BibTex RIS Kaynak Göster

المنظومة الأخلاقية عند النورسي

Yıl 2013, Cilt: 7 Sayı: 7, - , 01.06.2013

Öz

المنظومة الأخلاقية عند النورسي

أ.د. أبوبكر العزاوي1
المدخل
يهدف هذا البحث إلى دراسة الأخلاق عند النورسي من خلال بحوثه ومصنفاته، ومن خلال سلوكه وأفعاله. وفي هذا الإطار نود أن نطرح مجموعة من الأسئلة المهمة من قبيل: ما هي الأخلاق؟ وما هي أهميتها؟ كيف عالجها النورسي؟ هل قدم منظومة أخلاقية من خلال كتبه ومؤلفاته؟ وما هي مصادره المعتمدة؟ ما هي المبادئ التي تقوم عليها هذه المنظومة؟ هل أخلاق النورسي أخلاق قرآنية؟ هل تتوافق الأخلاق الدينية والعولمة؟ هذه الأسئلة -وهي غيض من فيض- هي ما سيحاول هذا البحث أن يجيب عنها أو عن بعضها ولو بشكل جزئي ونسبي، مع التركيز على مسألة الصدق والكذب.
لقد قدم سعيد النورسي منظومة أخلاقية قرآنية متكاملة تتسم بالعموم والكلية والشمولية والنسقية والأصالة والترابط والانسجام، ثم إنها تقوم على مجموعة من المبادئ العلمية والقوانين الكلية الفطرية، من أهمها الفطرة والإيمان والشمول والتدريج والنسبية والواقعية والتناسب والانسجام. وإذا كان النورسي رجلا قرآنيا وكان منهجه بالتالي هو منهج القرآن، فلا بد أن تكون أخلاقه أخلاقا قرآنية، ولا بد أن تكون نظريته الأخلاقية كذلك. وكيف لا تكون نظريته كذلك وهي تعتمد مصدرين اثنين:
أ- القرآن الكريم باعتباره حقيقة وعقيدة وشريعة، وباعتباره دستورا ومنظومة أخلاقية (الأخلاق النظرية).
ب- سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام باعتبارها تجليا وتطبيقا للأخلاق القرآنية (الأخلاق العلمية).
وهذان المصدران مترابطان، فلا يمكن الفصل بينهما في مجال التنظير أو الممارسة الأخلاقية كما لا يجوز الفصل بين القرآن والسنة في مجال الفقه والتشريع، وهما متكاملان أيضا، فلا يمكن الاكتفاء بأحدهما إنهما وجهان مختلفان لعملة واحدة.
لقد بنى النورسي منظومته الأخلاقية على جملة مبادئ منها:
1- مبدأ الفطرة
الفطرة ما يخص طبيعة الكائن ويصاحبه منذ نشأته، ومنه الأفكار الفطرية، وهي التي لم تستمد من التجربة، ويقابل المكتسب،2 والفطرة بعبارة أخرى هي الخلقة بدليل قوله تعالى: ﴿فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ﴾.الروم:30 ويذهب الأستاذ النورسي إلى أن الأخلاق فطرية في الإنسان؛ أي أنها مركوزة في بنيته وخلقته، وأنها مقوم أساسي من مقومات ذاتيته وهويته، يشهد لهذا المعنى قوله: "ما دام الميل نحو الكمال قانونا فطريا في الكون وقد أدرج في فطرة البشرية"3 والأخلاق هي التي تمكن الإنسان من السير نحو الكمال ونحو الأحسن والأفضل.
إن الإنسان مفطور على التدين والخير والصدق والسعي نحو الكمال، وكل الأخلاق الحميدة، إنه كما يقول النورسي: "مفطور على أن يفضح الكذب، ويقول للكذب هذا كذب"4 وهو أيضا "مفطور على الارتباط بأبناء جنسه من الناس لعدم تمكنه من العيش بمفرده، وهو مضطر إلى أن يعطي لهم ثمنا معنويا لدفع احتياجاته، لذا فهو مدني فطرة".5 إن الصدق باعتباره محور الأخلاق وأساسها المكين ليس مغروزا في فطرة الإنسان وحده، إنه مغروز في فطرة جميع المخلوقات والكائنات، أي في الفطرة الكونية بجميع أنواعها ومكوناتها، وهو ما عبر عنه النورسي بشكل بليغ بقوله: "إن الفطرة لا تكذب، ففي النواة ميلان للنمو، إذا قال سأنبت وأثمر فهو صادق، وفي البيضة ميلان للحياة، إذا قال سأفرخ، فيكون بإذن الله وهو صادق، وإن ميلان التجمد في غرفة من الماء إذا قال سأحتل مكانا أوسع فلا يستطيع الحديد لصلابته أن يكذبه. إن صدق قوله يدمر الحديد، وما هذه الميول سوى تجليات وتظاهرات لأوامر التكوين الصادق عن الإرادة".6
ولنا أن نتساءل: إذا كانت الأخلاق الحميدة والفضائل الرفيعة فطرية في الإنسان فهل الأخلاق الذميمة كذلك؟ وهل هذان النوعان فطريان في الإنسان بنفس الدرجة وبنفس المقدار؟ وما العلاقة القائمة بينهما؟ هل هي علاقة تماثل وتكافؤ أم علاقة تخالف وتباين؟ وأيهما الغالب؟ وما الحكمة في ذلك؟
يذهب النورسي إلى أن بين هذين النمطين من الأخلاق ترابط وتفاعل، وبينهما في الوقت نفسه اختلاف كبير في الدرجة والنسبة والأهمية والوظيفة، يقول: "لقد ثبت بالبحث والتحري الدقيق والاستقراء والتجارب العديدة للعلوم أن: الخير والحسن والجمال والإتقان والكمال هو السائد المطلق في نظام الكون وهو المقصود لذاته، أي هو المقاصد الحقيقية للصانع الجليل، بدليل أن كل علم من العلوم المتعلقة بالكون يطلعنا بقواعده الكلية على أن في كل نوع وفي كل طائفة انتظاما وإبداعا بحيث لا يمكن للعقل أن يتصور أبدع وأكمل منه (...) فتبين جميعها حقيقة الآية الكريمة: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾السجدة:7 وبخصوص أضداد الصفات السابقة فإن النورسي يثبت أن "الشر والقبح والباطل والسيئات جزئي وتبعي وثانوي في خلقة الكون".7 فالقبح مثلا في الكون والمخلوقات ليس هدفا لذاته وإنما هو وحدة قياسية، لتنقلب حقيقة واحدة للجمال إلى حقائق كثيرة، والشر كذلك، بل حتى الشيطان نفسه إنما خلق وسلط على البشرية ليكون وسيلة لترقيات البشر غير المحدودة نحو الكمال التي لا تنال إلا بالتسابق والمجاهدة. وأمثال هذه الشرور والقبائـح الجزئية خلقت في الكون لتكون وسيلة لإظهار أنواع الخير والجمال الكليين".8 فالأخلاق الحميدة هي القاعدة، والأخلاق الرديئة المذمومة هي الاستثناء، والأخلاق الأولى هي غاية في حد ذاتها وهي السائدة الغالبة في نظام الكون ونظام الكائنات، أما الأخلاق الفاسدة، وإن كانت مركوزة هي الأخرى في الفطرة، فهي جزئية وثانوية، ووجودها إنما كان بقصد التعرف على تجليات الحق والخير والجمال والكمال، وقديما قيل: "بضدها تتبين الأشياء". والدليل على فطرية الأخلاق أن كلمتي الخلق والخلق في اللغة العربية مشتقتان من مادة لغوية واحدة، أي أنهما تنتميان إلى نفس الجذر اللغوي "خ.ل.ق" ومن مشتقات هذا الجذر نذكر: الخلق والخالق والمخلوق والخليقة والخلق والأخلاق...إلخ. وفي اللغة الخلق: الفطرة، والخليقة: الطبيعة، قال الشاعر:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ثم إن الطابع الفطري للأخلاق قد أكده عدد كبير من العلماء والباحثين. فمحمد عبد الله دراز في كتابه: "دستور الأخلاق في القرآن" يؤكد أن الحاسة الخلقية انبعاث داخلي فطري، وأن القانون الأخلاقي قد طبع في النفس الإنسانية منذ نشأتها ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾.الشمس:7-8 9
2- مبدأ التدين
إتخذت العلاقة بين الدين والأخلاق أشكالا ثلاثة، تضمنتها الفلسفات الأخلاقية الغربية على الخصوص وهي:10
تبعية الأخلاق للدين: ونجد هذا عند القديس أوغسطين والقديس توماس الأكويني مثلا.
تبعية الدين للأخلاق: والقائل به الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط.
استقلال الأخلاق عن الدين، صاحب هذا الموقف هو الفيلسوف الإنجليزي دافيد هيوم. والحقيقة أن الأخلاق والدين شيء واحد، فلا دين بغير أخلاق ولا أخلاق بغير دين.11 لقد دعت الأديان السماوية كلها إلى ضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة، إذ الدين شريعة وحقيقة، عبادات ومعاملات، وكل عبادة أو معاملة لها وجهان: وجه فقهي ووجه خلقي، ثم إن العلوم الإسلامية كلها تقوم على الأخلاق من حيث مرجعيتها وفلسفتها ومبادؤها المنظمة لها، ومن حيث غاياتها العلمية والعملية. ويتجلى لنا هذا الربط بين الأخلاق والدين في هذا النص الذي يقول فيه النورسي: "إن إصابة الأمة في قلبها إنما هو من ضعف الدين، ولن تنعم بالصحة إلا بتقوية الدين، إن مشربنا: محبة المحبة ومخاصمة المخاصمة (...) أما مسلكنا فهو التخلق بالأخلاق المحمدية صلى الله عليه وسلم وإحياء السنة النبوية، ومرشدنا في الحياة: الشريعة الغراء"12 ويقول في مكان آخر: "إن الإيمان يقيم دائما في القلب والعقل حارسا معنويا أمينا، لذا كلما صدرت ميول فاسدة عن تطلعات النفس والنوازع والأحاسيس المادية (...) يطردها ويهزمها"13 وإذا كانت الأخلاق فطرة فطر عليها الإنسان، فإن دور الدين يتمثل في تثبيت هذه الفطرة وتكميلها وتهذيبها. فقد قال ابن تيمية: "إن الرسل إنما بعثت بتكميل الفطرة، لا بتغيير الفطرة"14 وقال عبد الله دراز: "لن يكون دور هذه الشريعة الجديدة -بلا ريب- أن تبطل قانون الفطرة، لأنهما حقيقتان، ما كان لهما أن تتعارضا، ولكن دور الشريعة الإلهية أن تثبت قانون الفطرة، وأن تمنحه سندا متينا، وذلك بعد أن تستخلصه بكل نقائه وطهارته."15 وقال نبينا عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق."
وإذا عدنا إلى مسألة الصدق والكذب، فإننا نجد النورسي يقول: "الكذب لا يسمح به قطعا"16 ويقول أيضا: "إن الكفر بجميع أنواعه كذب، والإيمان إنما هو صدق وحقيقة"17 وما قاله هذا العالم هو تأكيد لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، في أحد الأحاديث النبوية لما سئل: هل يزني المؤمن؟ فقال نعم، وهل يسرق أو يقتل؟ فقال: نعم، وعندما سئل: هل يكذب؟ قال: لا. فالنورسي هنا يتمثل الحديث النبوي ويعمل بمقتضاه، وكلامه عن الصدق والكذب تفسير لهذا الحديث يتضمن تفصيلات وتوضيحات قيمة. إن المرجعية القرآنية والحديثية حاضرة في كل أقواله وأفكاره ومؤلفاته، ولا عجب في ذلك، لأن "رسائل النور برهان باهر للقرآن الكريم، وتفسير قيم، وهي لمعة براقة من لمعات إعجازه المعنوي، ورشحة من رشحات ذلك البحر، وشعاع من تلك الشمس وحقيقة ملهمة من كنـز علم الحقيقة".18 هذا بخصوص القرآن الكريم، أما فيما يتعلق بالسنة النبوية، فإننا نجد "في ثنايا كثير من الرسائل أسئلة وأجوبة حول بعض الأحاديث الشريفة التي قد يظن أول وهلة أنه -أي الحديث- بعيد عن الواقع أو لا يسلم به العقل، إلا أن الرسالة تشرح الأبعاد الشاسعة لذلك الحديث وأسراره وحكمه الكثيرة."19
3- مبدأ الشمولية
إن المنظومة الأخلاقية التي اشتملت عليها رسائل النور تتسم بالشمولية والعموم، فقد شملت علاقة الإنسان بخالقه وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان، بل شملت علاقة الإنسان بكل عناصر الكون ومكوناته. إنها عالجت مجمل الأخلاق الحميدة والسجايا الرفيعة بشكل مفصل مسهب تارة، وبشكل مجمل مقتضب تارة أخرى. وهكذا وجدنا النورسي يتحدث عن إيجابيات الصدق والشورى والعدل والتعاون والأخوة والأمل والتواضع والاجتهاد والوفاء والعفة والمحبة والشكر وغيرها، وخصص لبعضها رسائل مستقلة، كما أنه نبه على خطورة الأخلاق الذميمة مثل الكذب والرياء والنفاق والظلم والتفرق والتعصب والتكبر والأنانية واليأس والاستبداد والتكاسل والعداوة والشر والخيانة.
وهو يربط الأخلاق بالرقي والحضارة والمدنية فيقول: "لما كانت مدنية أوربا لم تتأسس على الفضيلة والهدى بل على الهوس والهوى، وعلى الحسد والتحكم، تغلبت هيئات هذه المدنية على حسناتها إلى الآن. وأصبحت كشجرة منخورة بديدان المنظمات الثورية الإرهابية، وهذا دليل قوي ومؤشر على قرب انهيارها وسبب مهم لحاجة العالم إلى مدينة آسيا الإسلامية التي ستكون لها الغلبة عن قريب."20 إن المدنية الغربية بنيت على أساس الأخلاق الذميمة، ولذا فإنها لا تكفل سعادة البشرية. إنها بنيت على خمسة مبادئ سلبية:
أ-إنها مبنية على القوة: وهذا يؤدي إلى الاعتداء والظلم.
ب-هدفها وقصدها المنفعة: وهذا من شأنه التدافع والتزاحم.
ج- دستورها في الحياة هو الجدل: وهذا يؤدي إلى التنازع والخصام.
د- رابطتها فيها بين الكتل هي العنصرية والقومية السلبية: وهذا يؤدي إلى تصادم رهيب.
ه- خدمتها الجذابة هي تطمين وتشجيع الهوى والهوس: وهذا يمسخ الإنسان روحيا.
أما المدنية التي بنيت على أساس التشريع الإسلامي والأخلاق المحمدية الرفيعة، فإنها مبنية على الحق والفضيلة والرابطة الدينية والتعاون والهدى، وهذا ما يؤدي إلى العدالة والتوازن والمودة والاخوة والمسالمة والاتحاد وترقي الإنسان.21
إن المنظومة الأخلاقية التي وضع أسسها النورسي، تستوحي الأخلاق القرآنية والأخلاق المحمدية، ولذلك اتسمت بالعموم والكلية والشمول. أما الفلسفات والمذاهب الأخلاقية الغربية فقد اتسمت بالجزئية، فأخذ بعضها بمبدأ الفطرة أو الطبيعة "الأخلاق الطبيعية"، واقتصر بعضها الآخر على مبدأ العلم أو العقل "الأخلاق العلمية"، ودعا آخرون إلى الأخلاق الواقعية أو الأخلاق العلمانية.22 كل فيلسوف له مذهب، وكل نظرية أخلاقية اعتمدت مفهوما واحدا. فهل نتبع فلسفة اللذة التي نادى بها أريستيب وأبيقور؟ أم نظرية السعادة التي نظر لها سقراط وأفلاطون وأرسطو والرواقيون؟ أم فلسفة القوة التي نادى بها نيتشه؟ أم نظرية الواجب عند إيمانويل كانط؟ أم نظرية المنفعة التي دافع عنها بنتام وجون استيوارت مل، وكل الذين تبنوا الفلسفة الذرائعية؟ إن الأخلاق القرآنية، وأيضا المنظومة الأخلاقية النورسية بما هي تفسير للأولى، جاءت شاملة لكل المبادئ، أو لكل الجوانب الإيجابية والمفيدة فيها، ومن ثم شمولها وشموليتها وإحاطتها بكل جوانب الحياة الإنسانية الفردية والاجتماعية. إن المنظومة الأخلاقية عند النورسي لا يمكن أن تبنى على المنفعة الشخصية والأنانية مثلا، وهو الذي يقول: "لو أمعنت النظر في صحيفة العالم نظرا تاريخيا وتأملت في مساوي جمعية البشر لرأيت أس أساس جميع اختلالاتها وفسادها، ومنبع كل الأخلاق الرذيلة في الهيئة الاجتماعية كلمتين فقط: إحداهما: "إن شبعت فلا علي أن يموت غيري من الجوع" والثانية: "إكتسب أنت لآكل أنا، واتعب أنت لأستريح أنا".23 والدواء لهاتين الخصلتين الفاسدتين هو الزكاة وحرمة الربا. ويقول أيضا: "إن السياسة المبنية على المنافع وحش رهيب."24
ولا يمكن أن يبني منظومته الأخلاقية على فلسفة اللذة أو نظرية الواجب أو أي مفهوم جزئي آخر.
4- مبدأ العلمية
إن تناول النورسي للأخلاق تناول قرآني ديني وتناول علمي في وقت واحد، والدين والعلم لا يتعارضان. ولقد أشارت رسالة "المعجزات القرآنية" إلى: ".كل آية من الآيات التي تعرض لها أهل العلم الحديث، وأظهرت أن في كل منها لمعة رائعة من لمعات إعجاز القرآن، وبينت ما ظنه أهل العلم مدار نقد في جمل القرآن وكلماته: أن في كل منها الحقائق السامية الرفيعة ما لا تطاوله يد العلم"25 ويضيف النورسي قائلا: "نحن معاشر المسلمين خدام القرآن نتبع البرهان ونقبل بعقلنا وفكرنا وقلبنا حقائق الإيمان، لسنا كمن ترك التقلد بالبرهان تقليدا للرهبان كما هو دأب أتباع سائر الأديان."26
هذا الموقف من العلاقة القائمة بين الدين والعلم، وكذا الإيمان بأهمية الدليل والبرهان هو الذي جعل النورسي يعتمد المنطق والرياضيات وغيرهما من العلوم الحديثة في أبحاثه ودراساته. لقد وجدناه يصوغ بعض الحقائق المتعلقة بالصدق والكذب، صياغة منطقية رياضية معتمدا مفاهيم من قبيل اللزوم أو الاستلزام Implication والتناسب والمقايسة والتمثيل والقياس والبرهان وغيرهما.27
ونمثل لهذا بالنص التالي: "لا يلزم من لزوم صدق كل قول، قول كل صدق".28 وتتضمن هذه المعادلة المنطقية شقين هما:
- صدق الأقوال التي قيلت أمر لازم.
- التلفظ بجميع الأقوال الصادقة أمر غير لازم.
فالأمر الثاني لا يلزم عن الأمر الأول، ولذا فهو غير لازم. ونادرا ما يلزم عن اللازم لازم آخر في الخطاب أو المنطق الطبيعي، والعلاقة بين هذين الشقين ليست تناظرية Relation bijective. فاللاتناظر هو الذي يحكم جل الظواهر اللغوية والطبيعية والفكرية والمادية في الخطاب والواقع الذي نعيش فيه، بل في الكون برمته. إن التناظر لا نجده إلا في اللغات الرمزية الاصطناعية من منطق ورياضيات وإعلاميات. فهذه الحقيقة المتعلقة بالصدق عبر عنها النورسي بهذا التعبير البليغ الموجز، وصاغها هذه الصياغة المنطقية اللزومية.
وننتقل إلى مسألة أخرى، يقول النورسي: "إن الكفر بجميع أنواعه كذب. والإيمان إنما هو صدق".29 ويقول أيضا: "أما الكذب فلا يسمح به قطعا"30 وكلامه هذا تفسير وبيان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "المؤمن لا يكذب". فلما كان الإيمان هو الصدق والكفر هو الكذب، فلا يمكن للمؤمن أن يكون كاذبا، أي أن يكون كافرا، وبعبارة أخرى، فلا يمكن أن يكون مؤمنا وغير مؤمن في وقت واحد، فهذا هو التناقض contradiction بعينه وذاته. ومعلوم أن من بين القوانين المنطقية العـامة، قانون عدم التناقض loi de non - contradiction الذي يصاغ صوريا على الشكل التالي:
(أ أ)، ومضمونه أن الشيء الواحد لا يمكن أن يتصف بالصفة ونقيضها. ويقول النورسي في نص آخر: "وعلى هذا فالطريق اثنان لا ثالث لهما: "إما الصدق وإما السكوت" وليس الصدق أو الكذب أو السكوت قطعا".31 وكأني به يوظف هنا قانونا منطقيا آخر هو قانون الثالث المرفوع
loi du tiers-exclu الذي يمكن صياغته صوريا كما يلي: (أ أ)
ونجده في أماكن أخرى يستخدم آليات منطقية واستدلالية أخرى كما في تحليله لقوله تعالى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾البقرة:23 إذ يقول: ".فاعلم أن ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ احتجاج القرآن عليهم بقياس استثنائي استثنى نقيض التالي لإنتاج نقيض المقدم، تلخيصه: إن كنتم صادقين تفعلوا المعارضة وتأتوا بسورة لكن ما تفعلون ولن تفعلوا، فأنتج فلم تكونوا صادقين فكان خصمكم وهو النبي عليه السلام صادقا فالقرآن معجز، فوجب عليكم الإيمان به لتتقوا العذاب.. أنظر كيف أوجز التنـزيل فأعجز، ثم إنه ذكر موضع استثناء نقيض التالي وهو: لكن ما تفعلون، لفظ ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا﴾البَقَرَة:24 مشيرا بتشكيك "إن" إلى مجاراة ظنهم، وبالشرطية إلى استلزام نقيض التالي لنقيض المقدم، تم ذكر موضع النتيجة وهي نقيض المقدم أعني فلم تكونوا صادقين علة لازم لازم لازمها وهي قوله ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ﴾البَقَرَة:24 لتهويل الترهيب والتهديد".32 لقد وظف هنا القياس الاستثنائي أو ما يسميه المناطقة المحدثون بالقياس الحملي الشرطي، وبالضبط النمط الذي يدعى بالرفع Modus tollens والذي يصـاغ صـوريا على الشكل التالي:
(أ ب) ب] أ
لقد بينا لحد الآن كيف أن النورسي وظف الآليات والأدوات المنطقية والرياضية في مجالات البحث والتفسير والبرهنة والاستدلال.
5- مبدأ النسبية
يتجلى توظيفه لهذا المبدأ في أماكن عديدة ومتفرقة من رسائل النور، ووجدناه يعتمده أيضا في دراسة الأخلاق، ولذلك اعتبرناه مبدأ من المبادئ التي تقوم عليها منظومته الأخلاقية. يقول النورسي: ".إن الفضائل والأخلاق، وكذا الحسن والخير، أغلبها أمور نسبية، تتغير كلما عبرت من نوع إلى آخر، وتتباين كلما نـزلت من صنف إلى صنف، وتختلف كلما بدلت مكانا بمكان، وتتبدل باختلاف الجهات، وتتفاوت ماهيتها كلما علت من الفرد إلى الجماعة، ومن الشخص إلى الأمة. فمثلا: الشجاعة والكرم في الرجل تدفعانه إلى النخوة والتعاون، بينما تسوقان المرأة إلى النشوز والوقاحة وخرق حقوق الزوج. ومثلا: إن عزة النفس التي يشعر بها الضعيف تجاه القوي، لو كانت في القوي لكانت تكبرا، وكذا التواضع الذي يشعر به القوي تجاه الضعيف، لو كان في الضعيف لكان تذللا. ومثلا إن جدية ولي الأمر في مقامه وقار، بينما لينه ذلة، كما أن جديته في بيته دليل على التكبر، ولينه دليل على التواضع..."33 ويضيف: "وحيث إن الحسن النسبي والخير النسبي كثير جدا".34 ومعلوم أن النسبية من المبادئ العلمية التي أصبح الآن مسلما بها من قبل الجميع، ومأخوذ بها في جميع المجالات العلمية والفكرية والثقافية. فالإبستمولوجيا المعاصرة وفلسفة العلوم تقوم على مفاهيم ومبادئ مثل النسبية والنسقية والتدريج والانسجام والانتظام، بل إن ظواهر الكون برمتها تخضع لهذه المبادئ والقوانين.
6- مبدأ الواقعية
يوظف النورسي هذا المبدأ، مثلا، في معالجته لعدد كبير من القضايا الفكرية والأخلاقية، ويمكن أن ندعوه أيضا بمبدأ السياق، ومفاده أنه ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار اختلاف الظروف والسياقات وتنوعها، فلكل سياق حكم ولكل مقام مقال. ويمكن أن نستشهد هنا بالنص الذي يقول فيه النورسي: "عليك أن تصدق في كل ما تتكلمه ولكن ليس صوابا أن تقول كل صدق، فإذا ما أدى الصدق أحيانا إلى ضرر فينبغي السكوت، أما الكذب فلا يسمح به قطعا، عليك أن تقول الحق في كل ما تقول ولكن لا يحق لك أن تقول كل حق، لأنه إن لم يكن الحق خالصا فقد يؤثر تأثيرا سيئا فتضع الحق في غير محله".35 ونجده يأخذ بهذا المبدأ عندما يجعل الخيار قائما بين الصدق والسكوت فقط، ويرفض أن يكون هناك حل ثالث، والذي هو الكذب ولو كان الكذب للمصلحة، يقول: "لا نجاة إلا بالصدق، فالصدق هو العروة الوثقى. أما الكذب للمصلحة فقد نسخه الزمان، ولقد أفتى به بعض العلماء مؤقتا للضرورة والمصلحة، إلا أن في هذا الزمان لا يعمل بتلك الفتوى، إذ أسيء استعماله إلى حد لم يعد فيه نفع واحد إلا بين مائة من المفاسد"،36 وكأني بالنورسي يعتمد هنا القاعدة الأصولية المعروفة التي تقول: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
7- مبدأ الانتظام والانسجام
تندرج تحت هذا المبدأ عدة مفاهيم ومصطلحات من قبيل التناسب والترابط والتسلسل والوفاق والانتظام والنظام وغيرها. وهذا ما دفعنا إلى افتراض وجود منظومة أخلاقية في رسائل النور تتسم بالشمول والنسقية والانسجام. وقد اعتمد النورسي هذا المبدأ في دراسته للأخلاق، فهو يقول: "إن آثار محمد عليه الصلاة والسلام وسيرته وتاريخ حياته تشهد -مع تسليم أعدائه- بأنه لعلى خلق عظيم، وبأنه قد اجتمع فيه الخصائل العالية كافة. ومن شأن امتزاج تلك الأخلاق توليد عزة للنفس وحيثية وشرف ووقار لا تساعد التنـزل للسفاسف. فكما أن علو الملائكة لا تساعد لاختلاط الشياطين بينهم، كذلك تلك الأخلاق العالية بجمعها لا تساعد أصلا لتداخل الحيلة والكذب بينها، ألا ترى أن الشخص المشتهر بالشجاعة فقط لا يتنـزل للكذب إلا بعسر، فكيف بالمجموع؟ فثبت أن ذاته عليه السلام كالشمس دليل لنفسه".37 فالأخلاق الرفيعة تنسجم مع بعضها البعض، وتشكل كلا منسجما موحدا. وما قاله النورسي عن الأخلاق هنا، هو ما قدمه على شكل مبدأ عام في النص التالي: ".كما يوجد الميل والجذب في الأمور المتناسبة، كذلك يوجد الدفع والتنافر في الأمور المتضادة".38 فلما كان الصدق إيمانا والكذب كفرا، أي كانا متضادين ومتناقضين تباعدا وتدافعا: "وعلى هذا فالبون شاسع بين الصدق والكذب بعد ما بين المشرق والمغرب. ولا ينبغي أن يختلط الصدق والكذب اختلاط النور والنار (...) إن الصدق والكذب بعيدان أحدهما عن الآخر بعد الكفر عن الإيمان".39 ولكن لما ابتعد الناس عن الفطرة والأخلاق الحميدة، اختلط الصدق والكذب، وأعطت الدعايات السياسية رواجا كبيرا للكذب وأفسحت له المجال فبرز في الميدان، ووجدنا من ينظر للكذب ويعتبره ظاهرة لغوية ونصية، أي ظاهرة طبيعية.40
ثم إن الأخذ بمبدأ الانتظام جعل النورسي ينظر إلى الأخلاق باعتبارها علما وعملا، فكرا وسلوكا، يقول: ".نريد أن تصدقوا قولكم بفعلكم".41 ويقول أيضا: "لو أننا أظهرنا بأفعالنا وسلوكنا مكارم أخلاق الإسلام وكمال حقائق الإيمان لدخل أتباع الأديان الأخرى في الإسلام جماعات وأفواجا".42
وهو يعتبر الصدق محور الأخلاق والخيط الناظم لها فيقول: "إن الأخلاق العالية إنما تتصل بأرض الحقيقة بالجدية، وإن إدامة حياتها وانتظام مجموعها إنما هو الصدق. ولو ارتفع الصدق من بينها صارت كهشيم تذروه الرياح".43 هناك مبادئ أخرى تقوم عليها المنظومة الأخلاقية عند النورسي مثل مبدأ التدريج ومبدأ القدوة والتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾.الأحزاب:21 ولكن نكتفي بما أوردناه.
لقد ركزنا فيما سبق على دراسة النورسي للأخلاق وتنظيراته التي تضمنتها كليات رسائل النور، والتي نتج عنها منظومة أخلاقية قرآنية فريدة، ونريد أن نشير إلى أن الأخلاق القرآنية انعكست أيضا في سلوكه هو، وفي أخلاقه وأفعاله. إنه رجل صدق ما عاهد الله عليه فبورك له في عمله وجهاده وتأليفه، وكان له تأثير حميد في طلبته وأبناء قومه، وأيضا في العالم العربي والإسلامي. لقد كتب الأستاذ محسن عبد الحميد بهذا الصدد: "إن من لا يصاحب طلبة النور ولا يخالط أجيالهم الشابة في إيمانهم العميق وهدوئهم البريء، وأخلاقهم العالية البديعة، ودروسهم الإيمانية المطهرة، لا يعلم مدى عمق أثر الإمام النورسي في تربية الجيل الجديد على حب الله ورسوله، ثم حب العلم والفكر والعرفان والتغيير".44 والحمد لله رب العالمين.
المصــادر
إحسان قاسم الصالحي: بديع الزمان النورسي: نظرة عامة عن حياته وآثاره مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1999.
إحسان قاسم الصالحي: ".فاعلية رسائل النور في تقويم السلوك" مقال مخطوط.
دراز محمد عبد الله: دستور الأخلاق في القرآن، مؤسسة الرسالة، ط 10، 1998.
زكريا إبراهيم: المشكلة الخلقية، دار مصر للطباعة، ط3، 1980.
طه عبد الرحمن، سؤال الأخلاق: مساهمة في النقد الأخلاقي للحداثة الغربية، المركز الثقافي العربي، البيضاء، ط 1، 2000.
العزاوي أبو بكر، ".اللسانيات والأدب والذاكرة" حوار مع هرالد فاينرش باللغة الفرنسية، مجلة التواصل اللساني، العدد: 6 فاس.
غريغوار فرانسوا: المذاهب الأخلاقية الكبرى، مكتبة الفكر الجامعي، بيروت 1970
القرضاوي يوسف: الإيمان والحياة، مؤسسة الرسالة، ط 16، 1993.
المعجم الفلسفي، مجمع اللغة العربية، القاهرة، 1983.
المؤتمر العالمي لبديع الزمان سعيد النورسي (تجديد الفكر الإسلامي في القرن 20)، 1996.
النورسي سعيد، الخطبة الشامية، تعريب عاصم الحسيني، المطبعة البولسية، لبنان.
النورسي سعيد، الخطبة الشامية، ترجمة إحسان قاسم الصالحي، الأحمدية للنشر، البيضاء 2001.
النورسي سعيد، صيقل الإسلام، ترجمة إحسان قاسم، دار سوزلر، إسطنبول.
النورسي سعيد، المكتوبات، ترجمة إحسان قاسم، دار سوزلر، إسطنبول.
النورسي سعيد، الملاحق، ترجمة إحسان قاسم، دار سوزلر، إسطنبول.
النورسي سعيد، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، تحقيق إحسان قاسم الصالحي، بغداد، دار الانبار، ط1، 1989
* * *
الهوامش
1رئيس الجمعية المغربية لتكامل العلوم وأستاذ التعليم العالي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية -جامعة القاضي عياض- المغرب.
2 المعجم الفلسفي، مجمع اللغة العربية، القاهرة، 1983، ص: 136.
3 الخطبة الشامية، ترجمة إحسان قاسم، الأحمدية للنشر، ص: 39.
4 المكتوبات، المعجزات الأحمدية، ص: 160.
5 الخطبة الشامية، ترجمة إحسان قاسم، ص: 58.
6 نواياالحقيقة، نشر بذيل الخطبة الشامية، ترجمة عاصم الحسيني، ص:97، وانظر كذلك: المكتوبات: نوى الحقائق، ترجمة إحسان قاسم، ص: 601.
7 الخطبة الشامية، طبعة إحسان قاسم، ص: 39-40.
8 المصدر السابق، ص: 40.
9 محمد عبد الله دراز، دستور الأخلاق في القرآن، ص: ي ب.
10 طه عبد الرحمان: سؤال الأخلاق ص: 31-50.
11 المصدر السابق: ص: 52.
12 الخطبة الشامية، طبعة إحسان قاسم، ص: 85.
13 المصدر السابق، ص 73.
14 ابن تيمية: منهاج السنة: 1/82.
15 محمد عبد الله دراز: دستور الأخلاق في القرآن، ص: 405.
16 الخطبة الشامية، ص: 50.
17 المصدر السابق، ص: 46.
18 الملاحق – قسطموني، ص: 220.
19 إحسان قاسم الصالحي: بديع الزمان سعيد النورسي: نظرة عامة عن حياته وآثاره ص: 200.
20 الخطبة الشامية، ص: 38.
21 المكتوبات، نوى الحقائق، ص: 606-607، ونوايا الحقيقة المنشور بذيل الخطبة الشامية، j عاصم الحسيني، ص: 110-111.
22 انظر تقسيم فرنسوا غريغوار في كتابه (المذاهب الأخلاقية الكبرى) وتصنيفات أخرى.
23 إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص: 67-68.
24 الخطبة الشامية، طبعة عاصم الحسيني، ص: 103.
25 الخطبة الشامية، ص: 32.
26 المصدر السابق، ص: 30.
27 إلمام الأستاذ النورسي بعلم المنطق جعله يوظف مصطلحات منطقية كثيرة يستعصي حصرها، ثم إنه ألف كتابين في الموضوع هما: (قزل إيجاز) و(تعليقات على برهان الكلنبوي في المنطق).
28 إشارات الإعجاز، ص: 123.
29 الخطبة الشامية، ص: 46.
30 المصدر السابق، ص: 50.
31 المصدر السابق.
32 إشارات الإعجاز، ص: 238-239.
33 صيقل الإسلام، السانحات، ص: 333.
34 صيقل الإسلام، ص: 334.
35 الخطبة الشامية، ص: 50.
36 المصدر السابق، ص: 49.
37 إشارات الإعجاز، ص: 209.
38 المصدر السابق، ص: 208.
39 الخطبة الشامية، ص: 46-48.
40 انظر أعمال فاينرش هرالد وبلانش نويل كرونيك وهرمان باري، وخاصة كتاب (لسانيات الكذب) باللغة الألمانية لهرالد فاينرش، وانظر الحوار الذي أجراه صاحب البحث مع فاينرش.
41 صيقل الإسلام، المناظرات، ص: 427.
42 الخطبة الشامية، ص: 27.
43 إشارات الإعجاز، ص:208.
44 نقلا عن إحسان قاسم الصالحي: (فاعلية رسائل النور في تقويم السلوك) مقال مخطوط.

Yıl 2013, Cilt: 7 Sayı: 7, - , 01.06.2013

Öz

Toplam 0 adet kaynakça vardır.

Ayrıntılar

Birincil Dil Arapça
Bölüm ARTICLES
Yazarlar

أ.د. أبو بكر العزاوي Bu kişi benim

Yayımlanma Tarihi 1 Haziran 2013
Yayımlandığı Sayı Yıl 2013 Cilt: 7 Sayı: 7

Kaynak Göster

APA العزاوي أ. أ. ب. (2013). المنظومة الأخلاقية عند النورسي. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, 7(7).
AMA العزاوي أأب. المنظومة الأخلاقية عند النورسي. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. Haziran 2013;7(7).
Chicago العزاوي أ.د. أبو بكر. “المنظومة الأخلاقية عند النورسي”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 7, sy. 7 (Haziran 2013).
EndNote العزاوي أأب (01 Haziran 2013) المنظومة الأخلاقية عند النورسي. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 7 7
IEEE العزاوي أ. أ. ب., “المنظومة الأخلاقية عند النورسي”, النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, c. 7, sy. 7, 2013.
ISNAD العزاوي أ.د. أبو بكر. “المنظومة الأخلاقية عند النورسي”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 7/7 (Haziran 2013).
JAMA العزاوي أأب. المنظومة الأخلاقية عند النورسي. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. 2013;7.
MLA العزاوي أ.د. أبو بكر. “المنظومة الأخلاقية عند النورسي”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, c. 7, sy. 7, 2013.
Vancouver العزاوي أأب. المنظومة الأخلاقية عند النورسي. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. 2013;7(7).