Yeni Sayfa 1
مسألة الشر والسيئات وعلاقتها بالعدالة الإلهية في الخلق من خلال رسائل النور
طالب الدكتوراه: بن شيه عبد الله1
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
وبعد:
إن مسألة التجديد الديني تشكل لب الشريعة الإسلامية وكمالها، فبواسطته يتحقق معنى صلاحيتها لكل زمان ومكان وبه يكون الاقتدار على الاجتهاد في النوازل والأحكام والعمل على تطوير أسباب الوجود الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمسلمين. والتجديد في الدين لذلك ليس مطلوبا شرعاً فحسب، بل إن الله تعالى ضامنه والمبشر به على لسان نبيه محمد عليه صلوات الله وسلامه وذلك بموجب الحديث النبوي الصحيح الذي يقضي بأن الله يبعث للأمة الإسلامية على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها والله تعالى رفع العلماء إلى أعلى المراتب البشرية التي يكون المرء بها في حال التقوى والخشية إذ قال تعالى ﴿إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾فاطر:28 ونبينا، عليه أفضل الصلوات والتسليم، أخبرنا أن مداد العلماء يفضل دماء الشهداء حين تعرض الأعمال على خالق النفوس ومدبر الأكوان.
وقد حفل القرن الرابع عشر الهجري بثلة من العلماء الكبار الذين ارتقى بهم علمهم وعملهم إلى الدرجة التي استحقوا أن ينعتوا فيها بنعت المجددين في الدين، وكذلك كان الشأن عند الصفوة المختارة والمعلومة من علماء الإسلام في الهند وأفغانستان وباكستان وإيران وتركيا، وفي مصر والشام وتونس والمغرب وغيرها من بلدان العالم العربي أمثال جمال الدين الأفغاني، ومحمد إقبال ومحمد عبده، والآلوسي، والثعالبي، وابن باديس والعلوي ابن العربي، والعلوي ابن احمد وعلال الفاسي وأمثال هؤلاء، والحق هم كثيرون.
ومن بين هؤلاء الأعلام الكبار الإمام سعيد النورسي ابن زمنه البار، استوعب الأفكار، واستخلص.
العبر، وتعمق في فهم المأساة، وعرف طرق الإفساد، واطّلع على أسباب التمزق والفرقة، وراقب مسرحية الانتقال الخبيث من المنظومة الإسلامية إلى المنظومة الغربية اليهودية الصليبية الإلحادية، مع تفهم حقيقة المرحلة، وطبيعة المؤامرة، وتطور الأحداث في تركيا والعالم الإسلامي برمته.
فكان ذلك المجدّد الذي عبّر عن عصره، تعبيرا شموليا متوازنا ابتداء بنمط شخصيته، وانتهاء بالمخطط المتكامل الذكي في الوسيلة والغاية التي اتبعها، من خلال مادته المعرفية العلمية الغزيرة، لإحداث هزة عنيفة عميقة في كينونة الإنسان مسلما أو غير مسلم، في عقله وقلبه وروحه ونفسه.
ولهذا سأحاول أن أتحدث عن"مسألة الشر والسيئات وعلاقته بالعدل الإلاهي من خلال رسائل النور".
فقسمت البحث إلى مقدمة وخاتمة وأربعة مباحث مهمة وهي مشكلة الشر، منبع الشرور، الحكمة من خلق الشر وختاما مشكلة الشر والسيئات وعلاقته بالعدل الإلهي في خلق الكون.
المبحث الأول: مشكلة الشر
منذ العصور القديمة مثل وجود الشرّ في العالم مشكلة نظريّة محيّرة، وقامت محاولات عدّة لتفسيره والبحث عن مبرّر معقول لوجوده، والمشكلة هي ما نسعى إلى حلّه، وليس يحلّ بجواب عن سؤال واحد بسيط بل بالجواب عن أسئلة مرتبة، كلما أجبنا عن سؤال اعترضنا آخر حتى نبلغ الغاية التي هي حل العقدة.
المشكلة هي: كيف يصدر الشر عما هو خير مطلق؟ سؤال مركب فالجواب عنه لابد من أن يسبقه الجواب مثلا عمَّ هو الشر؟ لا يمكن حل المشكلة دون الانطلاق من مسلّمة، والمسلّمة هنا هي أن للكون موجداً أوجده وهو متصف بالخيرية المطلقة. ماذا لو كانت المسلّمة غير هذه وهي أن للكون موجدين اثنين لا موجداً واحداً أو أن الكون لا موجد له أو أن موجده متصف بالشر المطلق أو غير هذا من المسلّمات التي يمكن التسليم بها.
لاشك أن الشر سيتبع ما توجه به المسلم أول الأمر، وفي مسلمة الفلسفة الإسلامية ما ينبئ أن الشر المنتشر في الكون لن يعد شراً في الحقيقة.
الشر ليس شرا، وحتى إن كان شراً فبالعرض وهو في كل الأحوال غير مقصود إليه من الخير بالذات وسنرى كيف ذلك.
ويختلف الإسلام بوضوح عن كل الديانات الوضعية، بل ويختلف عن اليهودية والمسيحية التاريخيتين في تفسير وجود الشر في العالم، وفي النظر إلى الشيطان من حيث طبيعته ودوره، وكيفية التغلب عليه، فضلا عن وجود عناصر أخرى في الإسلام غير الشيطان لتفسير الشر في العالم. وقد استطاع هذا الدين أن يتخلص من أساطير القدماء ومن أوهام البشر ومن مغالطات بعض الفلاسفة المتأثرين بالديانات الوضعية أو المحرفة.
فالشر موجود من أجل إمكان الحرية الإنسانية؛ لأنه يمتنع القول إن الإنسان حر إذا كان مجبولاً على الخير فقط. ولا يكتسب فعل الخير ميزته إلا إذا كان فعل الشر ممكن الحدوث. ومن هنا يمكن القول بأن الإسلام لا يقول بطبيعة شريرة في الإنسان، وإنما إمكانية للشر وللخير، موجودة في الإنسان كأساس ضروري للحرية، فإمكانية الشر والخير هي التي تجعل الحرية ممكنة، والشر ليس محركه الشيطان فقط، بل النفس أيضًا عندها القابلية؛ يقول تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾.الشمس:7-10 فلا يتصور المرء إرادة حرة دون أن يكون لديها إمكانية فعل الخير وإمكانية فعل الشر.
ولهذا يرى النورسي أن منشأ جميع أشكال الخلط والالتباس في مسألة الشرور، تظهر بسبب عدم إدراك الذين يقعون في هذا الالتباس لطبيعة العلاقة بين الشر والخير.
فهؤلاء يتوهمون أن وجود الشرور والمصائب والشيطان وغيرها من البلايا التي تصيب الموجود، يقدح في عدالة واجب الوجود. وهذا وهم يتجافى عن الحقيقة؛ فإن الشرور نسبية إضافية، وليست حقيقية، وتنطوي على خير كثير. "إن خلق الشرور والأضرار والبلايا والشياطين، ليس شرا ولا قبيحا؛ لأن هذه الأمور خلقت للحصول على نتائج مهمة كثيرة جدا".2
وقوله أيضا: "إن شرا قليلا يقبل به للحصول على خير كثير؛ إذ لو ترك شر ينتج خيرا كثيرا للحيلولة دون حصول ذلك الشر القليل، لحصل عندئذ شر كثير".3 ويوضح النورسي هذا بمثال وهو: أن قطع الأصبع التي أصابها الغرغرينا فيه خير وهو حسن، بينما يبدو ذلك القطع في الظاهر شرا، ولكن لو لم تقطع تلك الأصبع لقطعت اليد، فيحصل آنذاك شر أكبر.
ولم يكن العلامة النورسي متفردا فيما ذهب إليه؛ فإن كلمات الثقات، والعلماء الأثبات تعضد هذا المعنى وتؤيده. وحسبنا من ذلك ما صرح به حجة الإسلام الغزالي في كتابه "المقصد الأسنى" حيث أورد كلاما جيدا وهو: "والرحيم يريد الخير للمرحوم لا محالة، وليس في وجود شر إلا وفي ضمنه خير، لو رفع ذلك الشر لبطل الخير الذي في ضمنه، وحصل ببطلانه شر أعظم من الشر الذي يتضمنه؛ فاليد المتآكلة قطعها شر في الظاهر، وفي ضمنها خير جزيل، وهو سلامة البدن، ولو ترك قطع اليد لحصل هلاك البدن، ولكان الشر أعظم. وقطع اليد لأجل سلامة البدن شر في ضمنه خير، ولكن المراد الأول السابق إلى نظر القاطع: السلامة التي هي خير محض.
ثم لما كان السبيل قطع اليد لأجله، وكانت السلامة مطلوبة لذاتها أولا، والقطع مطلوب لغيره ثانيا لا لذاته، فهما داخلان تحت الإرادة، ولكن أحدهما مراد لذاته والآخر مراد لغيره، والمراد لذاته قبل المراد لغيره، ولأجله قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "رحمتي سبقت غضبي" فغضبه إرادته للشر، والشر بإرادته، ورحمته إرادته للخير، والخير بإرادته، ولكن أراد الخير للخير نفسه، وأراد الشر لا لذاته ولكن لما في ضمنه من الخير، والخير مقتضى بالذات، والشر مقتضى لغيره، وكل مقدر، وليس في ذلك ما ينافي الرحمة أصلا".4
وإذن؛ فقد رجع حاصل النظر إلى أن الشرور ليست شرا محضا، بل شرا مخلوطا بالخير، ولأن الخير فيها أكثر من الشر، لذلك فإن الحصيلة النهائية لوجودها خير لا شر.
المبحث الثاني: منبع الشرور
إذا عدنا إلى القرآن نجد بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق كل شييء وذلك في قوله تعالى ﴿الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾الزمر:62 كما أنه سبحانه هو من خلق الشر وذلك في قوله تعالى ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾الفَلَق:2
وفي المقابل الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: "والشر ليس إليك" فلا ينسب الشر إليه سبحانه وتعالى انطلاقا من هذا الحديث.
وهاهنا سؤال يدور، وهو فمن خلق الشر إذن؟ وهل ينسب إلى الله عز وجل؟
والجواب هو أن الله هو الذي قدر كل شيء يقع في الأرض وفي العالم، وتقديره كله خير بالنسبة له، لكنه بالنسبة لغيره هو شر في بعض الأحيان، فلذلك لا ينسب له خلق الشر تأدباً معه تعالى.
وانظر إلى الجن كيف تأدبوا مع الله وقالوا: ﴿وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي اْلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا﴾،الْجِن:10 فنسبوا الخير والرشد للّٰه، ونسبوا الشر إلى الفعل المبني للمجهول تأدباً مع الله في قولهم: "أُرِيدَ".
إذاً: خالق الشر هو الله، لكننا لا ننسبه إلى الله تأدباً؛ لأن القضاء والقدر نسبة إليه تعالى ليس بشر، كقوله تعالى ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾.الروم:41
أما أن ننفي خلق الشر للّٰه تعالى بالكلية فهو الضلال بعينه، ولهذا بين النورسي في مواضع مختلفة من كلياته أن أئمة المعتزلة لما اعتبروا أن إيجاد الشر شر، لم يردوا إلى الله سبحانه خلق الكفر والضلالة فكأنهم بهذا ينزهونه سبحانه ويقدسونه، فقالوا "إن البشر هو خالق لأفعاله" ضلوا بذلك والصواب أن خلق الشر ليس شرا، وإنما كسب الشر شر، لأن الخلق والايجاد ينظر إليه من حيث النتائج العامة فوجود شر واحد، إن كان مقدمة لنتائج خير كثيرة، فإن إيجاده يصبح خيرا باعتبار نتائجه، أي يدخل في حكم الخير.
فمثلا: النار لها فوائد ومنافع كثيرة جدا، فلا يحق لأحد أن يقول: أن إيجاد النار شر إذا ما أساء استعمالها باختياره وجعلها شرا ووبالا على نفسه.5
وقال رحمه الله في موضع آخر"وإذا تفطنت لهذه المسائل فاعلم! أن الواجب تعالى لا يقاس على الممكنات، إذ الفرق من الثرى إلى الثريا. ألا ترى أهل الطبيعة والاعتزال والمجوس -بناء على تسلط القوة الواهمة بهذا القياس على عقولهم- كيف التجأوا إلى إسناد التأثير الحقيقي إلى الأسباب، وخلق الأفعال للحيوان، وخلق الشر لغيره تعالى؟ يظنون ويتوهمون أن الله تعالى بعظمته وكبريائه وتنزّهه كيف يتنزل لهذه الأمور الخسيسة والأشياء القبيحة؟ فسحقاً لهم! كيف صيروا العقل أسيراً لهذا الوهم الواهي هـذا؟ يا هذا! هذا الوهم قد يتسلط على المؤمن أيضا من جهة الوسوسة فتجنَّب!"6
وهذا ولعدم إدراك المعتزلة هذا السر ضلوا، إذ قالوا: إن خلق الشر شر وإيجاد القبح قبح. فلم يردوا الشر إلى الله تقديسا وتنزيها له، وتأولوا الركن الإيماني: "وبالقدر خيره وشره من الله تعالى."7
وبجانب هذه الشرور القديمة قدم الإنسان والتي يرى القرآن منبعها في الإنسان أيضا إذ يقول تعالى:﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾الروم:41 بجانب هذه الشرور الطبيعية، هناك شرور أخرى يطلق عليها إن كان صوابًا أو خطأً كالمصائب والأمراض والأوبئة والزلازل والفيضانات والموت، وكأي مفكر واقعي كان سعيد النورسي يرى كل هذا ويشاهده، حيث يقول: "أما إن أتينا الى الشرور الأخلاقية فالإنسان منبعها"، وبديع الزمان يشرح وضع الإنسان ومهمته الأصلية كما يأتي:
أ- الإيمان بكل طاعة بالسلطة الربانية المتجلية في الكون والنظر إلى الكمالات والمحاسن فيه نظرة الاعجاب والتقدير.
ب- وزن جوهر الأسماء الربانية بميزان الإدراك وتوجه القلب بالتقدير والإعجاب لهذه الاسماء.
ج- التفكر والتأمل بدهشة وذهول وإعجاب في صفحات كتاب الموجودات في الأرض وفي السماء.
د- مشاهدة النقوش والزينات في الموجودات والفن اللطيف الدقيق فيها بتقدير واستحسان".8
المبحث الثالث: الحكمة من وجود الشر
بيّن ابن القيم في كتابه عن القدر أن خلق الشيطان، وهو أعظم الشرور في الأرض لا يخلو من خير، وهذا الخير يكون في أشياء:
منها: أن يتصارع الخير والشر في الأرض، ويتصارع الحق والباطل، فينصر الله أهل الحق، ويخذل عدوهم من أتباع الشيطان وأعوانه.
ومنها: أن تظهر معاني أسماء الله: الجبار، المنتقم، القوي، العزيز... وغيرها من أسماء القوة والجبروت والانتقام من أعدائه؛ الذين سيتبعون هذا الشيطان.
ومنها: بالمقابل: أن تظهر معاني أسماء الرحمة والمغفرة والعفو للّٰه عز وجل عن أوليائه؛ الذين حاربوا الشيطان، واجتنبوه، وابتعدوا عن خطواته.
ومنها: أن توجد الجنة للطائعين والنار للعاصين.
ومنها: أن يظهر شرف وكمال بعض الموجودات من الخير؛ لوجود أضدادها من الشرور.
ومنها ومنها... أشياء كثيرة ذكرها ابن القيم عن الحكمة من خلق الشيطان وهو أعظم الشرور، فما ظنك بما هو أقل منه شراً؟9
ويوافق الإمام النورسي رأي الإمام ابن القيم في مسألة خلق الشياطين"وكذلك خلق الشياطين وإيجادهم فيه نتائج كثيرة ذات حكمة للإنسان، كسموّه في سلم الكمال والرقي. فلا يسيغ لمن استسلم للشيطان –باختياره وكسبه الخاطئ-أن يقول إن خلق الشيطان شر إذ قد عمل الشر لنفسه بكسبه الذاتي".10
وفي هذه المسألة يدقق الإمام النورسي الحكمة من وجود الشر حيث قال: "فإذا قال قائل: إننا نرى مثلاً بعض الشرور تحصل، وذلك كالأمراض، وكذلك نرى المعاصي والفجور وغير ذلك، فيقال أولاً: إن أفعال الله سبحانه وتعالى كلها خير وحكمة وليس فيها شر بإطلاق، وإن كانت شراً على بعض الخلق بسبب كسبهم واختيارهم. ثانياً: الشر هذا الذي نراه إنما هو في مقدوراته ومفعولاته، ويوضح هذا أننا نجد في بعض المخلوقات المقدورات شراً كالحيات والعقارب، ونجد الأمراض والفقر والجدب وما أشبه ذلك، فكل هذه بالنسبة للإنسان شرا لأنها لا تلائمه، لكن باعتبار نسبتها إلى الله هي خير لأن الله لم يقدرها إلا لحكمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها"11 فلا يوجد في خلق الله شر محض من جميع الوجوه، حيث أن الحق سبحانه لم يخلق شراً محضاً من جميع الوجوه والاعتبارات وهذا هو وجه تنزيه الله عن كون الشر ليس إليه، فإن حكمته تأبى ذلك أي أن الله تَعَالَى حكيم، وحكمته تأبى أن يخلق شراً محضاً لا خير فيه بوجه من الوجوه، وإنما يخلق شراً وفيه جوانب من الخير، ويحقق به حكماً ومصالح، لا يمكن في جناب الحق تَعَالَى أن يريد شيئاً يكون فساداً من كل وجه لا مصلحة في خلقه بوجه ما، هذا من أبين المحال أي محال عن ذي العزة والجلال المتصف بصفات الكمال، أن يكون هذا من شأنه فإنه سبحانه الخير كله بيديه، والشر ليس إليه.
ويوضح النورسي أكثر حيث يقول: "إن الكمال والخير والحسن في الكائنات هي المقصودة بالذات وهي الكليات؛ وإن الشر والقبح والنقصان جزئيات بالنسبة إليها قليلة تبعية مغمورة في الخلقة، خلقها خالقها منتشرة بين الحسن والكمال، لا لذاتها، بل لتكون مقدمة، وواحداً قياسياً، لظهور -بل لوجود- الحقائق النسبية للخير والكمال."12
ثم يبين الإمام النورسي الحقائق النسبية التي لأجلها اُستُحسن الشرّ الجزئي فيقول: "إن الحقائق النسبية هي الروابط بين الكائنات.. وهي الخطوط المنسوج منها نظامها.. وهي الأشعة المنعكس منها وجود واحد لأنواعها. وان الحقائق النسبية أزيدُ بألوفٍ من الحقائق الحقيقية؛ إذ الصفات الحقيقية لذاتٍ لو كانت سبعة كانت الحقائق النسبية سبعمائة. فالشر القليل يُغْتَفَر بل يُسْتَحْسَن لأجل الخير الكثير؛ لان في ترك الخير الكثير -لأن فيه شراً قليلاً- شراً كثيراً. وفي نظر الحكمة إذا قابل الشر القليل شراً كثيراً صار الشر القليل حسناً بالغير، كما تقرر في الأصول في الزكاة والجهاد.
وما اشتهر من: "إن الأشياء إنما تُعْرَف بأضدادها" معناه: إن وجود الضد سبب لظهور ووجود الحقائق النسبية للشيء. مثلا: لو لم يوجد القبح ولم يتخلل بين الحسن لما تظاهر وجود الحسن بمراتبه الغير المتناهية."13
المبحث الرابع: مشكلة الشر والسيئات والعدالة الإلهية في خلق الكون
إن القرآن الكريم قد تناول بشيء من الإسهاب الحديث عن الخير والشر، من ذلك قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾.الزلزلة:7-8
وقوله أيضا ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾،الأنبياء:35 فالأمر كله يتوقف على الإرادة الإنسانية في امتحان الشر والخير، فالشر امتحان، والخير امتحان، أمام الإرادة الإنسانية، والإنسان بإمكانه دومًا أن يتجنب هذا الشر إذا ما أحسن الاختيار ولم يسئ استخدام حريته.
وفي هذا المقام يقول النورسي: "إن الله تعالى لما خلق الخير المحض أعني الملائكة، والشر المحض أعني الشياطين، وما لاخير عليه ولا شر أعني البهائم، اقتضت حكمة الفيّاض المطلق وجود القسم الرابع الجامع بين الخير والشر. إن انقادت القوة الشهوية والغضبية للقوة العقلية فاق البشر على الملائكة بسبب المجاهدة، وإن انعكست القضية صار انزلَ من البهائم لعدم العذر."14
والطريق الوحيد للتخلص من هذه السيئات والشرور وارتكاب المعصية والسفاهة والبدع والضلالة هو طريق السير في نور التوحيد بكل ايمان وبكل محبة. ويقول بديع الزمان النورسي "المحبة التي هي أجلى شعور لدى الإنسان وألذه وأثمنه.. هذه المحبة إن أخذ سر التوحيد بيدها وعاونها فإنها ستسمو بالإنسان وتجعله بسعة الكون وجعله أهلا لكي يكون سلطان الخلق."15
وإذا كان الهدف الأساسي من خلق الإنسان هو وصوله إلى كماله الذي يظهر بدخوله الجنة ونجاته من النار... فمعنى ذلك أن كل ما يساهم في تحقيق هذا الهدف سيكون خيراً له ولمصلحته، حتى لو شاهدناه في الظاهر شراً، والشر هو ما يمنع هذا الإنسان من الوصول إلى هذا الهدف ولا غير. هذا هو الشر، وهذه هي حقيقته.
ما هو الشيء الذي يمنع الإنسان من الوصول إلى الهدف؟
ومن المعلوم أن الكفر والعصيان أمران اختياران، فلا أحد يجبر الإنسان على الكفر والعصيان، ولو فرضنا أن إنساناً أجبر على النطق بالكفر فهذا لا يعد كفراً لأن الإيمان في القلب، كما حدث مع عمار بن ياسر رضوان الله عليه، ولو فرضنا أن إنساناً أجبر على ارتكاب معصية ما كشرب الخمر تحت قوه السلاح، فهذا الفعل لا يعد معصية.
معنى ذلك أن الشر لا يصدر إلا من الإنسان تجاه نفسه، ونحن نطلق على الاعتداءات التي يقوم بها المجرمون عنوان الشرور، لأنهم بفعلهم هذا يظلمون أنفسهم بمنعها من وصولها إلى كمالها (بسبب المعصية) ولأن أفعالهم هذه يجب أن يعاقبوا عليها في الدنيا من خلال الجهاد أو إقامة الحدود، ولكننا لا نقول أبدا بأن الذين قُتلوا وهم أبرياء قد مُنعوا من تحقيق هدفهم بل سيكتشف المظلمون يوم القيامة أن هذا الأمر كان لمصلحتهم، وكما جاء في بعض الروايات يتمنى الذين قتلوا في سبيل الله لو أنهم يرجعون إلى الأرض، فيقتلون ويحرقون، يُفعل بهم ذلك سبعين مره! وذلك لما أعد الله لهم من ثواب.
وهكذا نفسر جميع الحوادث الأخرى، فليست هي شراً بالمعنى الحقيقي للشر وإن أطلقنا عليها هذا العنوان
بعض الناس يغوصون إلى مستوى تفسير أسرار هذه الحوادث بطريقه تكشف لنا عن الجمال والخير المسيطر على هذا العالم، وإذ بكل المصائب والكوارث تتحول أي عين المصلحة، ويظهر النظام العام في الوجود بصوره لوحه بديعة تحير الألباب، فوراء كل حادثه مؤلمه من الحوادث يوجد خير لا حد له، ومفتاح لباب الرحمة الواسعة، ولو نظر الإنسان إليها بعين الإيمان لشاهد هذه اللوحة الرائعة ولأدرك أن لا ظلم في خلق الرحمن.
وهنا يجرنا إلى الحديث عن مسألة مهمة وهي مسألة الجزاء الأخروي على الأعمال؛ لأن المعاد والحساب على صالحات الأعمال وسيئاتها، وإثابة المحسنين، ومعاقبة المسيئين، وهي بحد ذاتها من مظاهر العدل الإلهي. وعادة ما يستدل لإثبات المعاد بعدالة الله سبحانه وحكمته؛ لأن من مقتضياتهما أن لا يترك أعمال البشر دون حساب وثواب وعقاب.
ولهذا نجد العلامة النورسي يولي هذه المسألة عناية فائقة في "رسائل النور". حيث ذكر في "إشارات الإعجاز"؛ ما نصه: "فاعلم أن كثيرا ما نرى الظالم الفاجر الغدار في غاية التنعم، ويمر عمره في غاية الطيب والراحة. ثم نرى المظلوم الفقير المتدين الحسن الخلق ينقضي عمره في غاية الزحمة والذلة والمظلومية، ثم يجيء الموت فيساوي بينهما. وهذه المساواة بلا نهاية ترى ظلما. والعدالة والحكمة الإلهيتان اللتان شهدت عليهما الكائنات منزهتان عن الظلم؛ فلابد من مجمع آخر ليرى الأول جزاءه، والثاني ثوابه، فيتجلى العدالة الإلهية".16
ولم يكن العلامة النورسي في هذه الأمر بدعا من العلماء الماضين قبله، فها هو الإمام الرازي، يصرح بأن الله تعالى لو لم يخلق المعاد حتى يجد المحسن ثمرة إحسانه، ويجد المسيء عاقبة إساءته لم يكن لائقا بحكمته.17
والاعتراض المثار تجاه العدل الإلهي، فيما يرتبط بكيفية أنواع الجزاء والعقوبات الأخروية؛ إذ يقال: إن هذه العقوبات تناقض العدل الإلهي بسب عدم تناسبها مع طبيعة الجرائم، ولذلك لا تكون عادلة.
والأساس الذي يستند إليه هذا الاعتراض هو القول بلزوم رعاية التناسب بين الجريمة والعقاب، وإلا كانت هذه العقوبات نوعا من الظلم. ومن بين المعترضين؛ نجد الفيلسوف الرياضي برتراند رسل، الذي ظن أن علاقة الدنيا بالآخرة هي من نسخ العلاقات العقدية الاعتبارية المألوفة في المجتمعات البشرية، ولذلك نجده يقول: كيف يمكن أن يكون الإله إلها وهو يفرض علينا عقوبات شديدة بسبب جنايات صغيرة جدا؟
وواضح من هذه القول أن رسلا وأمثاله بعيدون عن أبسط المعارف الإلهية الحقة، وذلك بسبب عدم تعرفهم على المعارف الإسلامية، فقد انحصرت معرفتهم في إطار العالم المسيحي، ولم يشموا رائحة الحكمة والفلسفة والعرفان وعموم المعارف الإسلامية السامية.
أما بديع الزمان النورسي؛ فقد شم رائحة الحكمة والفقاهة، وأخذ بمجامع المسألة وأصولها. فللّٰه أبوه ما أرفع كلماته عن مقام المتحدي والمعارض، وما أمنع حججه عن نظر الناقد والمستدرك.
قال رحمه الله يدحض ذلك الاعتراض في المكتوب الثاني عشر: "إن الكافر وإن عمل ذنبا في عمر قصير، إلا أن ذلك الذنب ينطوي على جناية لا نهاية لها؛ ذلك لأن الكفر تحقير للكائنات جميعا وتهوين من شأنها.. وتكذيب لشهادة المصنوعات كلها للوحدانية.. وتزييف للأسماء الحسنى المشهودة جلواتها في مرايا الموجودات.. ولهذا يلقي القهار الجليل، سلطان الموجودات الكفار في جهنم ليخلدوا فيها، أخذا لحقوق الموجودات كلها منهم."18
ومن هذا القبيل أيضا؛ ما أورده في إشارات الإعجاز؛ حيث قال ما لفظه: "إن قلت: إن معصية الكفر كانت في زمان قليل أبدي غير متناه، فكيف ينطبق هذا الجزاء على العدالة الإلهية؟
قيل لك: مع تسليم عدم تناهي الجزاء، إن الكفر في زمان متناه جناية غير متناهية بست جهات:
منها: أن من مات على الكفر لو بقي أبدا لكان كافرا أبدا لفساد جوهر روحه، فهذا القلب الفاسد استعد لجناية غير متناهية.
ومنها: أن الكفر وإن كان في زمان متناه لكنه جناية على غير المتناهي، وتكذيب لغير المتناهي؛ أعني: عموم الكائنات التي تشهد على الوحدانية.
ومنها: أن الكفر كفران لنعم غير متناهية.
ومنها: أن الكفر جناية في مقابلة الغير المتناهي وهو الذات والصفات الإلهية.
ومنها: أن وجدان البشر... وإن كان في الظاهر والملك محصورا ومتناهيا؛ لكن ملكوتيته بالحقيقة نشرت ومدت عروقها إلى الأبد. فهو من هذه الجهة كغير المتناهي وبالكفر تلوث واضمحل.
ومنها:
أن الضد وإن كان معاندا لضده؛ لكنه مماثل له في أكثر الأحكام. فكما أن الإيمان يثمر اللذائذ الأبدية، كذلك من شأن الكفر أن يتولد منه الآلام الأبدية.
فمن مزج هذه الجهات الست يستنتج أن الجزاء الغير المتناهي إنما هو في مقابلة الجناية الغير المتناهية، وما هو إلا عين العدالة."19
وبهذا البيان؛ يتضح أن تلك الشبهة المثارة في هذا المجال، صدرت من قوم لم يدركوا الحكمة وراء ذلك الجزاء، ولم يقفوا على ما فيه من السر البديع.
وحيث يصل الكلام إلى هذه المرحلة؛ يثار سؤال آخر مضمونه هو: أي حسن في خلق جهنم؟
إن أصحاب هذا الإشكال؛ يتكلمون وكأن ما قالوه هو الحق، ولا يرون أن من وراء ما بلغوا مبلغا لغيرهم.
إنهم ينظرون إلى جهنم باعتبارها ظاهرة سلبية في الوجود، ويغفلون عن التفكر في حال الوجود لو خلا من جهنم.
وهذا الكلام؛ وإن كان يملأ القلب قيحا، ويشحن الصدر غيظا، لكن ما أورده بديع الزمان في دفعه يشفي صدور قوم مؤمنين.
الخاتمة:
يعتبر الأستاذ النورسي من خير من أنجبتهم أمتنا الإسلامية، خدم دينه وشعبه في ظل فكر راق وعمل دؤوب، وعانى الألم والمرارة والمرض والاستبداد في سبيل ذلك، وترك وراءه إرثا يرقى بالبشرية إلى مراتب التوافق والانسجام والسعادة وكل ذلك في ظل القران الكريم.
ولهذا فقدر تميز النورسي برؤية عرفانية للكون، جعلته يستبدل الكثرة الفلسفية بالوحدة العرفانية، والعلية الفلسفية بمفهوم التجلي، والعقل والوجوب الفلسفي بالحب والحسن، ولذلك فهو يرى العالم برمته مظهرا وتجليا للجميل الأحد المطلق. إنه يعتبر أن خيرات العالم وشروره؛ ليستا منفصلتين عن بعضهما. إن واقع الحال هو أن الخيرات والشرور متمازجة بصورة لا يمكن الفصل بينهما. وحيثما وجد الشر في عالم الطبيعة وجد الخير معه، وحيثما وجد الخير وجد الشر معه، فلقد امتزجا واختلطا في عالم الطبيعة.
ومن شأن هذه النظرة العرفانية القرآنية الوقادة؛ أن لا تكون إلا باعثة للنشاط؛ لأنها ترى الخير ومظاهر العدل واللطف والرحمة الإلهية متجلية في كل أجزاء الكون والحياة، وتجعل الإنسان يتعامل مع كل ما حوله، وما ينزل به من طوارق السراء والضراء كجنود إلهية لخدمة مسيرة الوصول إلى الغاية العليا التي قدرها الله عز وجل لأكرم مخلوقاته عليه وخليفته في أرضه، فلا تسمح للمصائب والبلاء والصعاب، وكل ما تبدو في ظواهرها شرورا؛ أن توقع الإنسان في مستنقعات اليأس وحياة العبث، بل تجعله يرحب بها ويتخذها وسيلة للرقي والتكامل.
ومن شأن الوقوف على حقيقة العدل الإلهي في"رسائل النور"؛ أن يفضي إلى إدراك حقيقة أن الإنسان لم يخلق عبثا، وأنه لم يخلق لهذه الدنيا ليموت فيها، بل إن ثمة غاية عظمى لخلقه يكمن له فيها الخير كل الخير، فهو مخلوق للخلود وعليه أن يعمل لكي تكون حياته الخالدة كريمة مفعمة بالسعادة، ويتجنب الأعمال التي تتجسم له في عالم الخلود بأنواع البؤس والشقاء المقيم.
ومن شأن هذه الرؤية العرفانية للعدل الإلهي أيضا؛ أن تسهم في الحصول على معرفة عميقة لسابقية الرحمة الإلهية وشمولها لأجزاء الكون وشؤون الحياة؛ مقرونة بحاكمية قوانين العدل واللطف؛ وهذه المعرفة تحصن الإنسان من مختلف أشكال الأفكار التشاؤمية المدمرة لكوامن الخير في وجوده.
ومن شأنها كذلك؛ تعميق المعرفة بسنة الله في إجراء الأمور بأسبابها، هذه المعرفة التي تحصن الإنسان من الغرور ومن الأماني، والأفكار المستهينة بقيمة العمل، والباعثة للتقاعس عن صالحات الأعمال، والموقعة في مهاوي الغفلة عن استثمار عمره، وهو رأس مال وصوله إلى معارج الخير ومقامات النور.
* * *
المصادر والمراجع:
1- إحياء علوم الدين، لأبي حامد الغزالي، مطبعة المكتبة العصرية، بيروت، 1992.
2- إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز (كليات رسائل النور)، لبديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة إحسان قاسم الصالحي الناشر شركة سوزلر للنشر، القاهرة، الطبعة الرابعة،2004م.
3- الشعاعات (كليات رسائل النور)، لبديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة إحسان قاسم الصالحي الناشر شركة سوزلر للنشر، القاهرة، الطبعة الرابعة، 2004م.
4- شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، لابن قيم الجوزية، دار التراث
5- عجائب القرآن، لفخر الدين الرازي، دار الكتب العلمية، بيروت، طبعة أولى، 1404- 1984.
6- الكلمات (كليات رسائل النور)، لبديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة إحسان قاسم الصالحي الناشر شركة سوزلر للنشر، القاهرة، الطبعة الرابعة، 2004م.
7- اللمعات (كليات رسائل النور)، لبديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة إحسان قاسم الصالحي الناشر شركة سوزلر للنشر، القاهرة، الطبعة الرابعة، 2004م.
8- المثنوي العربي النوري (كليات رسائل النور)، لبديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة إحسان قاسم الصالحي الناشر شركة سوزلر للنشر، القاهرة، الطبعة الرابعة، 2004م.
9- المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، لأبي حامد الغزالي، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.
10- المكتوبات (كليات رسائل النور)، لبديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة إحسان قاسم الصالحي الناشر شركة سوزلر للنشر، القاهرة، الطبعة الرابعة، 2004م.
* * *
الهوامش:
1 جامعة الجزائر، كلية العلوم الإسلامية، قسم العقائد والأديان
2 المكتوبات، المجلد الثاني من رسائل النور: 52
3 نفسه: 52
4 المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى: 43-44، والحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة.
5 اللمعات ج3:117
6 إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز: 132
7 اللمعات ج3: 118
8 الكلمات 372
9 شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل ابن قيم 53
10 المكتوبات 230
11 نفسه 235
12 إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز: 48
13 نفسه 49
14 إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز: 386
15 الشعاعات 19
16 إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز: 66، وينظر أيضا الكلمات، المجلد الأول من رسائل النور: 65
17 عجائب القرآن، لفخر الدين الرازي: 14
18 المكتوبات: 51
19 إشارات الإعجاز: 86- 87، وينظر أيضا الكلمات: 64
و ،هدوــجول لوــقعم ر رــبم نــع ثــحبلاو هريــسفتل ة دــع ،هــ لح ىــلإ ىعــسن اــم يــه ةلكــشملا اـنبجأ اـملك ،ةـبترم ةلئـسأ نـع باوجلاـبلـب طيـسب دـحاو لاؤـس نـع باوجب لحي سيلو
Birincil Dil | Arapça |
---|---|
Bölüm | ARTICLES |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 1 Haziran 2014 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2014 Sayı: 9 - Al Nur Issue 09 |