على الرغم من التطور المستمر بصناعة التأمين التكافلي إلا أن عددا كبيرا من أبناء المجتمعات المسلمة ما زال يمتنع عن التعامل مع شركات التأمين التكافلي، بل إن كثيرا منهم لا يرون فرقا بينها وبين شركات التأمين التقليدي، من هنا برزت مشكلة الدراسة بإبراز الفروق المميزة بين شركات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي.
وتهدف الدراسة إلى بيان أبرز خصائص التأمين التكافلي المميزة له عن التأمين التقليدي، كما تسعى الدراسة إلى بيان أسس عمل شركات التكافل الفارقة له عن غيره من شركات التأمين التقليدية. ولتحقيق هدف الدراسة فإن الباحث سيتبع المنهج الاستقرائي والوصفي لتتبع أبرز الكتابات ذات العلاقة والاستفادة منها في تحديد آليات عمل التأمين التكافلي والتأمين التقليدي، كما تتبع الدراسة المنهج التحليلي والاستنباطي لاستنتاج أبرز الفروق بين التأمين التكافلي والتأمين التقليدي.
وقد قُسّمت الدراسة إلى عدة مباحث: حيث تناول في المقدمة الإطار العام للموضوع مع تحديد هدف البحث ومشكلته وأسئلته، ثم تناول في المبحث الأول مفهوم التأمين التكافلي لغة واصطلاحا، ومفهوم عقد التأمين قانونيا، وخصائص عقد التأمين التكافلي، والأدلة على التأمين التكافلي شرعا، وأوجه الاتفاق والتشابه بين شركات التكافل وشركات التأمين التقليدي. ثم تناولت الدراسة في المبحث الثاني أبرز الفروق بين التأمين التكافلي والتأمين التقليدي وبيان أثر ذلك في العقود والمعاملات وتكييف العلاقة بين أطراف عملية التأمين التكافلي. ثم ختمت الدراسة بالنتائج والتوصيات والمراجع.
وقد أظهرت الدراسة ابتداء أوجه الاتفاق بين التأمين التكافلي والتأمين التقليدي التي من أبرزها: أنها شركات تخضع لقوانين الشركات في بلدانها وما يترتب عليه من أنظمة وتعليمات، كما تشترك شركتا التأمين التكافلي والتقليدي في خضوعها للجهات الرقابية في الدولة خاصة التبعية للبنك المركزي، كذلك كلاهما يقومان بعمل تأميني ويقدمان منتجات تأمينية متنوعة وإن اختلف التكييف القانوني والشرعي لهما، ومن أوجه الاتفاق أن الجهد الاسثماري موجود في الشركات التقليدية وكذلك في الشركات التكافلية وان اختلفت الطرق والأدوات والشرعية، وأيضا كلاهما يتطلب التعامل معهما عقد يدفع بموجبه المشترك قسطا تأمينيا مع اختلاف مسمياته أو تكييفه أو مقداره أو استمراريته، وكذلك خضوعهما لضرائب ورسوم واحدة من الدولة، وإلزامية خضوعها لإعادة التأمين.
وبينت الدراسة أنّ أهم الاختلافات بين التأمين التكافلي والتأمين التقليدي تتلخص في أن عقد التأمين التكافلي عقد تبرعات بخلاف التأمين التقليدي الذي هو عقد معاوضات، كما تختلف شركات التأمين التقليدية عن شركات التكافل في تكييف العلاقة بين المساهمين والمشتركين؛ فهي تقتصر في الشركات التقليدية على علاقة معاوضة تجارية محضة بشراء عميل الشركة التقليدية لبوليصة التأمين، في حين أن علاقتهما في شركات التكافل تقوم على المضاربة أو الوكالة بأجر نظير قيام الشركة بسائر أعمال الشركة الفنية والإدارية. ومن هذه الاختلافات الجوهرية التزام شركات التكافل بالضوابط الشرعية والأحكام الشرعية في حين تتضمن شركات التأمين التقليدية الغرر والجهالة والمقامرة ومعاملات محرمة، كما أن هناك اختلافات متعلقة بأسس التغطيات التأمينية فلا يمكن أن يكون التأمين على الديون الربوية من ديون أو سندات ربوية، كما لا يجوز التأمين على مقار المؤسسات الربوية ومؤسسات الفساد الأخلاقي والتجاري، في حين أن مختلف الشركات التأمينية التقليدية تتفنن في إيجاد الصور التأمينية التي غايتها الأولى تحقيق الربح دون اعتبار لعامل الشرعية والمنظور الأخلاقي. وهناك اختلافات متعلقة بالجانب الفني مثل اختلاف آليات العمل والتشغيل، والوساطة في عمل الشركة، والأقساط التأمينية والربحية في العقود والاحتياط النقدي ومبدأ الحلول. ومن الفروق أيضا ما يتعلق بالفائض التأميني الذي يعود لمساهمي الشركات التقليدية في حين أن الفائض التأميني في شركات التأمين التكافلي يعود إلى المشتركين وصندوقهم. كما تمتاز شركات التأمين التكافلي باحتوائها على هيئة رقابة شرعية لتدقيق أعمال الشركة شرعا والإشراف على عملها، في حين لا تتضمن الشركات التقليدية مثل هذه الهيئة.
Primary Language | Arabic |
---|---|
Subjects | Religion, Society and Culture Studies |
Journal Section | Articles |
Authors | |
Publication Date | December 30, 2021 |
Submission Date | May 1, 2021 |
Published in Issue | Year 2021 |
Hitit İlahiyat Dergisi Creative Commons Atıf 4.0 International License (CC BY NC) ile lisanslanmıştır.