BibTex RIS Kaynak Göster

أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم

Yıl 2013, Cilt: 7 Sayı: 7, - , 01.06.2013

Öz

أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم
أ.د. مصطفى بن حمزة1
يعيش عالمنا الإسلامي المعاصر مخاضا عسيرا جراء اصطراع أفكار وتوجهات عديدة سمح ببروزها انفتاح الناس على آفاق ثقافية متنوعة تبلغ في تنوعها وتباينها درجة التضارب الذي يوحي بحتمية الصراع الفكري المستقبلي والخصومة المذهبية الآتية، وفي خضم هذا الإصطراع الذي يفرز الانبهام تشتد الحاجة إلى البحث عن الذات وإلى تأكيد الهوية.
ويظل تماسك الهوية مرتبطا أشد الارتباط بالتدين الذي يمنح الإنسان رصيدا معرفيا يؤطر توجهه العقدي والمذهبي في الحياة ويصله بمصدر إنتاج القيم التي تمنح شخصيته خصوصيتها وتوازنها وبعد الاستيقان من كون التدين هو فرصة الإنسان الأخيرة للإفلات من حال الاغتراب الشعوري، ومن الارتباك الفكري، فإن مشكلة كبرى تثور في وجه الراغب في التدين وهي تتمثل في ما أصاب هذا التدين نفسه من تمزق فظيع أصبح معه الباحث عن التدين في حيرة ممضة إذ ينخرط في تساؤلات عديدة عن الصيغة المثلى للتدين الحق هل هو تدين يستقي من ظواهر النصوص الشرعية ويخاصم العقل ويشل وظيفته القائمة على تعقل النصوص ومراعاة مقاصدها وتأويل مشكلها؟ أم هو تدين يعتمد الرأي والتأويل منطلقا من النظر في النصوص بما يجعلها شاهدة لأفكار مسبقة لم تستمد في أصلها من الوحي وإنما استجلبت نصوص الوحي لتأييدها؟ أم أن التدين هو عملية جمع رفيق ومتبصر عميق بين عطاء النص الظاهري وضرورة إعمال النظر العقلي؟ أم أن هذا التدين ليس هذا ولا ذاك وإنما هو تهويمات روحية وسبحات وجدانية تقنع باللذة الروحية وتنسحب من حركة التغيير وصنع الحضارة؟
في هذا الجو المثقل بأسئلة متناسلة عن طبيعة التدين القادر على انتشال الإنسان من أزمة العصر الخانقة يبرز التوجه الصوفي مراهنا على جدارته وقدرته على تحقيق الاستواء النفسي للإنسان، لكن هذا التصوف قد أصابه ما أصابه من تباين واختلاف في تـمثلاته، ويتسع ذلك التباين خلال زاوية منفرجة واسعة تمتد من تصور التصوف على أنه مجرد زهد وتزكية للنفس إلى أن يصير فلسفة إشراقية ورؤى حلولية اتحادية تُعدم الفرد وتلغي وجود الكائنات.
وحين يتعلق الأمر بتكوين فكرة عن التصوف في زمن فوقت فيه إلى الإسلام سهام مصمية قاتلة تحمل عناوين الوضعية والحداثة والعولمة والقيم الكونية وغيرها من المصطلحات التي تروق النظر ولكنها تشتم منها رائحة البارود حين يتعلق الأمر باستبانة حقيقة التصوف فإن الرجوع إلى فكر الأستاذ سعيد النورسي يكون مفيدا للغاية اعتبارا لمعطيات موضوعية توفرت له ومنها:
إن الأستاذ النورسي رجل علم بالشريعة تشبع بحقائقها وكان له فهم عميق لأسرارها، وإخلاص في التشبث بها وقد بذل الكثير من سلامته وراحته من أجلها فمن ثم يكون قوله في الموضوع قول خبير يدرك آثار القول ومؤدياته ولهذا فهو لا يقول إلا ما يرى أن الشرع يؤيده وتشهد له الأدلة.
إن الأستاذ النورسي قد ألزم نفسه حياة الزهد والتأمل والعبادة، وقد صرح في جميع آثاره بخواطر صوفية عميقة تنم عن إشراق روحي وفتح إلهي لا يتوفر مثله إلا لمن جاهد نفسه في الله فهداه الله السبل الواضحة مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.العنكبوت:69
إن النورسي قد نهض برسالة التجديد في بلد كان للتصوف فيه حضور تاريخي، وكانت فيه زوايا وتكايا قائمة وكان بعضها قد شارك في واجب الدفاع عن إسطنبول دار الخلافة ضد هجمات النصارى لمدة تزيد عن الخمسمائة وخمسين عاما2. فالتحم موقفها بوجدان الناس فلذلك لم يكن للنورسي أن يتفرغ لمناهضة تلك الطرق ومقاومتها وهو الداعية الذي جعل الوكد من عمله المحافظة على الإيمان في وقت تجردت فيه معاول الهدم إلى اجتثاثه واستئصاله من النفوس.
إن التصوف الذي يمكن أن يستعان به على صد موجة الإلحاد هو التصوف الذي يحرص على الالتزام بأحكام الشريعة ويقاوم البدع والضلالات التي علقت ببعض أهله، وهو التصوف الذي يجعل من أهدافه بناء الإنسان ليكون إيجابيا مهتما بقضايا أمته مسهما في ترقيتها غير ناكص عن أداء واجبه نحوها ولا متقهقر أو لائذ بكهوف فكرية يحتمي بها من تبعات المدافعة والممانعة.
لهذه الأسباب مجتمعة واعتبارا لذكاء النورسي وحرصه على التعامل الشرعي والذكي مع قضية التصوف فإن تعرف موقفه مفيد ونافع جدا.
صلة النورسي بالتصوف
لقد كان" النورسي رجل مرحلة عصيبة مرت بها الأمة وتمكنت فيها القوى المناوئة للإسلام من إسقاط الخلافة ومن فرض تحول قسري نحو العلمانية، ونحو التبعية المطلقة للغرب، فكان للنورسي وعي عميق بخصوصية المرحلة وبـما تستدعيه من جهد فكري لتمتين علاقة أفراد الأمة بدينهم ولإبقائهم مرتبطين بهدي القرآن وبتحديد مفهوم الدين بأسلوب يعتمد الفكر العميق والمساءلة المنطقية للذهن المسلم، وهذه مهمة تستغرق العمر كله ولا يبقى في الزمن بقية للاشتغال بموضوع جزئي لا يعني مجموع الأمة، مثل موضوع التصوف الذي لا يعتني بإثبات الإيمان واستدامته في القلوب بقدر ما يعتني بتحصيل اللذة الوجدانية في قلوب من هم مؤمنون سلفا، واعتبارا لهذا لم يكن للنورسي أن يهتم بقضية التصوف إلا بمقدار ما يبين ما في مسالك أهله من الصواب أو الحياد عن الشرع من غير أن يتفرغ له أو يقف جهده كله أو معظمه على خدمته على نحو ما يفعل شيوخ المتصوفة ورؤساء الطرق الذين لا يعنيهم أمر مثلما يعنيهم دعم التصوف والدعوة إليه والدفاع عن أهله، وحمل أقوالهم على أحسن المحامل بالتأويل تارة وبالاعتذار عن أقوالهم بالأحوال وبغلبة الشوق عليهم تارة أخرى.
لقد عبر النورسي غير ما مرة عن احتياج العصر إلى من يثبت حقائق الإيمان بعد أن أصبحت مستهدفة فقال: إني أخال لو كان الشيخ عبد القادر الكيلاني والشاه النقشبند والإمام الرباني وأمثالهم من أقطاب الإيمان رضوان الله عليهم أجمعين في عصرنا هذا لبذلوا كل ما في وسعهم لتقوية الحقائق الإيمانية والعقائد الإسلامية... نعم لا يمكن دخول الجنة دون إيمان بينما يدخلها الكثيرون جدا دون تصوف.3
إن مؤدى عبارة النورسي أن الفترة التي كان يمر بها فترة متميزة في تاريخ الأمة، وهي ليست بحال استرسالا تاريخيا لما كان عليه المسلمون وإنما هي فترة تجرأ فيها الإلحاد على المجاهرة بمناهضة الإسلام وعلى خلخلة تماسك رباط الأمة السياسي، ولو أن كبار رجال التصوف السابقين عاشوا هذه الفترة لانصرفوا إلى خدمة العقيدة التي هي أولى الأوليات وأساس كل بناء.
لقد أفصح النورسي عن تصوره لطبيعة الرسالة التي تقتضيها المرحلة فقال: مجيبا لأصحابه وقد قالوا له إن الناس يطلقون بعض الأحيان اسم شيخ فيقول: "لم أقل لمن أتاني إلا أن الزمان ليس زمان الطريقة، الإيمان ضروري، والإسلام ضروري".4
نتيجة لهذا الوعي بخطورة المرحلة فقد حدد النورسي موقفه من التصوف باعتباره منتميا إليه وعاكفا على مباحثه فقال: أيها السادة إني لست شيخا صوفيا.5 ويكرر القول في حيز آخر فيقول أنا لست صوفيا.6
إن قصد النورسي من إعلاناته هذه أنه ليس صوفيا هو نفي معنى الانقطاع للمنهج الصوفي الذي يصبح صاحبه مستغرقا فيه، وإذا كان النورسي سجل على نفسه أنه ليس صوفيا فإن هذا لا يجوز أن يدفع إلى توهم انقطاع صلته بالتصوف متى كان هذا التصوف يعني تزكية النفس واكتساب خصال الخير والتصون من أمراض القلوب، وهذه وظائف لا تتوقف بالضرورة على الانتماء إلى طريقة معينة أو على الالتزام بورد بذاته، لأن تحقيق هذه المعاني هو هم كل مسلم وهو انشغاله اليومي الدائم.
إننا قد نستعرض بعض تعاريف التصوف العملي فنجدها تدور على هذه المعاني التربوية ويمكن أن نجتزئ من التعاريف الكثيرة بقول أعلام منهم:
أبو محمد الحريري الذي عرف التصوف بأنه: "الدخول في كل خلق سَني والخروج من كل خلق دنيّ".7
أبو عمرو بن عثمان المكي الذي قال: "إن التصوف هو أن يكون العبد في كل وقت بما هو أولى به من الوقت"8.
رويم الذي قال: "إن التصوف هو استرسال النفس مع الله تعالى على ما يريد".9
الكتاني الذي يقول: "إن التصوف خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الصفاء".10
فإذا كانت هذه المعاني أخلاقا تلخص التصوف أو تلخص حالات منه فإن النورسي قد أخذ منها بحظ وافر وتحلى بها حتى صارت ميسما له، فهو الرجل الذي انقطع للحق وأنس به حتى كان يمضي عليه أكثر من شهرين أو ثلاثة وهو وحيد لا يرى شخصا إلا بعد مرور عشرين يوما أو أكثر منفردا مـختليا بنفسه على قمة جبل جام المطل على مراعي بارلا.
وإذا كان التصوف استزادة من الخير وخروجا من كل خلق دنيء ودخولا في كل خلق سني، كما عبر به الحريري، أو كان اشتغالا بالمفيد من الأعمال واسترسالا مع مراد الله كما عبر به رويم فإن تلك المعاني متوفرة للنورسي حاضرة في أخلاقه أقوى حضور.
موقف النورسي من الواقع الصوفي، ومن التصوف النظري.
حين يتابع الباحث ما كتبه النورسي عن التصوف باعتباره واقعا ماثلا في حياة الناس، وباعتباره هدفا للتغيير والإصلاح فإنه يقف على المعطيات التالي:
إن النورسي كان يضع نفسه في المقام المناسب له باعتباره عالما من علماء الأمة يتحمل مسؤولية التوجيه والتقويم والحماية للشريعة، وباعتباره رجل دعوة تعتمد الحكمة وتتفادى توسيع دائرة الخصومة والشقاق، فلذلك كان ينطلق من اعتبار مؤسسات التصوف واقعا لا يمكن الاستهانة بوجوده ولا يجدي التفرغ لمواجهته وإنما يتعين إصلاحه من الداخل وذلك بتصحيح أخطائه وتقويم مقولاته وآرائه المخالفة لمنطق الشريعة، وبوضعه أخيرا في صف القوى الحامية للإسلام. إن النورسي قد تعامل مع الطرق الصوفية الحاضرة بموضوعية وتجرد فكشف عن مشاركة بعضها في خدمة الإسلام من حيث قيامها بتأطير الناس دينيا ومن حيث قيامها بحماية وجود الإسلام وبمشاركتها في حركة الجهاد ضد الغزو النصراني11 ولكن هذا لا يلغي أن الطرق الصوفية قد لابستها أخطاء فكرية وسلوكية أضرت بها وأبعدتها عن هدي الإسلام.
إن النورسي كان أكثر انطلاقا وإسهابا في نقد بعض جوانب الفكر الصوفي، وفي تحليل بعض مقولاته التي ابتعدت عن جوهر الشريعة ومنطق الإسلام، ومنها نظرية وحدة الوجود، ووحدة الشهود واعتقاد بعضهم المبالغ في الولاية والأولياء.
لقد كان النورسي يرى من نفسه أنه واحد من علماء الشريعة الذين خبروا التصوف علما ومـمارسة ولكنهم عرضوا مقولاته على الشرع فقبلوا منها ما يقبله الشرع ورفضوا ما يرفضه وبهذا مارسوا عملية الحسبة والتوجيه مثلما مارسها غيرهم في مجال تلقين العلوم فبينوا ما ينفع منها وما لا ينفع، وكما مارسها غيرهم في مجال المحافظة على الأخلاق العامة للمجتمع الإسلامي وكما مارسها غيرهم في مراقبة الأسواق وجودة السلع وصحة المكاييل والأوزان.
إن وظيفة الحسبة الشرعية على التصوف كانت حاضرة على الدوام عبر تاريخ الأمة التي وجد منها من أمثال الإمام أبي بكر الطرطوشي الأندلسي (520) والإمام أبي إسحاق الشاطبي (760) والشيخ أحمد زروق (899) وتلميذه أبي القاسم ابن خجو الخلوفي الحسـني (956) وكل هؤلاء قد ناهض البدع والمحدثات وحاربـها بما كتب عنها، وقد لقب الشيخ زروق بلقب محتسب العلماء والأولياء12 بعد أن وضع الكثير من المؤلفات في ضبط مسيرة التصوف حتى لا ينحرف عن توجيه الشريعة ومن تلك المؤلفات كتابه قواعد التصوف الذي ضمنه سبع عشرة ومائتي قاعدة ضابطة لحقائق التصوف.
موقف النورسي من بعض مقولات التصوف
تشيع في أدبيات التصوف مصطلحات تعبر عن جوهر التصوف لدى بعض المتصوفة الذين خرجوا بالتصوف من طابعه العلمي إلى أن دخلوا به في مجال النظر الفلسفي، فكانت تلك المصطلحات موضع انتقاد ومراجعة من علماء الشريعة بعد أن بدا لهم أن تلك المصطلحات تناقض التصور الإسلامي في وجه من الأوجه، وقد يكون من أكثر تلك المصطلحات تعرضا للنقد والمساءلة مصطلحات وحدة الوجود، ووحدة الشهود، وحدود الولاية الصوفية، وختم الولاية والمعراج الصوفي والديوان الصوفي وثنائية الحقيقة والشريعة.
لقد وقف النورسي أمام تلك المصطلحات وأفاض في القول عنها على وجه الإنصاف مبرزا حقيقة ما في مضمونها. ويمكن استعراض موقف النورسي من جملة من تلك المفاهيم منها:
ثنائية الحقيقة والشريعة عند بعض المتصوفة.
يحرص بعض المتصوفة على إبراز فارق بين الحقيقة والشريعة أو بين علوم القلوب وعلوم الرسوم، ويجعلون علوم القلب والذوق علوما حية بينما يجعلون علوم الرسوم علوما ميتة حتى قال قائلهم متوجها بالخطاب إلى علماء الشريعة أخذتم علمكم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت.
لقد سجل النورسي أثناء حديثة عن ثنائية الحقيقة والشريعة كما افترضها بعض المتصوفة أنها وهم وخطأ نشأ عن الجهل بمدار الشريعة واستيعابها لكل التصرفات على اختلاف درجات قربهم من الخالق، وقد أثبت النورسي أن بعض المتصوفة قال: إن الشريعة هي قشر ظاهري.13
لقد رد النورسي هذا القول بأن الشريعة شاملة مستوعبة وعلومها منها الجلية الواضحة التي تنكشف لعموم الناس ومنها علوم دقيقة لا يدركها إلا خواص الناس، والخطأ يكمن في تسمية بعض علوم الشريعة حقيقة وأخرى شريعة.
إن الشريعة هي نتيجة الخطاب الإلهي الصادر مباشرة دون حاجز أو ستار، وبناء عليه فإن أي معرفة لا يمكن أن تسمو سمو ما كان مصدره الوحي، والشريعة إنما هي بناء شامخ وأعلى مراتب الطريقة ودرجات الحقيقة ليست إلا أجزاء من كلية الشريعة14.
والسالك في الطريقة يرتفع تدريجيا إلى أعلى المراتب التي ينال فيها ما في الشريعة نفسها من معنى الحقيقة وسر الطريقة15. وعلى هذا فأهل الطريقة وأصحاب الحقيقة كلما تقدموا في مسلكهم وارتقوا في معارجهم وجدوا أنفسهم منجذبـين أكثر إلى الحقائق الشرعية متبعين لها مندرجين ضمن غاياتها ومقاصدها حتى إنهم يتخذون أبسط أنواع السنة النبوية الشريفة كأعظم مقصد وغاية يسعون إلى اتباعها مقلدين لها لأنه بمقدار سمو الوحي وعلوه على الأفهام فالآداب الشرعية التي هي ثمرة الوحي هي أسمى وأعلى من آداب الطريقة التي هي ثمرة الإلهام، لذا فإن أساس الطريقة هو اتباع السنة النبوية المطهرة.16
إن ما قاله النورسي في موضوع ثنائية الحقيقة والشريعة هو ما حرص على تأكيده أنبه العلماء الذين نصوا على أن الشريعة هي الميثاق بين الله وعباده وعلى أساسها تجري المثوبة والمؤاخذة، بناء على قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.الجاثية: 18
ولقد نص الشيخ أحمد زروق الذي عرف بأنه محتسب الأولياء والعلماء على أن كبار المتصوفة كانوا متمسكين بالشرع بل ويتمذهبون بمذهب إمام معين إذ لم يكونوا من أهل الاجتهاد، فكان الجنيد على مذهب الثوري وكان الشبلي مالكيا وكان الحريري حنفيا والمحاسبي شافعيا.17
وقبل الشيخ زروق كان الجنيد يصرح بضرورة الالتزام بالكتاب والسنة. ويقول: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به.18
النورسي ونظرية وحدة الوجود.
يلخص النورسي مفهوم نظرية وحدة الوجود عند المتصوفة فيقول: "نعتبر وحدة الوجود التي تضم وحدة الشهود من المشارب الصوفية المهمة وهي تعني حصر النظر في واجب الوجود، إن الموجود الحق هو واجب الوجود سبحانه فحسب وإن سائر الموجودات ظلال باهتة وزيف ووهم لا يستحق إطلاق صفة الوجود عليها حيال واجب الوجود، لذا فإن أهل المشرب يذهبون إلى اعتبار الموجودات خيالا ووهما ويتصورونها عدما ومرتبة ترك ما سواه أي ترك ما سوى الله حتى إنهم يتطرفون ويذهبون إلى حد اعتبار الموجودات مرايا خيالية لتجليات الأسماء الحسنى".19
وما أورده النورسي عن وحدة الوجود رغم انتقاده لها يظل ألطف التعابير في محاكمة هذه النظرية إذا ما قورن بما صرح به منتقدوها والرافضون لها وما رتبوه عليها من إلزامات عقدية خطيرة.
ولقد كتب بعض الطائفين حول وحدة الوجود ما حاولوا به تصويرها والاعتذار لأصحابها، فكتب إبراهيم الكوراني المدني رسالة أسماها: المسلك الجلي في حكم شطح الولي. وقد قدم لها عبد الغني النابلسي وحققها الدكتور عبد الرحمن بدوي عن مخطوطة موجودة بالخزانة الظاهرية بدمشق -رقم 4008-.20 وفي هذه الرسالة يجيب الكوراني عن سؤال توصل به من بعض جزر جاوة عن قول من قال الله نفسنا ووجودنا ونحن نفسه ووجوده، وقال الكوراني: "إن هناك أربعة أطوار: أولها طور الأغيار، وثانيها هو طور الأفعال، وثالثها هو طور صفات الله وأسمائه ورابعها هو طور ذاته، فإن كان القائل قد وصل الطور الرابع فقد صدق وإلا فهو كاذب إذا لم يبلغ الطور الرابع".21
ويمثل هذا التقسيم الذي لم يحتج له صاحبه بنص شرعي من كتاب أو سنة يقع تبرير القول بوحدة الوجود في إغفال تام لصلتها بالعقيدة الإسلامية كما أسسها القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية.
لقد كان النورسي مدركا ما تتضمنه وحدة الوجود من مضمون مجاف للتصور الإسلامي فمن ثم ردها بقوة متوسلا بكل الأدلة التي رآها كافية في دحض وحدة الوجود، ويمكن إجمال نقاشه في الجوانب التالية.
يرى النورسي أن وحدة الوجود مشرب ونـزعة وحال وهي مرتبة ناقصة وهي لكونها مشربة بلذة وجدانية ونشوة روحية فإن معظم الذين يحملونها أو يدخلون إليها لا يرغبون في مغادرتها فيبقون فيها ظانين أنها هي المرتبة الأخيرة التي لا تسمو فوقها مرتبة. نعم إن الصراط المستقيم لهو طريق الصحابة والتابعين والأصفياء الذين يرون أن حقائق الأشياء ثابتة وهي القاعدة الكلية لديهم وهم الذين يعلمون أن الأدب اللائق بحق الله سبحانه وتعالى هو قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾الشورى:11 أي أنه منـزه عن الشبه والتحيز والتجزؤ وإن علاقته بالموجودات علاقة الخالق بالمخلوقات فالموجودات ليست أوهاما كما يدعي أصحاب وحدة الوجود بل هذه الأشياء الظاهرة هي من آثار الله سبحانه وتعالى، إذا فليس صحيحا قولهم لا موجود إلا هو وإنما الصحيح لا موجود إلا منه.22
مما يدفع به النورسي وحدة الوجود أن القائلين بها إذا كانوا يقولون لا موجود إلا الله وينـزلون الموجودات منـزلة العدم والخيال فإن أسماء الله تعالى لا تجد تجلياتها وذلك كأسماء الرحمن والرزاق والقهار والجبار والخلاق والرحيم، التي تظل اعتبارية ما دام اسم الرزاق يقتضي مرزوقا موجودا واسم القهار يقتضي مقهورا موجودا، فإذا كانت الموجودات معدومة فإن معاني هذه الأسماء الإلهية تتعطل وتصير غير ذات موضوع.
ج- لقد خص النورسي محيي الدين بن عربي الحاتمي (638) باعتباره أبرز الذين دافعوا عن وحدة الوجود وأفاضوا في القول عنها بحيز مهم ضمن لمعاته فأجاب عن قول ابن عربي إن مخلوقية الروح هي عبارة عن انكشافها وبين أن ابن عربي ينطلق في قوله هذا من مشرب وحدة الوجود وهو لذلك يلجأ إلى تأويلات ضعيفة وإلى تكلف تأييد رأيه بآيات قرآنية، وقد لخص القول فيه بأنه لا يخدع ولكن ينخدع وهو مهتد لكن لا يكون هاديا لغيره في ما كتبه.23
إن المتتبع لتحليل النورسي لمضامين وحدة الوجود يتبين له أن تحليلاته اتسمت بالدقة وبالموضوعية وبسوق الأدلة القادرة على إبطال الفكرة دونما حاجة إلى الاتكاء على الجانب العاطفي الذي يتوسل بالعبارة المثيرة التي لا تصل إلى أكثر من إحداث موقف انفعالي قد لا يصمد بعد سكون فورة الغضب.
لقد حاول النورسي رد القول بوحدة الوجود إلى مقامات روحية قاصرة تجعل صاحبها ينخدع وإن لم يكن قصده أن يخدع أحدا، فمن ثم لا يكون القائل بها موضوع قدوة أو اتباع بل قد يكون أحوج إلى التوجيه والإرشاد، ليكتشف منـزلقه وما يتأدى إليه من مآلات فكرية خطيرة.
موقف النورسي من مفهوم الولاية عند المتصوفة.
الولاية والنبوة
لقد أسس القرآن الكريم مفهوم الولاية وعرضه عرضا واضحا جليا يقوم على أساس الإيمان والتقوى من العبد والهداية والتأييد والنصرة من الخالق، وبهذا جاءت آيات القرآن فقال الحق سبحانه: ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾يونس:62-63 وقال: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾البقرة:257 وقال: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَـزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾.الأعراف:196
إلى غير ذلك من الآيات التي ربطت بين الطاعة والتقوى واللجأ إلى الله وبين تأييد الله لأوليائه ونصرتهم وتوفيقهم لفعل الخير، إلا أن مفهوم الولاية هذا قد اعتراه انحراف بلغ ببعض الغلاة من المتصوفة إلى القول بأفضلية الولي على النبي، ولقد سجل أبو حيان في البحر المحيط هذا الانحراف فقال: "تعلق بعض الجهال بما جرى لموسى مع الخضر عليهما السلام على أن الخضر أفضل من موسى، وطردوا الحكم وقالوا قد يكون بعض الأولياء أفضل من آحاد الأنبياء واستدلوا بقول أبي يزيد: خضت بحرا وقف الأنبياء بساحله وهذا كله من ثمرات الرعونة والظلمة من النفس".24
ولقد أشار غير واحد من الكاتبين إلى قول بعض المتصوفة بأفضلية الأولياء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب الأولى ما دام الولي قد يفضل النبي نفسه.
ولما كانت هذه الدعوى ذات صلة وثيقة بالعقيدة فقد حرص النورسي على أن يكشف عن هذا الانحراف العقدي بما يتطلبه من أدلة مقنعة.
لقد شدد النورسي النكير على من يرى اقتراب مقام الولاية من مقام النبوة فضلا عن أن يكون أعلى منها، وقد ذكر في المكتوب التاسع والعشرين أن من مزالق بعض الصوفية ممن لا يتبعون السنة على الوجه الصحيح اعتقادهم أرجحية الولاية على النبوة.25
لقد مثل النورسي للفرق بين تلقي النبي للعلوم مباشرة عن الله وبين انطباع بعض المعارف في قلب الولي بمثال من يتلقى نور الشمس بواسطة مرآة فيقع له من النور الساقط على المرآة يقدر سعة المرآة، فيسلط هو النور على ما يشاء من مكان مظلم أو مشتل لنبات، لكنه لا يستطيع أن يباشر نور الشمس بنفسه ولا أن يأخذ من أنوارها ولا أن يخاطبها لأن ما لديه من نور ليس أكثر من انعكاس نور الشمس لا غير26.
إن ما بسطه النورسي من القول في بيان شفوف مرتبة النبوة على مرتبة الولاية هو في حقيقته مجمل ما قرره علماء العقيدة من أهل السنة والجماعة في الموضوع خصوصا بعدما ترددت أقوال تنتهي إلى رفع مرتبة الولي على مرتبة النبي، وقد عبر الإمام الطحاوي عن اعتقاد أهل السنة فقال: "لا نفضل أحدا من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام ونقول نبي واحد أفضل من جميع الأولياء".27
الولاية والصحبة
لقد تناول النورسي موضوع المفاضلة بين الصحبة والولاية ضمن ذيل رسالة الاجتهاد الذي أفرده للحديث عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صدر هذا الذيل بإيراد سؤال وجه إليه عن حقيقة ما يروى من أنه حين تنتشر البدع يمكن أن يبلغ مؤمنون صادقون درجة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وربما يسبقونهم فهل هذه الروايات صحيحة؟ وإن كانت كذلك فما حقيقتها؟
وكان رد النورسي أن إجماع أهل السنة والجماعة حجة قاطعة على أن الصحابة الكرام هم أفضل البشر بعد الأنبياء عليهم السلام فالصحيح من تلك الروايات يخص الفضائل الجزئية وفي كمال خاص معين، وإلا فلا يبلغ أحد من حيث الفضائل الكلية غير الصحابة الكرام الذين أثنى الله عليهم في قرآنه المبين ووصفهم في التوراة والإنجيل كما هو في ختام سورة الفتح.28
لقد رأى النورسي أن مقارنة الولاية بالصحبة قد تكون جائزة حينما يتعلق الأمر بإرضاء الفضول العلمي، أما مقارنة الولاية بالنبوة فإنها منـزلق خطير وهدم لمقررات العقيدة التي تحفظ للنبوة مكانها الذي لا يطاول، ولذلك وجب الكف عن عقد هذه المقارنة ووجب بيان وجه الحق في مقارنة الأولياء بالأصحاب، علما بأن الصحابة هم سادة الأولياء وفيهم تنـزل أساسا وصف الولاية لما قال الله تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾يونس:62 ولم يكن يومئذ من ولي إلا وهو صحابي كريم.
لقد ذكر النورسي أن أعظم ولي من الأولياء لا يستطيع أن ينال مرتبة صحابي كريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لو أن هذا الولي كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم عيانا مرات عديدة، لأن الصحابي لقي النبي صلى الله عليه وسلم حال كونه نبيا رسولا، أما الأولياء فإنما كانت رؤيتهم له بعد وفاته؛ أي بعد انقطاع نور الوحي، فهي صحبة بنور الولاية.29
ولبيان أهمية صحبة النبوة وبركاتها يذكر النورسي أن الرجل الفظ الغليظ القلب كان يغشى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكسبه ذلك رقة قلب وشفافية روح حتى يصير متحرجا من قتل نملة، وما ذلك إلا لاختراق نور النبوة للقلوب السميكة، وهو ما كان يؤثر دوما في قلوب الصحابة فصاروا أصحاب مزية خلقية كانوا بها خير الناس وخير القرون على الإطلاق.
وبالإضافة إلى تميز الصحابة الخلقي، فقد كانوا أقدر الناس على ممارسة الاجتهاد واستنباط الأحكام لأن جهدهم كان قائما على طلب مرضاة الله من خلال تلمس حكمته في التشريع، ولم يكن يعنيهم من النظر في النصوص إقامة مذهب خاص بهم أو الدفاع عن رأي إمام، ومن ثم كانوا يدركون في اليوم الواحد من أسرار الشريعة ما لا يدركه غيرهم في شهر واحد.
وقد كان للصحابة فضل عما سيق فضل السبق إلى نصرة الإسلام وتأييده في زمن عصيب وكانت الآيات تتنـزل والأحكام تتأسس والمسلمون في ضيق شديد ولم يكن هناك من المطامع المادية ما يغري بالانتساب إلى الإسلام.
إن انتصار النورسي لمنـزلة الصحبة يندرج ولا شك ضمن التوجه العقدي لأهل السنة والجماعة الذين كتبوا الكثير في الدفاع عن الصحابة باعتبارهم نقلة الوحي ورواة الحديث ونماذج التربية القرآنية، فمن ثم كانت مكانتهم في الإسلام مكانة خاصة لا يتعمد تنقيصها إلا من يتعمد التقليل من شأن العدول الذين شهدوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالبلاغ وحملوا عنه مهمة إيصال الشريعة إلى من لم يحضر عصرهم.
النورسي والمفاهيم الصوفية
تشيع في الخطاب الصوفي عبارات ومصطلحات تعبر عن تصورات هي في حاجة إلى أن ينظر إليها من زاوية التقائها مع منطق الشريعة أو ابتعادها عنه، وقد كان فحص تلك العبارات أو المصطلحات موضع انتقاد أو مراجعة من قبل علماء الشريعة خصوصا حينما يلمسون في بعض التعابير أثر استمداد من ثقافات أخرى غير إسلامية.
لقد توقف العلماء طويلا عند معنى الجمع والفرق الذي قال عنه القشيري: "إن من لا تفرقة له لا عبودية له ومن لا جمع له لا معرفة له.30 وتوقفوا عند ختم الولاية وعند معراج الولي والحقيقة المحمدية... وغير ذلك من المصطلحات التي استغرق الناس في مناقشتها زمنا ليس بالقصير.
لقد توقف النورسي عند بعض المصطلحات فاحصا لمضامينها منبها على الآثار العملية لتبنيها ثقافيا واجتماعيا، وهي مصطلحات متعددة سأقف منها على مصطلح الفناء كما يتداوله الصوفية.
موقف النورسي من فكرة الفناء
لقد تحدث المتصوفة عن الفناء بمعاني عديدة منها فناء المرء عن غير الله فلا يرى شيئا إلا الله ولا يعلم إلا الله.31 وذكر القشيري للفناء والبقاء بمعاني منها فناء المرء عن أوصافه المذمومة لتبقى الأوصاف المحمودة، وفناؤه عن شهواته لتبقى نيته وإخلاصه في عبوديته، ومنها فناؤه عن الخلق بالحق، ومنها فناؤه عن نفسه وعن الخلق بزوال إحساسه بنفسه وبهم.32
لقد عرض النورسي في اللمعات إلى مفهوم الفناء فقال: "فهناك اصطلاحات تدور بين المتصوفة أمثال الفناء في الشيخ والفناء في الرسول، وأنا لست صوفيا ولكن الفناء في الإخوان دستور جميل يناسب مسلكنا ونهجنا تماما؛ أي أن يفنى كل في الآخر أي أن ينسى كل أخ حسياته النفسانية ويعيش فكرا مع مزايا إخوانه وفضائلهم؛ حيث إن مسلكنا هو الأخوة في الله، وأن العلاقات التي تربطنا هي الأخوة الحقيقية وليس علاقة الأب بالإبن ولا علاقة الشيخ مع المريد، وإن كان ولا بد فمجرد العلاقة بالأستاذ. وما دام مسلكنا هو الخليلية فمشربنا إذا هو الخلة، والخلة تقتضي صديقا صدوقا ورفيقا مضحيا وأخا شهما غيورا إذ الأساس هو الإخلاص التام".33 ويقول: "إن سر الأخوة هو إفناء الفرد شخصيته في شخصية إخوانه وإيثارهم على نفسه".34
إن النورسي بهذا الاختيار يمنح كلمة الفناء معنى جديدا فيجعلها دالة على معنى إماتة الذاتية والسمو بها إلى الإيثار وإلى الانصهار في الآخرين من أجل تقديم كافة المساعدات لهم، وهذا يقتضي صدقا في الأخوة وصفاء في المحبة، وهذا من شأنه أن يعزز صفوف المسلمين ويجعلهم قادرين على النهوض الجماعي بمهامهم الحضارية.
وبعد فإن الحيز المتاح لمثل هذه المداخلة لا يسمح بأكثر من الإشارة إلى بعض رؤوس القضايا التي تعطي فكرة عن تعامل النورسي مع التوجه الروحي الذي يظل في حاجة ماسة إلى معالجة علمية رشيدة من أجل مساعدته على تجاوز الهفوات والأخطاء والارتباط الشديد بأحكام الشريعة الإسلامية.
* * *
الهوامش
1 مدير معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية، من أعضاء المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
2 المكتوبات. المكتوب التاسع والعشرون 574.
3 المكتوبات. المكتوب الخامس ص: 27.
4 المكتوبات. المكتوب الحادي عشر ص: 79.
5 المكتوبات. المكتوب الحادي عشر ص: 79.
6 اللمعات 246.
7 الرسالة القشيرية 217.
8 الرسالة القشيرية217.
9 الرسالة القشيرية217.
10 الرسالة القشيرية218.
11 المكتوبات المكتوب التاسع والعشرون 574.
12 النبوغ المغربي عبد الله كنون ص 208.
13 المكتوبات 583.
14 المكتوبات 583.
15 المكتوبات 583.
16 المكتوبات 583.
17 قواعد التصوف لأحمد زروق القاعدة 45 ص: 26.
18 حلية الأولياء لأبي نعيم 10/255.
19 المكتوبات- المكتوب التاسع والعشرون ص: 579.
20 شطحات الصوفية. د. عبد الرحمن بدوي ص: 190 وكالة المطبوعات الكويت 1976.
21 شطحات الصوفية. د. عبد الرحمن بدوي ص: 191 وكالة المطبوعات الكويت 1976.
22 المكتوبات – المكتوب الثامن عشر ص: 106.
23 اللمعات ص: 52.
24 البحر المحيط لأبي حيان 6/136 دار الفكر بيروت ط2. 1978.
25 المكتوبات- المكتوب التاسع والعشرون ص 588.
26 الكلمات. الكلمة الحادية والثلاثون 669.
27 شرح العقيدة الطحاوية 555 المكتب الإسلامي ط6. 1400.
28 الكلمات. ذيل الكلمة السابعة والعشرون ص 573.
29 الكلمات. 574.
30 الرسالة القشيرية ص: 60 – معجم مصطلحات الصوفية د. عبد المنعم الحنفي ص 66.
31 معجم المصطلحات الصوفية ص 208.
32 الرسالة القشيرية ص: 62.
33 اللمعات. اللمعة الحادية والعشرون ص: 245.
34 اللمعات. اللمعة الحادية والعشرون ص: 250.

Yıl 2013, Cilt: 7 Sayı: 7, - , 01.06.2013

Öz

Toplam 0 adet kaynakça vardır.

Ayrıntılar

Birincil Dil Arapça
Bölüm ARTICLES
Yazarlar

أ.د. مصطفى بن حمزة Bu kişi benim

Yayımlanma Tarihi 1 Haziran 2013
Yayımlandığı Sayı Yıl 2013 Cilt: 7 Sayı: 7

Kaynak Göster

APA حمزة أ. م. ب. (2013). أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, 7(7).
AMA حمزة أمب. أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. Haziran 2013;7(7).
Chicago حمزة أ.د. مصطفى بن. “أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 7, sy. 7 (Haziran 2013).
EndNote حمزة أمب (01 Haziran 2013) أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 7 7
IEEE حمزة أ. م. ب., “أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم”, النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, c. 7, sy. 7, 2013.
ISNAD حمزة أ.د. مصطفى بن. “أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization 7/7 (Haziran 2013).
JAMA حمزة أمب. أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. 2013;7.
MLA حمزة أ.د. مصطفى بن. “أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم”. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization, c. 7, sy. 7, 2013.
Vancouver حمزة أمب. أهمية روحانية النورسي المتبصرة في عالم مادي متأزم. النور للدراسات الحضارية والفكرية - AL-NUR Academic Studies on Thought and Civilization. 2013;7(7).