تُعدّ الحروب الصليبية واحدة من أخطر وأشهر الحروب التي
قادتها الدول الأوربية ضد العالم الإسلامي على وجه الخصوص وبلاد المشرق على وجه
الخصوص لأنها تركت آثارها الكبيرة على مجمل مجريات الأحداث اللاحقة في العالمين
الإسلامي والأوربي، ومن المعلوم أن تلك الحروب التي اتخذت اسمها من الصليب الذي
أصبح شعاراً لها قد قادت أسباب عدة لقيامها منها الأوضاع التي سادت في أوربا،
الأسباب التاريخية، الأسباب المتعلقة بالدين المسيحي، معركة ملاذكرد ودعوة
الإمبراطورية البيزنطية ممثلة في الإمبراطور الكسيوس كومنين للبابا جريجوري السابع
لنصرة مسيحيي المشرق، وحروب بهذا العدد وهذه الكثافة كان لابد أن يقوم بعض قادة
العالم الإسلامي للتصدي لها ومقاومتها ومحاولة إخراجها من الأراضي الإسلامية،
ولهذا فقد برزت الأسرة الزنكية للقيام بهذه المهمة الجليلة دفاعاً عن كيان العالم
الإسلامي ومقدساته، وكان لابد قبل القيام بمهمة التصدي لهذا الغزو والاحتلال
لأراضي المسلمين من بذل جهود مضنية لتوحيد الجبهة الإسلامية تمهيداً للقيام بهذه
المهمة ولهذا تأتي هذه الدراسة للوقوف على الجهود التي بذلها نور الدين محمود
لتوحيد بلاد الشام إبّان الحروب الصليبية. تأتي أهمية الدراسة من أنها تلقي الضوء
على فترة تاريخية تعد من أخطر مراحل التاريخ الإسلامي، وهي فترة الحروب الصليبية.
وأنها دراسة تحاول أن تبين الجهود التي بذلت في فترة الحروب الصليبية لإيجاد جبهة
إسلامية موحدة لمواجهة الهجمة الصليبية. كما وتهدف الدراسة للوقوف على سيرة نور
الدين محمود من حيث نشأته وأدواره التي قام بها والتي هيأته للقيام بهذه المهمة
العظيمة. وبيان الدور الذي أداه في توحيد بلاد الشام في فترة الحروب الصليبية
تمهيداً للوقوف في وجه الهجمة الصليبية على العالم الإسلامي.
Primary Language | Arabic |
---|---|
Journal Section | Articles |
Authors | |
Publication Date | December 31, 2018 |
Published in Issue | Year 2018 |