الحمد
لله رب العالمين بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ والصلاة
والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه والتابعين وبعد:
فإن مما لا يرتاب فيه ذو مُسكة من عقل
ودين أن الوقوف على معاني كلام هو كلام الله أولاً وخاتمة رسالاته إلى عباده
والمهيمن على جميع ما أنزل إليهم من كتاب ثانيًا، والمعجزة الكبرى للإسلام وبنيه
ثالثًا، والمحيط بأعظم علم الأولين والآخرين رابعًا، والشافي لأدواء المؤمنين،
والوافي بجميع حاجات البشر وما يحقق سعادتهم دينًا ودنيا خامسًا وأخيرًا.
نقول:
الوقوف
على كلام له كل هذا الشأن والقدر الجسيم هو أمر على غاية ما يكون من الأهمية،
وأعظم ما يتصور من الفائدة إلى حد يكون معه الاشتغال بتفسيره أو الخوض في شيء يخصه
اشتغالاً بأشرف العلوم وأعظمها بلا منازع، وصدق الحق بقوله: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }[النحل: 44] .
فالقائم والمشتغل بالقرآن قائم بوظيفة
الأنبياء والمرسلين، ومحقق المقصود من مهمته الكبرى ، فلا غرو أن كان تفسير القرآن
والاشتغال بعلومه أقصى ما تسمو إليه البغية، وأجلَّ ما تتنافس في حلبة السبق إليه
همم أعلام الأمة.
إلا أنّ تفسير القرآن كغيره قد قُدَّر
له ألا يسلم من بعض العوار، أو أن تبتلي فيه الأمة بالعديد والعديد من ألوان
الدخيل، فبحكم كونه ليس مأخوذًا كله من القرآن ولا السنة ولا على إجماع الصحابة
جرت حكمة الله أن يجتهد فيه أهل الاجتهاد، فكان لابد أن يقع فيه ما لا يمكن أن
يسلم منه البشر، أضف على ذلك أن جدّت أمور وحدثت أصوات دخل بسببها في التفسير دخل
كثير، ولا يغيب عن الذهن جهاد العلماء في تنقية التفسير من الدخيل جهاد الأبطال
منذ ولادة الكذب والاختلاق والدس إلى يومنا هذا، فلم يخل عصر من جهابذة يذبون عن
التفسير وينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
ولقد كان من آثار ضعف الاشتغال بالسنة
وعلومها وتساهل البعض في نقل الروايات الدخيلة في كتبهم أن راجت هذه السوق وانتشرت
في كتب العلوم الإسلامية كالتفسير وما يتعلق به وغير ذلك، فكانت بلاء علينا وحجابا
وغلقًا على الأفهام، ومثارًا للجدال والمراء، حين رأيت كغيري من الباحثين هذا
الخلط الذي سودت به صفحات كتب التفسير عزمت أن أقحم نفسي القاصرة بينهم في تنقية
بعض ما يتعلق بفضائل القرآن واخترت كتابًا في الفضائل لأحد أعلام القرآن في بيان
التزييف الواقع في بعض الروايات والكشف عن عوارها، والوقوف على مكمن الضعف فيها.
Primary Language | Arabic |
---|---|
Subjects | Religious Studies |
Journal Section | Articles |
Authors | |
Publication Date | December 28, 2018 |
Submission Date | December 2, 2018 |
Acceptance Date | December 27, 2018 |
Published in Issue | Year 2018 Volume: 1 Issue: 2 |
Contact: dinbil@alparslan.edu.tr
Religion and Science-Muş Alparslan University Faculty of Islamic Sciences Journal is licensed under Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License (CC BY NC).