تهدُف هذه الدِّراسة إلى بيان أحد مراحِل التَّطور السِّياسي في الفِكر السِّياسي الغَربي والذي مرَّ بتجارُب فِكريَّة ودَمويَّة حتى وصَل إلى ما هو عليه. حيثُ يعد الفِكر السِّياسي للفَيلسوف الإنكليزي (توماس هوبز) مِن أهم هذه المَراحِل في القَرن السَّابِع عشر بكتابِه المُبتَكر التِّنين (اللفياثان), والذي صوَّر فيه الدَّولة على هيئَة وَحش بصورَة إنسان؛ لَه وحدَه الإرادة المُطلَقة في الهَيمنَة والتَّحَكُّم, يخضَع له الأفراد الذين سَوَّدوه بإرادَتِهم عن طريق عقدٍ اِجتماعي مُقابِل تأمين السَّلام والحِمايَة لهم؛ بعد أن عاشوا فترَة عصيبَة في الحياة الطَّبيعيَّة الأولى. وقد حاولت هذه الدراسة عرَض الأفكار الفلسَفية بأُسلوب سَهل مُبَسَّط مُستَساغ لدى القارِئ والباحِث, لم أنقل شيئا من كلامه الحرفي. وعمِلَت على جَمعِ أهَمِّ الآراء المقولة في الفِكر السياسي للفَيلسوف هوبز, وقد تمَّ الإكثار مِنَ الهَوامِش لزيادَة الفائِدة وتلافيا للاستِطراد؛ وحِفاظا على اِنسيابيَّة الأفكار وترابطها ؛ وهي لا تقِل أهميَّة عما جاء في المتن, كما أنِّي أشرت فيها إلى عَين ما ناقَشه فقهاؤنا من كَلام هوبز تحت مبحَث الإِمامَة. وقد اِعتَمدَت الدِّراسَة على المَنهج الوَصفي التَّحليلي لمُعالَجة مُشكِلَة البَحث؛ وهي الفَقر النِّسبي بالدِّراسات السِّياسية والفَلسفية المعَمَّقة في مَنطِقَتِنا بشَكل عام والإسلاميِّة بشَكل خاص, وتحَكُّم العاطِفَة والحِزبيِّة فيها إن وجِد. وخلَص البَحث إلى أنَّه وبالرَّغم من عَدَم مُناسَبَة تطبيق الفِكرَة السِّياسية لهوبز في وَقتِنا الرَّاهن, وأنَّ أفكاره لم تلقَ رواجا على مُستوى التَّطبيق في عصرِه, وأنَّها اُستُغلت بغَير ما أرادَها في عُصور لاحِقَة, إلَّا أنَّه حرَّك الماء الرَّاكِد, ومنحَ جُهدُه العقلي غِراسا أثمرَت في عُصور لاحِقَة, مازال الغَرب ينعُم بها حتَّى الآن.
تهدُف هذه الدِّراسة إلى بيان أحد مراحِل التَّطور السِّياسي في الفِكر السِّياسي الغَربي والذي مرَّ بتجارُب فِكريَّة ودَمويَّة حتى وصَل إلى ما هو عليه. حيثُ يعد الفِكر السِّياسي للفَيلسوف الإنكليزي (توماس هوبز) مِن أهم هذه المَراحِل في القَرن السَّابِع عشر بكتابِه المُبتَكر التِّنين (اللفياثان), والذي صوَّر فيه الدَّولة على هيئَة وَحش بصورَة إنسان؛ لَه وحدَه الإرادة المُطلَقة في الهَيمنَة والتَّحَكُّم, يخضَع له الأفراد الذين سَوَّدوه بإرادَتِهم عن طريق عقدٍ اِجتماعي مُقابِل تأمين السَّلام والحِمايَة لهم؛ بعد أن عاشوا فترَة عصيبَة في الحياة الطَّبيعيَّة الأولى. وقد حاولت هذه الدراسة عرَض الأفكار الفلسَفية بأُسلوب سَهل مُبَسَّط مُستَساغ لدى القارِئ والباحِث, لم أنقل شيئا من كلامه الحرفي. وعمِلَت على جَمعِ أهَمِّ الآراء المقولة في الفِكر السياسي للفَيلسوف هوبز, وقد تمَّ الإكثار مِنَ الهَوامِش لزيادَة الفائِدة وتلافيا للاستِطراد؛ وحِفاظا على اِنسيابيَّة الأفكار وترابطها ؛ وهي لا تقِل أهميَّة عما جاء في المتن, كما أنِّي أشرت فيها إلى عَين ما ناقَشه فقهاؤنا من كَلام هوبز تحت مبحَث الإِمامَة. وقد اِعتَمدَت الدِّراسَة على المَنهج الوَصفي التَّحليلي لمُعالَجة مُشكِلَة البَحث؛ وهي الفَقر النِّسبي بالدِّراسات السِّياسية والفَلسفية المعَمَّقة في مَنطِقَتِنا بشَكل عام والإسلاميِّة بشَكل خاص, وتحَكُّم العاطِفَة والحِزبيِّة فيها إن وجِد. وخلَص البَحث إلى أنَّه وبالرَّغم من عَدَم مُناسَبَة تطبيق الفِكرَة السِّياسية لهوبز في وَقتِنا الرَّاهن, وأنَّ أفكاره لم تلقَ رواجا على مُستوى التَّطبيق في عصرِه, وأنَّها اُستُغلت بغَير ما أرادَها في عُصور لاحِقَة, إلَّا أنَّه حرَّك الماء الرَّاكِد, ومنحَ جُهدُه العقلي غِراسا أثمرَت في عُصور لاحِقَة, مازال الغَرب ينعُم بها حتَّى الآن.
Primary Language | Arabic |
---|---|
Subjects | Religious Studies |
Journal Section | Research Articles |
Authors | |
Publication Date | June 15, 2023 |
Submission Date | March 4, 2023 |
Published in Issue | Year 2023 Volume: 3 Issue: 1 |