نفسها من المتشابهات ومن المؤسف أنهم يواجهون العامة وأشباههم بهذا، ومن المحزن أنهم ينسبون ما يقولون إلى سلفنا الصالح ويخيلون إلى الناس أنهم سلفيون..."8
البعد الثاني: عقيدة دفّاعة إلى التفكر
العقيدة الإسلامية دفّاعة إلى التفكر وإعمال العقل، وهي لا تخشى من عواقب التفكير حين يكون مؤسسا على مبادئ صحيحة ومنطلقات سليمة ومقاصد نبيلة، والسر في ذلك أنه لا يوجد في أحكامها وأخبارها ما يتعارض مع العقول السليمة الصحيحة، وإن كان فيها ما يحير العقول بسبب قصورها، بخلاف الديانات والعقائد الوضعية والمحرفة كعقيدة التثليث التي حاربت العلم والتفكير في أوروبا في القرون الوسطى، مما ولد لدى الأوربيين عقدة كره وبغض الدين، جعلتهم يعتقدون بوجود تعارض وتناقض بين مبادئ العقيدة والدين ومسائل العلوم المادية والكونية، والأدهى أن هذا النمط من التفكير قد انتشر بين القوميين العرب والعجم وفئات عريضة ممن ينتسبون إلى الإسلام! ولهذا فحينما يتحدث النورسي عن الموانع التي أدت إلى كسوف شمس الإسلام في العصور المتأخرة يقول:
"أما المانع الثامن، وهو أهم الموانع، والبلاء النازل فهو توهمنا -نحن والأجانب- بخيال باطل؛ وجود تناقض وتصادم بين بعض ظواهر الإسلام وبعض مسائل العلوم... نعم! إن أعظم سبب سلب منا الراحة في الدنيا، وحرم الأجانب من سعادة الآخرة، وحجب شمس الإسلام وكسفها هو: سوء الفهم وتوهم مناقضة الإسلام ومخالفته لحقائق العلوم. فيا للعجب! كيف يكون العبد عدوّ سيده، والخادم خصم رئيسه، وكيف يعارض الإبن والده!! فالإسلام سيد العلوم ومرشدها ورئيس العلوم الحقة ووالدها".9
ثم تراه يدافع عن عقيدة الإسلام ويرد بقوة الحجة على أولئك الذين رأوا فيها عائقا أمام التفكير وإعمال العقول فيقول:
"أقسم بالقرآن العظيم ذي الأسلوب الحكيم، أنه ما ألقى النصارى وأمثالهم في وديان الضلالة نافخاً فيهم الهوى إلا عزل العقل وطرد البرهان وتقليد الرهبان... وما جعل الإسلام يتجلى دوماً، وتنكشف حقائقه وتنبسط بنسبة انبساط أفكار البشر إلاّ تأسّسه على الحقيقة وتقلّده البرهان ومشاورته العقل واعتلاؤه عرش الحقيقة ومطابقته دساتير الحكمة المتسلسلة من الأزل إلى الأبد ومحاكاته لها.
ألا يشاهد كيف يحيل القرآن الكريم في فواتح أكثر الآيات وخواتمها البشر إلى مراجعة الوجدان واستشارة العقل بقوله تعالى ﴿أفلا ينظرون﴾ و﴿فانظروا﴾ و﴿أفلا يتدبرون﴾ و﴿أفلا تتذكرون﴾ و﴿تتفكروا﴾ و﴿ما يشعرون﴾ و﴿يعقلون﴾ و﴿لا يعقلون﴾ و﴿يعلمون﴾ و﴿فاعتبروا يا أولي الأبصار﴾.
وأنا أقول أيضا: فاعتبروا يا أولي الألباب."10
البعد الثالث: عقيدة تراعي كل مستويات الفهم
الأصل أنه لا يوجد في الإسلام واسطة كهنوتية بين الحق والخلق، وبالتالي فلكل واحد من المسلمين الحق في تلقي الخطاب الإلهي المتعلق بمسائل العقيدة على سجيته ومستواه الذهني والفكري، وبما أن أكثرية الناس هم من العوام الذين لم يتوغلوا في المباحث الكلامية والفلسفية، فإن مسائل العقيدة الإسلامية كانت من البساطة وسهولة الفهم بالقدر الذي يتناسب والمستويات الذهنية لعامة الناس، وهو عين ما تركز عليه أساليب اللغة من كناية ومجاز واستعارة وتشبيه، وما في القرآن والسنة من تعبيرات عن المسائل الغيبية بالحقائق والأسماء المألوفة لدى الناس يعده النورسي "تنزلات إلهية إلى عقول البشر" فيقول مقررا هذه الحقيقة:
المقصود الأهم من الكتاب الحكيم هو إرشاد الجمهور الذين يمثلون أكثرية الناس، لأن خواص الناس يمكنهم أن يستفيدوا من مسلك العوام، بينما العوام لا يستطيعون فهم ما يخاطب به الخواص حق الفهم، علماً أن معظم الجمهور هم عوام الناس والعوام لا يقتدرون على مشاهدة الحقائق المحضة وإدراك المجردات الصرفة متجردين عن مألوفاتهم ومتخيلاتهم. فالذي يضمن رؤيتهم ويحقق إدراكهم: إلباس المجردات وإكساءها زي مألوفاتهم، تأنيساً لأذهانهم، كي يروا المجردات ويعرفوها بمشاهدتها خلف صور خيالية.
ولما كان الأمر هكذا، تلبس الحقيقة المحضة مألوفاتهم. ولكن يجب ألا يقصر النظر في الصورة ولا ينحصر فيها. وبناءً على هذا: فان ما في أساليب اللغة العربية من مراعاة الأفهام ومماشاة الأذهان، قد جرت في القرآن الحكيم المعجز البيان، والتي تعبر عنها بــ "التنزلات الإلهية إلى عقول البشر"، فمثلاً:
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾الأعراف:7 ﴿ويَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِم﴾الفتح:10 و﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾الفجر:22 وأمثالها من الآيات الكريمة. كلها روافد لهذا الأسلوب... ﴿ذٰلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾البقرة:2 11. ويقول أيضا:
"إن الخاصية المميزة للتنزيل، الإعجاز، والإعجاز يتولد من ذروة البلاغة، والبلاغة مؤسسة على مزايا وخصائص، لاسيما الإستعارة والمجاز. فمن لم ينظر بمنظارهما لا يفوز بمزاياها... فكم في التنزيل من "تنـزلات إلهية إلى عقول البشر" تسيّل ينابيع العلوم في أساليب العرب تأنيساً للأذهان. والتي تعبّر عن مراعاة الأفهام واحترام الحسيات ومماشاة الأذهان. ولما كان الأمر هكذا... فلا بد لأهل التفسير ألا يبخسوا حق القرآن بتأويله بما لم تشهد به البلاغة. ولقد تحقق أجلى من أية حقيقة كانت، إن معاني القرآن الكريم حق، كما أن صور إفادته للمعاني، بليغة ورفيعة. فمن لا يُرجع الجزئيات إلى ذلك المعدن ولا يلحقها بذلك النبع يكن من المبخسين حقه".12
ويشرح النورسي فكرته عن "التنـزلات الإلهية إلى عقول البشر" بإعطاء مثال عن مسألة من مسائل الصفات الإلهية، كثر الخوض فيها والإختلاف حولها بين المنتسبين لعقيدة التوحيد وهي مسألة الإستواء على العرش فيقول:
مثلاً: إن الجمهور إنما يتصورون حقيقة التصرف الإلهي في الكائنات بصورة تصرف السلطان الذي استوى على سرير السلطنة، كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿الرَّحْـمٰنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَـوَى﴾،طه:5 وإذا كانت حسيات الجمهور في هذا المركز، فالذي يقتضيه منهج البلاغة ويستلزمه طريق الإرشاد، رعاية أفهامهم واحترام حسياتهم ومماشاة عقولهم ومراعاة أفكارهم. فهذه المنازل التي يراعى فيها عقول البشر ويحترم تسمى بـ "التنزلات الإلهية" فهذا التنزل لتأنيس أذهانهم. فلهذا وضع صور المتشابهات التي تراعي الجمهور المقيدين بأحاسيسهم ومتخيلاتهم منظاراً على نظرهم لرؤية الحقائق المجردة. ولهذا فقد أكثر الناس في كلامهم من الإستعارات لتصور المعاني العميقة أو لتصوير المعاني المتفرقة، في صورة سهلة بسيطة، بمعنى أن هذه المتشابهات من أكثر أقسام الإستعارات غموضاً، إذ أنها صور مثالية لأخفى الحقائق الغامضة، بمعنى أن الإشكال إنما هو من دقة المعنى وعمقه لا من إغلاق اللفظ وتعقيده."13
ومن العلماء الذين عاصروا النورسي وفسروا المسائل الغيبية بالتنـزلات الإلهية، الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله14 حيث يقول: "قوله تعالى: ﴿الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾طه:5 مركب دال على هيئة جلوس الملك على العرش، وتلك هيئة عظيمة في عقول السامعين فقد عرف العرب ملوك الفرس وملوك الروم وتبابعة اليمن ودخلت وفودهم إليهم وتحدثوا بعظمتهم في سوامرهم ونواديهم حتى تقرر في أذهان أهل الصناعة اللسانية منهم ما لهؤلاء الملوك عند جلوسهم على عرشهم من العظمة المفرطة والجلالة البالغة، فجاء في هذه الآية تشبيه عظمة الله تعالى التي لا تصل العقول إلى كنه هيئتها بهيئة عظمة هؤلاء الملوك تشبيها مقصودا به التقريب وهو من تشبيه المعقول بالمحسوس... مع بقاء لفظ الإستواء ولفظ العرش لمعنييهما الحقيقيين، لأن المركب في الإستعارة التمثيلية ليس فيها إطلاق مفرداته على غير ما وضعت له بل مفرداته باقية في معانيها، وإنما الإستعارة في مجموع المركب."15
البعد الرابع: عقيدة داعية إلى الحرية
العقيدة الإسلامية قائمة على الانتساب إلى الإله الواحد، إنتساب إيمان وعبودية وخضوع دافع إلى التحرر من كل القيود والسلطات التي تحاول إخراج أصحابه من هذا الإنتساب وتدخلهم ضمن سيطرتها، ولذلك حينما سئل الأستاذ النورسي: كيف تكون الحرية خاصية الإيمان؟ أجاب قائلا:
"لأن الذي ينتسب إلى سلطان الكون برابطة الإيمان ويكون عبداً له تتنزّه شفقتُه الإيمانية عن التجاوز على حرية الآخرين وحقوقهم، مثلما تترفع شهامتُه الإيمانية وعزته عن التنازل بالتذلل للآخرين والإنقياد لسيطرتهم وإكراههم. نعم إن خادماً صادقاً مخلصاً للسلطان لا يتذلل لتحكّم راعٍ وسيطرته، كما لا يتنازل أن يفرض سيطرته على مسكين ضعيف. فبمقدار قوة الإيمان إذن تتلألأ الحرية وتسطع. فدونكم خير القرون، العصر السعيد، عصر النبوة والصحابة الكرام."16
وبالمقابل يرد على أولئك الذين فهموا الحرية بأنها التنصل من كل القيود سواء كانت أخلاقية أو استبدادية بأنهم مخطئون، وهم بذلك يفتحون على أنفسهم بابا للإستبداد وإن كانوا يعتقدون خلاف ذلك فقال: "وبخلافه فإن تفسير الحرية والعمل بها على أنها التحرر من القيود والإنغمار في السفاهات والملذات غير المشروعة والبذخ والإسراف، وتجاوز الحدود في كل شئ إتباعا لهوى النفس... مماثل لمن يتحرر من أسر سلطان واحد ويدخل في استبداد حقراء سافلين كثيرين، فضلاً عن أن هذا النمط من الحرية يظهر أن الأمة غير راشدة ومازالت في عهد الصباوة وليست أهلا للحرية. فهي سفيهة إذن تستحق الحجر عليها، بالرجوع إلى الإستبداد السابق البائد."17
وبين لهم بعد هذا الكلام، الوصف الصحيح للحرية التي ينبغي أن يدعيها المسلم لنفسه ويجعلها عنوانا لوجوده فقال: " ألا إن الحرية هي: أن يكون المرء مطلق العنان في حركاته المشروعة مصوناً من التعرض له، محفوظ الحقوق ولا يتحكم بعضٌ في بعض، ليتجلى فيه نهي الآية الكريمة ﴿وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِن دُونِ الله﴾آل عمران:64 ولا يتأمّر عليه غير قانون العدالة والتأدب، لئلا يُفسِد حرية إخوانه."18
البعد الخامس: عقيدة سهلة التناول
يستمد النورسي عقيدته من القرآن الكريم مباشرة، ويرى أن هذا الإستمداد يساعده في فهم مسائلها والعمل بأحكامها بسهولة ويسر تام، بخلاف الفلاسفة وأصحاب النظر الذين اتخذوا لهم طرقا ملتوية تسببت في تيههم وتعبهم وعدم وصولهم إلى مطلوباتهم فيقول:
"إعلم! أن الفرق بين طريقي في ‘قطرة' المستفادة من القرآن؛ وطريق أهل النظر والفلاسفة، هو أني أحفر أينما كنتُ، فيخرج الماءُ، وهم تشبثوا بوضعِ ميازيب وأنابيب لمجيء الماء من طرفِ العالَم ويُسلسِلونَ سلاسل وسلالمَ إلى ما فوق العَرش لجلب ماء الحياة، فيلزم عليهم بسبب قبول السبب وضع ملايين من حفظة البراهين في تلك الطريق الطويلة لحفظها من تخريب شياطين الأوهام. وأما ما علَّمنا القرآنُ فما هو إلا إن أعطينا مثلَ ‘عصا موسى' أينما كنتُ -ولو على الصخرة- أضربُ عصاي فينفجر ماءُ الحياة، ولا أحتاج إلى السفر الطويل إلى خارج العالم، وتعهّد الأنابيب الطويلة من الإنثلام والإنكسار."19
البعد السادس: عقيدة داعية إلى العمل
عندما نقول بأن النورسي يميل إلى رأي الأحناف والماتوريدية في قضية علاقة الإيمان بالعمل، حيث نسج على منوالهم وصب في دلوهم حين أخرج الأعمال من مسمى الإيمان، ربما يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن النورسي من غلاة المرجئة الذين أسقطوا العمل وقالوا: "لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة" وهذا الفهم يعد خطأ وظلما للنورسي ولمدرسة الأحناف عموما، ولعل أحسن جواب لتصحيح هذا الفهم الخاطئ هو حال النورسي نفسه مع العمل، حيث عاش حياته عالما عاملا مجاهدا متعبدا عازفا عما في أيدي الناس داعيا لهم إلى التمسك بما يثمره الإيمان من أعمال صالحة لذلك قال:
"إعلم! أن الأهم الألزم بعد علوم الإيمان، إنما هو العمل الصالح؛ إذ القرآن الحكيم يقول على الدوام: ﴿الذينَ آمنوا وعملوا الصالحات﴾.الحج:14 نعم هذا العمر القصير لا يكفي إلا لما هو أهمّ"20 وفي تفسير قول الله عز وجل: ﴿وَبَشِّرِ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات﴾البقرة:25 يقول: "وأما واو ﴿وعملوا﴾ فإشارة بسر المغايرة إلى أن العمل ليس داخلا في الإيمان كما قالت المعتزلة.21 وإلى أن الإيمان بغير عمل لا يكفي. ولفظ العمل رمز إلى أن ما يبشر به كالأجرة...22
ثم قال مبينا أهمية العمل للإيمان: "فشمس الأعمال القلبية ‘الإيمان'، والفهرسة الجامعة للأعمال القالبية ‘الصلاة' التي هي عماد الدين، وقطب الأعمال المالية "الزكاة" إذ هي قنطرة الإسلام."23
ولنستمع إلى أحد تلامذته وهو يصف لنا العمل الجبار الذي قام به النورسي بدافع إيمانه بلله عز وجل وحبه الخير للناس فيقول:24 "أما أستاذنا مؤلف رسائل النور فقد أمضى حياته كلها في سبيل الإيمان وفي سبيل القرآن وتحمّل في هذا السبيل جميع أنواع الأذى والمصاعب، وحاول بنشره هذه الحقائق القرآنية في هذا العصر إنقاذ أبناء هذا الوطن المبارك من الهجوم الشرس للشيوعية ولكل أنواع الإلحاد، وإن الصفحة البيضاء لحياته الخالية من أي نقص تشهد بأنه موظف ومؤهل للقيام حالياً بهذه المهمة المقدسة فهو -حاشاه- لم يلقّنا دروساً غير أخلاقية، ولا دروساً في فن التخريب، بل لقننا دروساً في إنقاذ الإيمان، وهذا ربما يشكل أكبر غاية وأهم هدف للبشرية على سطح الأرض، إن قيامه منذ ما يقرب من خمس وعشرين سنة بمحاولة إنقاذ إيمان مئات الآلاف من الناس برسائل النور، ولاسيما من أمثالي من المساكين الذين لم نكن نعرف شيئاً عن الإسلام وإعطاءنا دروساً في الإيمان الذي هو السعادة القصوى والغاية من الحياة يعد دون شك فضلا إلهياً."25
البعد السابع: عقيدة عزة في غير تكبر وتواضع في غير مذلة
المتمسك بعقيدة التوحيد حق التمسك يستشعر في نفسه قوة وعزة تتهاوى أمامها قوة الجبابرة الظالمين، ولقد قدم النورسي درسا عمليا في اكتساب هذه العزة من العقيدة وتوظيفها عند الحاجة بطريقة ما سمعنا بها إلا عند أفراد معدودين من الرعيل الأول الذين تربوا على يدي منبع العز بالإيمان محمد صلى الله عليه وسلم، ولندع أحد إخوان26 النورسي من الذين أسروا معه في الحرب العالمية الأولى يحدثنا عن هذا الدرس العملي حيث قال: "عندما جُرحت وأسرت في موضع ‘بتليس' في الحرب العالمية الأولى، وقع بديع الزمان أيضا في اليوم نفسه أسيراً. فأرسل إلى أكبر معسكر للأسرى في سيبريا، وأرسلت إلى جزيرة ‘نانكون' التابعة ‘لباكو'.
ففي يوم من الأيام عندما يزور نيقولا نيقولافيج المعسكر المذكور للتفتيش -يقوم له الأسرى احتراماً- وعندما يمر من أمام بديع الزمان لا يحرك ساكناً ولا يهتم به، مما يلفت نظر القائد العام، فيرجع ويمر من أمامه بحجة أخرى، فلا يكترث به أيضا. وفي المرة الثالثة يقف أمامه، وتجري بينهما المحاورة الآتية بوساطة مترجم:
- أما عرفني؟
- نعم لقد عرفته إنّه نيقولا نيقولافيج، خال القيصر والقائد العام لجبهة القفقاس.
- فِلمَ إذن قَصَد الإهانة؟
- كلا! معذرة. إنني لم أستهن به. وإنما فعلت ما تأمرني به عقيدتي.
- وماذا تأمر العقيدة؟
- إنني عالم مسلم أحمل في قلبي الإيمان، فالذي يحمل الإيمان في قلبه أفضل ممن لا يحمله. فلو أنني قد قمت له احتراماً لكنت إذن قليل الإحترام لعقيدتي ولهذا لم أقم له... إن هذه العزة الدينية، وهذه السجية الرفيعة التي هي قدوة حسنة للمسلمين جميعاً أخبر عنها أحد أصحابه في معسكر الأسر، وهو برتبة نقيب، وكان شاهد عيان للحادثة.27 وفي موضع آخر من رسائله يفسر هذه العزة بقوله:
"إن عزّة النفس التي يشعر بها الضعيف تجاه القوي لو كانت في القوي لكانت تكبراً، وكذا التواضع الذي يشعر به القوي تجاه الضعيف، لو كان في الضعيف لكان تذللاً"28 ويعيد النورسي مصدر هذه العزة إلى العقيدة الإيمانية التي كان يتحلى بها ويتمثل قيمها ومبادئها في حياتها كما تمثلها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيقول:
"أما أهل الهداية والدين وأصحاب العلم والطريقة فلأنهم يستندون إلى الحق والحقيقة، ولأنّ كلاً منهم أثناء سيره في طريق الحق لا يرجو إلا رضى ربه الكريم ويطمئن إليه كل الإطمئنان، وينال عزة معنوية في مسلكه نفسه، إذ حالما يشعر بضعف ينيب إلى ربه دون الناس، ويستمد منه وحده القوة، زد على ذلك يرى أمامه اختلاف المشارب مع ما هو عليه، لذا تراه لا يستشعر بدواعي التعاون مع الآخرين بل لا يتمكن من رؤية جدوى الإتفاق مع مخالفيه ظاهرا29 ولا يجد في نفسه الحاجة إليه."30 ويعطي مثالا حيا حول تفاوت قوة المخلوقات بتفاوت مصادر الإستناد لديها بالبعوضة التي أهلكت النمرود لأنها كانت مستندة إلى القوة الإلهية مؤتمرة بأوامرها فيقول: "إعلم! أن الأشياء تتفاوت بتفاوت مدار الإستناد. مثلاً: إن النفر المستند بسلطانٍ عظيم يفعل ما لا يقتدر عليه ‘شاه' عظيم، فالنفر يزيد بسبعِ مراتب على من زاد عليه بسبعين مراتب. فالبعوضة المأمورة من طرف القدرة الأزلية تغلب نمرود النماريد المتمرّدة."31
البعد الثامن: عقيدة منقذة للتائهين
إن العقيدة الإسلامية بما تملكه من مبررات الصدق والحق، تحمل في طياتها قوة جذب لكل تائه ألقى السمع ورغب في الهداية لذلك قال الله عز وجل: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ اْلإِنسَانُ كَفُورا﴾الإسراء:67 فإذا كان هذا حال أعتى الناس وأقساهم قلبا، فكيف بمن امتلأ قلبه بعقيدة الإيمان ولكنه تعرض لغشاوة العصيان، فحجبته عن مصدر استمداد النور لفترة تطول أو تقصر بحسب سمك تلك الغشاوة، إن وجود أصل هذه العقيدة هو الذي يعيده إلى نقطة الإستناد ويفتح له مشكاة الإستمداد فيرجع طوعا إلى رحاب الله بفضل الله ولسان حاله يقول: "فررت منك فوصلت إليك، اللهم لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك" ويصف الأستاذ النورسي هذه الحال بقوله: "إن وجدان الإنسان لا ينسى الله قط. لما غُرز فيه من ‘نقطتي الإستمداد والإستناد' بل حتى لو عطّل الدماغ أعماله، فالوجدان لا ينسى؛ لأنه منهمك بتلك الوظيفتين المهمتين؛ كالآتي:
إن قلب الإنسان مثلما ينشر الحياة إلى أرجاء الجسد، فالعقدة الحياتية في الوجدان -وهي معرفة الله- تنشر الحياة إلى آمال الإنسان وميوله المتشعبة في مواهبه واستعداداته غير المحدودة. كلٌ بما يلائمه، فتقطّر فيها اللذة والنشوة، وتزيدها قيمة وترفعها شأناً، بل تبسطها وتصقلها. هذه هي نقطة الإستمداد.
ثم إن معرفة الله نقطة استناد وحيدة للإنسان، تجاه تقلبات الحياة ودوّاماتها، وتزاحم المصائب وتوالى النكبات. إذ لو لم يعتقد الإنسان بالخالق الحكيم الذي أمره كله حكمة ونظام، وأسند الأمور والحوادث إلى المصادفات العمياء، وركن إليها وإلى ما يملكه من قوة هزيلة لا تقاوم شيئاً، فسينتابه الفزع والرعب وينهار من هول ما يحيط به من بلايا. وسيشعر بحالات أليمة تذكّر بعذاب جهنم... وهذا ما لا يتفق وكمال روح الإنسان المكرم، إذ يستلزم سقوطه إلى هاوية الذل والمهانة، مما ينافي روح النظام المتقن القائم في الكون كله.
وهذه هي نقطة الاستناد... نعم! لا ملجأ إلا بمعرفة الله!"32
الخاتمة:
ليس الغرض من كتابة هذا البحث إستقصاء وتقصي كل الأبعاد التربوية للدرس العقدي الذي قدمه الأستاذ النورسي، وهي الأبعاد التي احتوتها العقيدة الإسلامية أصالة، وإنما الغرض هو الإشارة إلى بعض هذه الأبعاد، لإثبات إمكانية العودة بالدرس العقدي إلى مقاصده الأصلية وأبعاده التربوية التي أهملت بسبب خوض المنتحلين لهذه العقيدة -والمرافعين عنها- في المسائل الهامشية انطلاقا من اختلاف القراءات والفهوم حول النص العقدي بشقيه القرآني والنبوي، والتي أهملت أيضا بسبب الخلافات السياسية التي وُضفت فيها مباحث العقيدة كمطايا لتصفية حسابات شخصية أو تحقيق مآرب ذاتية... هذه الأبعاد التي باتت الأمة الإسلامية اليوم في أشد الحاجة إلى إظهارها والعودة إليها بسبب الضمور الحضاري الذي تتعرض له من جهة، وبسبب تكالب قوى الشر عليها من جهة ثانية، فكان لابد والحالة هذه من تصفية هذا النبع الممد للأمة بأسباب القوة ومبررات البقاء، وكان هذا دافعنا للكتابة حول: "الأبعاد التربوية في درس العقيدة عند النورسي" والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل.
* * *
المصادر والمراجع:
1- القرآن الكريم.
2- كليات رسائل النور تأليف بديع الزمان النورسي ترجمة إحسان قاسم الصالحي.
3- تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة محمد الطاهر بن عاشور دار سحنون ودار السلام للنشر والتوزيع ط1/2007م.
4- مناهل العرفان في علوم القرآن عبد العظيم الزرقاني دار الفكر للطباعة والنشر بيروت.
* * *
الهوامش:
1 خالد محجوب جامعة الجزائر كلية العلوم الإسلامية، الجزائر.
2 الملوان هما الليل والنهار والقمران هما الشمس والقمر.
3 المثنوي ص 218.
4 دائرة الإسلام وقاعدته الكلية القائمة على كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
5 وهو ما يوحي إليه مفهوم الآية القرآنية: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
6 المكتوب الثاني والعشرون - ص: 341.
7 المكتوب الثاني والعشرون - ص: 341.
8 مناهل العرفان في علوم القرآن عبد العظيم الزرقاني 2/209-210.
9 صيقل الإسلام ص 23.
10 صيقل الإسلام ص 52.
11 صيقل الإسلام ص 59.
12 صيقل الإسلام ص 85.
13 صيقل الإسلام ص 153.
14 محمد الطاهر بن عاشور من أعلام جامع الزيتونة بتونس كان جم النشاط غزير الإنتاج تزينه الأخلاق الفاضلة والهمة العالية له عدة مؤلفات أشهرها كتابه في التفسير الموسوم بـ"التحرير والتنوير" توفي سنة 1393هـ/1973م رحمه الله.
15 تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة الشيخ الطاهر بن عاشور دار السلام مصر ودار سحنون تونس ط1 1428ه/2007م ص 14/15.
16 صيقل الإسلام ص 395 .
17 صيقل الإسلام/المحكمة العسكرية العرفية - ص: 467.
18 صيقل الإسلام/المناظرات - ص: 394.
19 المثنوي ص 170.
20 المثنوي ص 216.
21 ولكنهم خالفوا أهل السنة حينما أضافوا إليه اجتناب الكبائر وقالوا بتخليد مرتكبها في النار.
22 إشارات الإعجاز ص 198.
23 إشارات الإعجاز ص 50.
24 اسمه مصطفى صونغور من مواليد 1929 لازم الأستاذ النورسى في الحل والترحال وتتلمذ عليه حتى بلغ "الفناء في رسائل النور" كما قال عنه الأستاذ.
25 الشعاعات ص 600/601.
26 هو أحد أصحاب النورسي وكان معه في الجيش برتبة رقيب وهذا المقال نشر في مجلة "أهل السنة" الصادرة بإسطنبول في 15 تشرين الأول 1948 بقلم صاحبها.
27الشعاعات ص 571.
28 المكتوبات 611.
29 مما يؤسف له أن يتخذ بعض القائمين على شؤون الدعوة الإسلامية من المخالفين في الملة نقطة استناد ومصدر شرعية لدعوتهم معتقدين أن هذا التودد والإستناد يزيد من مصداقيتهم ودرجة قبولهم!
30اللمعة العشرون - ص: 228.
31 المثنوي ص 170.
32 صيقل الإسلام ص 122.

Year 2011, Volume: 3 Issue: 3, 115 - 128, 01.06.2011

Abstract

Year 2011, Volume: 3 Issue: 3, 115 - 128, 01.06.2011

Abstract

There are 0 citations in total.

Details

Primary Language Arabic
Journal Section ARTICLES
Authors

أ. خالد محجوب This is me

Publication Date June 1, 2011
Published in Issue Year 2011 Volume: 3 Issue: 3

Cite

APA محجوب أ. خ. (2011). الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: “Educational Dimensions of Nursi’s Teaching”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, 3(3), 115-128.
AMA محجوب أخ.الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: “Educational Dimensions of Nursi’s Teaching.” النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. June 2011;3(3):115-128.
Chicago محجوب أ. خالد. “الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: ‘Educational Dimensions of Nursi’s Teaching’”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 3, no. 3 (June 2011): 115-28.
EndNote محجوب أخ (June 1, 2011) الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: “Educational Dimensions of Nursi’s Teaching”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 3 3 115–128.
IEEE محجوب أ. خ., “الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: ‘Educational Dimensions of Nursi’s Teaching’”, النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, vol. 3, no. 3, pp. 115–128, 2011.
ISNAD محجوب أ. خالد. “الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: ‘Educational Dimensions of Nursi’s Teaching’”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 3/3 (June 2011), 115-128.
JAMA محجوب أخ. الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: “Educational Dimensions of Nursi’s Teaching”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. 2011;3:115–128.
MLA محجوب أ. خالد. “الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: ‘Educational Dimensions of Nursi’s Teaching’”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, vol. 3, no. 3, 2011, pp. 115-28.
Vancouver محجوب أخ. الأبعاد التربوية لدرس العقيدة عند النورسي - Khalid Mahjub: “Educational Dimensions of Nursi’s Teaching”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. 2011;3(3):115-28.