تعد مدينة بيت المقدس من أهم المدن، وفي مقدمة المناطق التي اهتمت بها الدولة العثمانية وأولتها عنايتها الخاصة، مع بداية عصر التنظيمات العثمانية والإصلاحات الإدارية؛ حيث شُكل فيها المجلس البلدي بعد العاصمة إسطنبول، وهذا الأمر يدل بوضوح على المكانة الكبيرة التي كانت تتمتع بها المدينة ومدى الاهتمام الذي كانت تحظى به من قِبل الدولة العثمانية التي أعلنت المدينة والمنطقة التابعة لها متصرفية مستقلة في عام 1874م حيث ربطتها إدارياً مع العاصمة إسطنبول بشكل مباشر. وتجلى هذا الاهتمام بتأسيس عدد من المدارس الحديثة التي كانت تشمل مختلف المراحل الرشدية والابتدائية والإعدادية، والتي حاولت من خلالها إصلاح الواقع التعليمي في المدينة، الذي كان يشهد تنافساً كبيراً بين الدول الأوربية التي كانت ترعى الكنائس المسيحية، وبين الحركة الصهيونية، والتي كانت تعمل على استقطاب الطلاب لأغراض تبشيرية وعقائدية. ساهمت المدارس الحكومية العثمانية والمدارس الأهلية التي كانت موجودة خلال الحكم العثماني في نشر العلم والمعرفة في المدينة، وكان لها دور كبير في جعل المدينة في مقدمة المدن الفلسطينية من حيث عدد المدارس وعدد الطلاب، وبقيت هذه المدارس تقوم بعملها إلى عام 1917م، تاريخ احتلال المدينة على يد الاحتلال الإنجليزي الذي حاول تفريغ المدينة من السكان ليسهل تسليمها للحركة الصهيونية وكانت المدارس في مقدمة القائمة المستهدفة. تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بهذه المدارس التي بقيت إلى يومنا الحاضر من حيث النشأة والتأسيس وإبراز دور هذه المدارس في العملية التعليمية والتربوية والثقافية في المدينة، من خلال الرجوع إلى المصادر التاريخية المختلفة والسجلات العثمانية وأرشيف تلك المدارس لمعرفة الأثر العلمي والثقافي والتربوي الذي قامت به هذه المدارس منذ تاريخ إنشائها إلى وقتنا الحاضر.
Primary Language | Arabic |
---|---|
Journal Section | Articles |
Authors | |
Publication Date | June 30, 2020 |
Published in Issue | Year 2020 |