العمل الإيجابي القاعدة الثابتة لعمر مديد
أ. د. علاء الدين باشار1
الإيجابية في الحركة قاعدة إرشادية من قواعد رسائل النور، ترتكز على العلم، والمعرفة، والتبليغ، والإقناع، والود، والشفقة. وعلى طريق هذا النهج يتلقي ويتشارك المجددون كافة. وقد تلقى هؤلاء جميعاً الموعظة نفسها من رسول اللهr، وأبدوا حساسية كبيرةً للسير في هذا الطريق حسب شروط عصرهم. فالإمام الغزالي، والإمام الرباني، والشيخ عبد القادر الجيلاني، ومولانا جلال الدين الرومي وأمثالهم من العظام جميعاً قد سلكوا الطريق نفسها. وكانت غايتهم المشتركة جميعاً جذب الناس نحو حدود مرضاة رب العالمين، وأن يكونوا وسيلة لسعادتهم الأبدية.
وللأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي مكانة خاصة بين هؤلاء العظام الكرام الذين أصبحوا مظهراً للحديث النبوي "العلماءُ وَرَثةُ الأنبياء"2 بكل معنى الكلمة. وميزته هذه تنبع من هول عصره، ونكبة زمانه.
وفي موضوع له تحت عنوان "حوار في رؤيا" يخبرنا عن مجلس مهيب وقد اجتمع فيه ممثلون من كل العصور فخاطبوه قائلين: "يا رجل القدر!.. ويا رجل عصر النكبة والفتنة والهلاك!.. بيّن رأيك في هذا الموضوع. فإن لك رأياً فيه."
لقد جاهد ممثلو كل عصر مَن حاول إبعاد الإسلام عن صراطه المستقيم العام، وتضليل المؤمنين وصرفهم عن اعتقاد أهل السنة، من شيع الغافلين والتعساء. أما عصر بديع الزمان فهو على فارق كبير من تلك العصور، ففي زمانه اُستهدف الأركان الإيمانية، وأُلقيت الشبهات في القلوب المؤمنة من خلال أسئلة "لأي شيء..؟ ولماذا..؟" وأصبحوا في ريب من أمرهم وعقيدتهم.
وبالإضافة لذلك فقد أصبح الكفر والضلالة والسفاهة في زمانه بهيئة شخص معنوي عارم سيطر على الأرض كافة واستهدف بشكل مخطط الإيمان والإسلام والأخلاق.
فهذا الأستاذ العظيم الذي حمل على عاتقه معنىً وظيفة التبليغ والإرشاد للوقوف حيال حركات الإفساد التي لم تشاهد لها مثيل في التاريخ ألقى دروساً قيمة لدفع الشبهات، ورفع إيمان المؤمنين من التقليد إلى مستوى التحقيق من ناحية ومن ناحية أخرى بيّن للمسلمين كيفية السير في دروب وعرة، مليئة بالألغام والأشواك والدواهي من خلال ما سطر من الرسائل والملاحق.
فالحركة الإيجابية البنّاءة أساس لهذا السبيل السامق وسيره المطرد.
فالأستاذ النورسي قد واجه بابتسامة مؤلمة لا غير كل ما لاقى من التعذيب والظلم، وكِيدَ له من المكائد الشيطانية لأجل دفعه إلى القيام بحركة سلبية. وقد استكمل مسيرته السامية لأجل إنقاذ إيمان البشرية جمعاء، وحتى الذين ظلموه، قابلهم بضبط النفس والأناة، دون أن يتزعزع ويتصرف بعداء وشحناء.
ويستهل الأستاذ النورسي آخر رسالة له بجمل تعتبر خلاصة لقواعد الإرشاد والتبليغ التي حاول تطبيقها طوال حياته، كالآتي:
"إن واجبنا القيام بأعمال إيجابية بناءة وليست تخريبية سلبية، بل القيام بوظيفة الإيمان إبتغاء مرضاة الله وحده لا غير ومن دون التدخل في أمور موكولة إليه تعالى. فنحن مكلفون أن نصمد صابرين على كل المضايقات لأجل إحلال النظام واستتباب الأمن في ربوع البلاد."3
وفي هذه الجمل تُقدم لأنظارنا أروع نماذج الحركة الإيجابية والسلبية.
فالعمل بمقتضى مرضاة الله هو الإيجابي، والعمل للنفع والرياء هو السلبي.
والعمل للخدمة الإيمانية هو الإيجابي، والعمل للكفر والضلالة هو السلبي.
والتوكل على الله هو الإيجابي، والمداخلة لتدبير الله وشؤونه هو السلبي.
والمحافظة على أمن المجتمع هو الإيجابي، وتوليد الخلاف والمشادة والإخلال بالأمن والسلام هو السلبي.
والصبر والشكر هو الإيجابي، والتمرد والإستعجال هو السلبي.
***
والإيجابية تعني الثبوت، والثبوت يعني ما تم إثباته وبرهنته، وما قدّم لإفادة الآخرين.
فالإيجابي هو الإيمان، والسلبي هو التخريب...
يقال لتشييد بناء على أرض كانت خالية قفراء بالأمس وتقديمه لاستفادة الآخرين إيجابية وإثباتاً، بينما لإزالة بناء كان بالأمس قائماً، وجعله في حالة لا يستفاد منها سلبية.
والسلبية تعني الدحض والنفي، والنفي يعني الإنتزاع والإبعاد والإزالة، وادعاء عدم وجود شيء ما. لذا يقال لمن وقع في الكفر لا إيمان له. فمثل هذا الرجل قد هدم قصر إيمانه، ويقال أيضا لمن قام بتخريب جنان أخلاقه؛ عديم الأخلاق، وهنا يكمن حركة سلبية...
والإنسان الصم هو جاهل بعالم الأصوات. فالأصوات بالنسبة إليه لا وجود لها، فيمد طبيب حاذق شفيق يده ويداويه ويشفي مرضه، ليتلاقى مع نعمة السماع. عندها يثبت عالم الأصوات لدى هذا الإنسان، وعمل الطبيب حركة إيجابية بنّاءة.
وإزالة نعمة الإستماع من هذا الإنسان وجعله صماً هي حركة سلبية...
وكذلك الأمر في ظاهرة الرؤية. فالذي لا يبصر لا يمتلك من علم الكون إلا بقدر ما تمتد إليه يديه، فعندما تقومون بمعالجة عين هذا الإنسان، يبدأ بصره يجول في النجوم، والشمس، والقمر، والجبال، والسهول، ويتسع عالمه الخاص إلى عالم يمكن الإطلاق عليه عالم بغير حدود.
فالإيجابيات والسلبيات كثيرة بحيث لا تحصى، ونجد بينها أعلى مرتبة من مراتب الإيجابيات في هذه العبارة:
"العمل للإيمان خالصاً لوجه الله وحده."
فالخدمة الإيمانية تفيد أكبر معاونة ومساعدة لبني الإنسان، وهي رمز أكبر الإيجابيات، فبها ينتزع مِن القلبِ الكفرَ ويبتعد، ويقام بدلاً عنه صرح الإيمان الشامخ.
فالإنسان الذي يحظى نتيجة هذه الخدمة بنعمة الإيمان، تتسع دائرة علاقته المنحصرة بما يرى من المخلوقات، وتصبح موصولة برب العالمين، ويكون عقله الغارق في المادة قد وجد خالق العوالم والموجودات كافة. ويتخلص من اللامبالاة، ولا يكون سائباً عاطلاً مفلوت الزمام دون صاحب وحام، كما ينجو من ألم جهل ما بعد الموت، فيبدأ بالإنغمار بفرحة معرفة من هو بصير قد خلق الرؤية، وموجدٌ قد أوجد السمع، ومصورٌ قد صوّر جميع الصور، ومحي قد وهب الحياة لجميع الأحياء.
فمثل هذا المدد والعون لإيمان هذا الرجل لا يشبه إطلاقاً مداواة عين لا تبصر، ولا معالجة أذن صماء، بل مثل هذه الخدمة الإيمانية إحسان أبدي له، وهي أكبر وأهم من جميع الإمدادات والمساعدات التي تقدم لأجل دنياه الفانية بما لا تحصى من المرات. فليس في الجنة عمىً ولا صماً ولا جوعاً ولا عطشاً... وليس هناك مكان لأي ألم، ولا يستطع أي من الحرمان والنقصان أن يطأ قدمه إلى تلك الدار المستقرة. وتقابل هذه النعمة التي يعجز العقل عن إدراكها، آلام وعذاب جهنم التي يعجز العقل أيضا عن الإحاطة بها. وأساس الخلاص من جهنم وعذابها، ونيل الجنة ونعيمها هو الإيمان، لذا تعتبر أكبر خدمة يمكن أن تقدم للإنسانية هي خدمة الإيمان...
وقد كثف المرشد الكبير الأستاذ النورسي كل جهده في إنقاد الإيمان، وركزه عليه، فهو طبيب وحكيم معنوي ومجدد فريد لا نظير له.
حيث يقول:
"إنني في تيار الإيمان ويواجهني تيار الكفر، ولا علاقة لي بأي تيار آخر."4
وبقوله الوجيز هذا يفيد أن الحركة الإيجابية هي الخدمة الإيمانية، أما الحركة السلبية فهي الحركة الكفرية اللاإيمانية.
وكما أن الإيمان إيجابي وإثبات، والكفر سلبي، كذلك الخير جميعاً، والحسن كافة إيجابي، وما يضادها سلبي ونفي، فعند ذكر الحركة الإيجابية يتبادر إلى قلب الإنسان أولاً تحكيم الحقائق الإيمانية، ومن ثم إقامة الخير والصدق وجميع مجالات المفيد على أساس هذا الإيمان المتين وفي بدايته العبادة والأخلاق الحميدة.
نيل رضا القلوب إيجابي وكسرها تخريب، والشفقة إيجابي، والحِدّة سلبي، والصبر إيجابي، والتمرد سلبي، والعفو والمسامحة إيجابي، والإنتقام سلبي، والتوجه للآخرين بوجه طلق إيجابي، والحقارة إليهم سلبي، وحسن الظن إيجابي، وسوء الظن سلبي ونفي.
فالقلب الراسخ بالإيمان تترعرع فيه الأخلاق الحميدة والسجايا السامية بشعبها كافة، والطريق إلى هذا يمر من تثبيت الحقائق الإيمانية في القلب بصورة تحقيقية، وقد سار الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي في هذا الطريق ووفق فعلاً.
***
وفي حالة مراعاة طالب النور ما في رسائل النور من أسس الحركة الإيجابية كافة، وقيامه بخدمة إيمانية خالصة إن لم يتوصل إلى ما يتمنى من نتيجة في ساحة الإرشاد والإصلاح لا يقع في اليأس حيث يختم الدستور المذكور بالنقطة الآتية:
"عدم التدخل في تدبير اللّٰه"
وحسبما تلقينا من دروس رسائل النور: أن خلقَ الأسبابِ من شؤون الله وتدبيره.
فكما أن الله هو الرزاق فهو الهادي أيضاً. وكما أننا نزرع الحبة، ونعتني بها، ونهيئ شروطها ولا نتدخل بما تنبت من الحبات وعددها سواءً كانت عشرة أو مئة حبة، وننتظر تلك النتيجة من قدرة الله ورحمته لا غير، يجب علينا أيضا أن لا نتدخل بتسنبل ما نزرع في القلوب من حبات الحقائق ونواها. فالقلوب في قبضة الله وهو الهادي. وما نقرأ ونتناقل من الحقائق لا تنبت ولا تتسنبل إلا بلطفه تعالى، وليس باختيارنا وإرادتنا...
فنحن نضغط على المفتاح والله يخلق الضوء، ونحن نقدح الزناد والله يخلق النار. فهو الذي يضئ نور الهداية في القلوب، وهو الذي يوقد نار الحب فيها.
فنحن نلوذ إلى كنف ربنا الرحيم ولطفه، ونلجأ إليه وندعوه.. وكما نحن عباده فالذين نقابلهم من الناس عباده أيضاً. ونحن ندعو عباده إلى سبيله بغية رضاه، وما عدا ذلك فهو خارجٌ عن إرادتنا وطوقنا ومسئوليتنا.
فالله تعالى يقول في القرآن الكريم ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾."النور:54
ويتبادر إلى ذهن الإنسان سؤالٌ مهم: لماذا أصبحت هذه الحقيقة الربانية من أهم شروط الحركة الإيجابية؟ ومع هذا السؤال تتجسم في خيالنا مضاد الإيجابية وهي السلبية...
فإذن نقول: إن الذين ينشغلون بوظيفتهم الأساسية لا يجدون وقتاً للإنشغال بالأمور السلبية.
ونقول أيضاً: عندما لا يجد الذين يتركون وظيفتهم الأساسية مجالاً آخراً لينشغلوا به، يلهون أنفسهم بالحوادث الخارجية والنتائج الإجتماعية، فيدبّ في نفوسهم القلق أولاً، ثم يهوون في اليأس والقنوط، ويتحرون السلوان في الحركات السلبية، ويتركون التبليغ ويسعون في النميمة والقيل والقال. ويدعون الإصلاح وينزلقون في التخريب، وينفرون الناس ولا يؤلفون قلوبهم.
إنهم يريدون ملء مالا تُسدُّ من الفجوة والفراغ إلا عن طريق التبليغ والنشر بالقوة والإكراه. بينما منهج القرآن الكريم يقول: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾البقرة:256 ويبين لنا علماء التفسير أن عدم جواز الإكراه ليس في المسائل الدينية فقط، بل في أي شأن آخر، ويوضحون آية ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ أن الإكراه لا مكانة له في الشرع، وهو تصرف لا يلائم طبيعة هذا الدين.5
وذلك لأن الإكراه حركة غير إيجابية، ولا يتوصل الإنسان بالإكراه للمعرفة، ولا للعلم ولا للأخلاق الفاضلة... ولا تثمر شجرة الإكراه ثمرة الإرشاد مطلقاً.
فكيف يمكن إدخال الإيمان في قلب شخص بالإكراه في حين لا يمكن إكراه طفل على عمل معين؟ فالقلوب لا تخضع للإكراه ولا تقبل الإجبار. والإكراه لا يجري حكمه إلا على الأبدان، أما القلوب فلا يتمكن منها لا الحب ولا الإكراه عنوةً وإجباراً. بل على العكس من ذلك يسوق إجبار القلوب على الحب إلى العناد فيورث فيها نفوراً لما تحبونه، وحباً وإقبالاً لما تبغضونه.
وهناك مثل جميل يتضمن هذه الحقيقة "ما هكذا 'بالقوة‘ تورد يا سعدُ الإبلُ".
***
ومن شروط التبيلغ بذر الحبة حسب أصول الزرع، وفي هذا الخصوص توجهنا وصية أستاذنا:
"إن مسلك رسائل النور القول اللين المشحون بالنزاهة واللطف" 6
وإن لم يظهر تأثير كلامنا على الرغم من طرح دعوتنا بأحسن ما يمكن من الأسلوب والشكل وليّن القول، فيجب علينا أن لا نقع في اليأس والقنوط. وذلك لأجل استنبات البذرة وإيتاء ثمرتها ينبغي أن يكون المنبت صالحاً، والمناخ ملائماً، فلا تظهر الورد في الموسم القارس، ولا تُستثمر من الرمل والحصيات. فللعوالم الداخلية لمخاطبينا أهمية كبيرة في هذا الجانب.
﴿... وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى﴾.النجم:30
فهذه الآية الكريمة أكبر مصدر طمأنينة وتسلية للمؤمن الذي يقوم بوظيفة التبليغ حقاً.
***
وعبارة أساسية أخرى:
"نحن مكلفون بالتحلي بالصبر والتجمل بالشكر ضمن عملنا بخدمة الإيمان التي تثمر الحفاظ على أمن البلاد"
فالعبارة تتضمن في مستهلها إرشاداً للقائمين بشئون الدولة، ويؤكد على درس مهم أنه لا يمكن تحقيق راحة المجتمع إلا من خلال حركة إيمانية إيجابية، فناهيك عن إحداث طلاب النور المشاكل فإن كل طالب نور يصبح بمثابة "حارس لتأمين سلامة المجتمع وراحته"7.
والإرشاد الثاني موجه لجنود هذه الخدمة المقدسة:
"إحذروا أن تتوسلوا بأي عمل سلبي تخريبي تجاه مضايقات من لا يفهم دعوتكم التي تؤدونها بإخلاص أو يفهمها بشكل خاطئ، بل عليكم أن تعتصموا بالصبر وتتوسلوا بالشكر تجاه المضايقات."
ويقيّم طالب النور توصية الأستاذ النورسي بالشكر كما يلي: "هناك كثير من الناس يتحملون مختلف أنواع مضايقات لأجل مطالب دنيوية أو غير مشروعة، فيجب عليَّ إذن أن أتلقى ما أتعرض لها من المشقة والمتاعب في سبيل إعلان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعلاء دعوة الإيمان والتوحيد على أنها لطف إلهي وأشكر الله تعالى عليه". إن طريق تحكيم الحقائق الإيمانية في القلوب، وعكس الأوامر الإسلامية إلى واقع الفرد وحياته تمر من الصبر والشفقة، ولا تسمح بالحركة السلبية!.. والمعلوم أنه لا يجوز النزاع والصراع في الداخل. فهل لقيتم شخصاً يلطم وجهه ويوكزه بنفسه؟! وهل شاهدتم من يضرب بالمعول على رجله المصاب بالروماتيزما؟! ولبديع الزمان درس في الجهاد الداخلي له حقيقة ووزن:
"يصد التعدي الخارجي بالقوة، لأن أموال الأعداء وأبناءهم غنيمة، أما في الداخل فليس كذلك، بل هو عمل إيجابي معنوي بنّاء يعمّر بالإخلاص ما هدم، فالجهاد الخارجي يختلف تماماً عن الجهاد الداخلي."8
على الرغم من تجرع صاحب هذا القول الحبس والتشريد والنفي والتسميم والمظالم الكثيرة لمدة ثمانية وعشرين سنة من عمره فقد سعى إلى محافظة أمن المجتمع وسلامته بقوله:
"الحفاظ على الأمن الداخلي لئلا يصيب تسعين بالمئة من الناس الضرر جراء ما يقوم به عشرة بالمئة من الزنادقة الملحدين"9 وسعى بدروس رسائل النور إلى نصب مراقب في قلب كل واحد.
***
وقد خط الأستاذ العظيم لطلاب النور الذين يطلبون القيام بخدمة الإيمان نهجاً مستنبطاً من القرآن الكريم ضمن أربع خطوات:
"العجز... والفقر... والشفقة... والتفكر..."10
فالعجز والفقر أساسا العبودية. والشفقة توصل إلى إسم الرحيم، والتفكر يوصل إلى إسم الحكيم. ونيل تجلي إسم الرحيم وفيضه ينتج الخدمة الإيمانية.
***
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي تجلى عليه هذا الإسم بأعلى مراتبه مثلما تجلت عليه بقية الأسماء الإلهية، فكما قال عند مقدمه إلى الدنيا بقوله "أمتي.. أمتي" قاصداً إيمان وصلاح أمته، سيظهر نفسه يوم الحشر الأكبر عندما: كل الناس وحتى الأنبياء منهم "نفسي... نفسي..." ويطلب من ربه في المقام المحمود قائلاً "أمتي... أمتي..." كذلك راجياً من الله تعالى أن يغفر لأمته ويخلصهم من عذاب النار والجحيم ويدخلهم الجنة، كما بيّن لنا أستاذنا.
وقد أحس مجدد هذا العصر العصيب الأستاذ النورسي نداء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واستغاثته لربه بقوله "أمتي... أمتي..." في أعماق روحه وضميره، وسعى ليعاني ما عاناه الرسول صلى الله عليه وسلم من الحرقة والحسرة والألم على مصير أمته.
وعند لقائه بالسيد أشرف أديب صدرت من فمه هذه الكلمات الحارقة:
- لم أشعر ولم أتبين مما أرى أمامي من حريق متصاعدة نيرانها إلى الأعالي تحرق أبنائي وتضرم إيماني، وإذ أنا أسعى لإخمادها وإنقاذ إيماني يحاول أحدهم إعاقتي، فتزل قدمي مصطدماً به. فليس لهذه الحادثة الجزئية أهمية تذكر وقيمة أمام ضراوة النار، فتعساً للأفكار الضيقة وسحقاً للنظرات القاصرة!".11
تعتبر هذه الكلمات أكبر إنعكاس لصدى نداء "أمتي.. أمتي" في هذا العصر. وما أحوج هذا العصر العصيب أن ينال الحصة الكبيرة من نداء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واستغاثته!!.
فالأب يحب أبناءه جميعاً، ويذكر بالأخص منهم المريض، والمتجرع المكابد لآلام الموت، ويحترق فؤاده عليه ويرتعد أكثر فأكثر. لذا فقد قام الأستاذ النورسي بوظيفة ترجمة الحصة الكبيرة من نداء "أمتي" الخاص لعصرنا بأكمل وجه، وسعى بما ألف من مئة وثلاثين رسالة لإنقاذ إيمان أمة محمد r، وقد تجرد من كل شيء في سبيل هذه الوظيفة الجليلة، وعاش حياة مليئة بالضيق، والشدة، والتسميم، والمحاكم، والإعتقال، والنفي.
"لم أذق طوال حياتي التي تناهز الثمانين شيئاً يخص لذائذ الدنيا، فقد قضيت عمري كله في ساحات الوغى وزنزانات الأسر وسجون الوطن ومحاكمه، لم يبق شيء من الآلام والمصاعب لم أتجرعه."12
وإن تحمّل المصاعب والضيق في سبيل دعوة الإيمان هي من سنة رسول الله r، وقد طبق أستاذنا هذه السنة أيضاً بأكمل وجه.
فلقد قذف الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أُرسل رحمة للعالمين يوم طائف بالحجارة حتى جرح من مئة وأربعة عشر موضع، ولم يدعو على أحد ممن قذفه بالسوء، بل قال "يا ربي إنهم أناس لا يعلمون" ودعا لهم بالهداية، وقد سار وارثه الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي في هذا العصر العصيب المفجع على ما سار عليه الرسول الكريم r، وقال في حق كل من ظلمه وأبخس حقه:
"لما كانت 'الشفقة‘ دستور حياتي منذ ثلاثين سنة، وأساس مسلكي ومسلك رسائل النور، فإنني لا أتجنب التعرض للمجرمين الذين ظلموني وحدهم بل لا أستطيع حتى مقابلتهم بالدعاء عليهم."13
وفي رسالة أخرى يبين ما لقى طلابه الأمجاد من صنوف الأذى والتعذيب، وما تعرضوا له من الإمتحان الصعب قائلاً: "إن واجبنا نحوهم طلب الهداية لهم فحسب. فلا يرد في قلب أي طالب من طلابي الثأر ولو بمقدار ذرة، بل أوصيهم دائماً مقابل ما لقوه من العنت الثبات في خدمة رسائل النور والوفاء بها."14
ومن المسائل المهمة للحركة الإيجابية التي أكد عليها المجدد الكبير بكل حساسية هي تأمين وحدة واتحاد المسلمين العاملين في حقل الخدمة الإسلامية بمناهج مختلفة، وقد وقف حول هذه النقطة المهمة كثيراً وأكد عليها أيما تأكيد، وسعى ليمنع تحول إختلاف المشارب والمناهج الدعوية إلى العداء والتخاصم، وكمثال أود نقل النقاط الثلاثة الأوائل من الأمور البالغ عددها تسعة أمور كالآتي:
1- العمل الإيجابي البنّاء، وهو عمل المرء بمقتضى محبته لمسلكه فحسب، من دون أن يرد إلى تفكيره، أو يتدخل في علمه عداء الآخرين أو التهوين من شأنهم، أي لا ينشغل بهم أصلاً.
2- بل عليه أن يتحرى روابط الوحدة الكثيرة التي تربط المشارب المعروضة في ساحة الإسلام -مهما كان نوعها- والتي ستكون منابع محبة ووسائل أخوة واتفاق فيما بينها فيتفق معها.
3- واتخاذ دستور الإنصاف دليلاً ومرشداً، وهو أن صاحب كل مسلك حق يستطيع القول: "إن مسلكي حق وهو أفضل وأجمل" من دون أن يتدخل في أمر مسالك الآخرين، ولكن لا يجوز له أن يقول: "الحق هو مسلكي فحسب" أو "إن الحسن والجمال في مسلكي وحده" الذي يقضي على بطلان المسالك الأخرى وفسادها.15
فقد اتبع الأستاذ النورسي طوال عمره الإيجابية في الحركة دائماً، وكضرورة لازمة لهذه الحركة الإيجابية وقف تجاه كل حركة سلبية أياً كان نوعه.
فكما واجه في رسائل النورحركات الإلحاد، والكفر، والشرك، والضلالة بالمباحث الإيمانية، كذلك ألّف رسالة الإخلاص لمواجهة الرياء، وحب الظهور، وكسب إعجاب الآخرين، وكتب رسالة الأخوة ليسد قنوات آفات العداء، والشحناء، والبغض، والغيبة، بين المسلمين، وسجل المبحث الثالث من المكتوب السادس والعشرين للوقوف حيال العنصرية التي هي أكبر عدو للإتحاد الإسلامي، والخلاصة أنه ألف وكتب تجاه كل سلبي بحثاً أو رسالة ليبطل تأثيره وفعاليته.
ومن جملة هذه السلبيات وقف أيضا بكل حساسية ضد مسألة "التكفير" الذي هو جرح غائر لمجتمعنا.
ولأهمية هذا الموضوع أود التطرق إليه بشيء من التفصيل.
فانطلاقاً من قاعدة "حسن الظن أساس بالنسبة للمسلمين" قد اجتنب عن التكفير اجتناباً كبيراً بدقة وحساسية.
"إن من يعرف 'سعيد‘ عن كثب يعلم أنه يتجنب تكفير الآخرين تجنباً شديداً ما استطاع إليه سبيلاً، بل يحاول أن يجد تأويلاً حتى لو رأى كفراً بواحاً."16
إتهام المؤمن المذنب بالكفر وإخراجه عن دائرة الإسلام جناية كبيرة، ومضاد لاعتقاد أهل السنة والجماعة. إذ حسب اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ لا يكون كافراً من ارتكب الكبائر من الذنوب.
ولقد دامت مناقشة مسألة "هل يصبح مرتكب الكبائر كافراً أم لا؟" عصوراً عدة بين علماء أهل السنة والخارجيين والمعتزلة، فالخارجيون ادعوا كفر من يرتكب الكبائر من الذنوب وخلوده في النار، والمعتزلة قالوا أن من يرتكب الكبائر من الذنوب لا يعتبر مؤمناً ولا كافراً، بل يكون في موضع بين الكفر والإيمان، وهكذا ضلوا بعيداً عن الحقيقة وتاهوا في الضلالة.
لقد مر تاريخنا المعاصر القريب من "دوْر فترة" أخرى، حيث راجت شتى الخرافات، والأفكار البالية في الأوساط من جديد. وأصبح التكفير موديلاً أيضا، ولكن هذه المرة ما كان يعرف المكفرون الخوارج جيداً، فقد حفظوا بعض الشعارات، وجعلوا منها ختماً بارداً، يختمون بها جباه كل من يواجهونهم، وكان هؤلاء في غفلة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم المتعلق بالتكفير.
"عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله r: إذَا قَالَ الرَّجُلُ لأخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا اَحَدُهُمَا، فَإنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَاِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ"17
يتضمن كتاب "السانحات" من بين كتب الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي عبارات رائعة، وجيزة، مقنعة، يجب على إنسان هذا العصر حفظها كلمة كلمة، ويعيشها حرفاً حرفاً، وإلا يكون مرتكباً لكبائر من الذنوب بنفسه، ويبعد المقابل بغير علم عن الإسلام.
"ورد بهذا المعنى: أن هذا الشيء كفر. أي لم تنشأ هذه الصفة من الإيمان، أي أنها صفة كافرة. ويكون ذلك الشخص قد كفر لهذا السبب. ولكن لا يقال: إنه كافر. ذلك لأنه يملك صفات أخرى بريئة من الكفر قد نشأت من الإيمان، فهو إذن يحوز أوصافاً أخرى نابعة من الإيمان، إلا إذا عُلم يقيناً أن تلك الصفة قد نشأت من الكفر، لأنها قد تنشأ من أسباب أخرى. ففي دلالة الصفة شك، وفي وجود الإيمان يقين. والشك لا يزيل اليقين. فينبغي للذين يجرأون على تكفير الآخرين بسرعة، أن يتدبروا!"18
إذن قد تتواجد في مؤمن بعض الصفات غير النابعة عن إيمانه، بل عن جهله، وسفاهته، أو هناك مصادر أخرى تغذيه بها، فتعتبر هذه الصفات بأنها صفات "كافرة"، وهناك أيضا في هذا المؤمن كثير من الصفات البريئة النابعة عن إيمانه، فهذه الصفات تمنعنا أن نصمه بالكفر، فإن لم تصدر عن فمه كلمة توجب الكفر، أو قام ببعض الأعمال التي تليق بالكفار ولم تنبع من إيمانه، فلا يمكننا أن نكفره إن لم نعلم يقيناً أنها أعمال صدرت عن الكفر، أو قام بها ناوياً وقاصداً إنكار الإسلام حسب المقاييس المذكورة آنفاً.
تمنعنا عبارة "في دلالة الصفة شك" أن نطلق الحكم القطعي. ويعني هذا هناك شبهة حول دلالة ما قام به من عمل، أو نطق به من كلام، أو ما احتمل من صفة على كفره. فإننا لا نعلم بصورة قطعية أنه قام بتلك الأعمال قاصداً الكفر. ولكننا نعلم أنه مؤمن، ولئن سألناه عن إيمانه لقال إنني مؤمن مسلم. وبمقضى هذا هناك يقين، وقطعية، بينما في كفره ظن وتخمين وشك، فلا نستطع إبطال اليقين بالشك، ولا نستطيع أن نطلق عليه الكفر.
قد تصدر من فم مسلم جراء غفلة أو جهل منه كلمة تعد من الألفاظ الكفرية، فلا شك هناك مسئولية كبيرة في مثل هذا الأمر، حتى إن بعض علمائنا يقولون أن مثل هذا المؤمن تذهب حسناته السابقة كافة بعمله هذا. ولكن مع هذا يعتبر هذا الإنسان المفلس مسلماً. وليس بكافر.
وفي هذه النقطة أود البحث عن حكم أساسي:
أن الإيمان كما يثبت بتصديق القلب وإقرار اللسان، كذلك يثبت الكفر بنفس الطريقة.
وحسب هذا الأساس لأجل أن يوصم المؤمن بالكفر لصدور لفظ كفري منه يجب أن يصدّق الكفر قلباً، ويقرره لساناً كنتيجة لما صدر منه.
لقد عارض الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي بعض من حاد عن الصراط السوي، المحتجين بالآية ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّٰهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾المائدة:44 لتكفير السياسيين الذين أصدروا القانون الأساسي وأعلنوا الحرية "فهؤلاء المساكين لم يعرفوا أن ومن لم يحكم هو يعني "من لم يصدّق"19 أي الذي لا يصدق بما أنزل اللّٰه... يعتبر إيضاح الأستاذ لهذه الآية الكريمة إفادة لعقيدة أهل السنة. وذلك لأنه حسب عقيدة أهل السنة يعتبر الذي لا يطبق أمراً من أوامر الله تعالى، ولم يعمل بمقتضاه مذنباً فاسقاً ما دام لا يصدّق ذلك الأمر ولا يعتقد به، فلا يكون كافراً.
وقد أسرد الإمام فخر الدين الرزاي في تفسيره الكبير جميع وجهات النظر المتعلقة بهذه الآية الكريمة، وسجل من بين أصحها وجهة نظر سيدنا عكرمة رضى الله عنه.
يقول سيدنا عكرمة رضى الله عنه:
"قال عكرمة: قوله ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّٰهُ﴾ إنما يتناول من أنكر بقلبه وجحد بلسانه، أما من عرف بقلبه كونه حكم الله وأقر بلسانه كونه حكم اللّٰه، إلا أنه أتي بما يضاده فهو حاكم بما أنزل الله تعالى ولكنه تارك له، فلا يلزم دخوله تحت هذه الآية، وهذا هو الجواب الصحيح والله أعلم."20
أختم موضوع التكفير بفتوى أحمد ضياء الكمشخانوي الآتية:
"لو صدر من أحدهم قولاً يستلزم كفره من عدة جهات وينجيه من جهة واحدة، فينبغي على المفتي أن يختار تلك الجهة الواحدة. وذلك إن 'حسن الظن في حق المسلمين هو الأساس...‘ "21 وفي هامش هذه الفتوى:
"إن لم ينو الرجل الكفر فهو مسلم، وإن كان ناوياً الكفر فلا ينجيه فتوى المفتي."
***
أود البحث بهذه المناسبة عن داء لنا شخّصه وعالجه كتاب "المناظرات" من كليات رسائل النور:
قد يكون هناك اختلاف في النظر إلى السياسة الخارجية بين المسلمين، وهذه مسألة اعتيادية. فينبغي تلقيه بصدر رحب ضمن إطار حرية الفكر، إلا أنه قد تفقد مثل هذه المناقشات الموازنة، فيباشر المرء بتكفير مخاطبه المسلم عند إحساسه بالهزيمة الفكرية أمامه قائلاً له "إنك برأيك هذا قد ساندت النصارى ودخلت الكفر". وعندما تريدون إرجاعه إلى الصواب يواجهكم رافعاً صوته يقول الله تعالى في القرآن الكريم ﴿لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء﴾.المائدة:51
وصْفَة هذا الداء العضال في عدة جمل:
"المنهيّ عنه في هذه الآية الكريمة هو محبتهم من حيث ديانتهم اليهودية والنصرانية... وأيضاً، لا يكون المرء محبوباً لذاته، بل لصفته وصنعته، لذا فكما لا يلزم أن تكون كل صفة من صفات المسلم مسلمة، كذلك لا يلزم أن تكون جميع صفات الكافر وصنعته كافرة أيضاً".
إذن تنهى هذه الآية الكريمة عن إبداء الود والحب لليهودية والنصرانية، فمثلاً: حب دولة نصرانية من حيث نصرانيتها تكون داخلاً ضمن نهي هذه الآية الكريمة، أما الرغبة في صناعتها وتكنولوجيتها وتقدير تلك الصناعة حق قدرها فهي خارج عن إطار هذا النهي.
تنتهي العبارة التي اقتبسناها آنفاً بهذه الجمل التالية:
"فإن كانت لك زوجة كتابية، لا شك أنك تحبها."22 أي أن المسلم الذي يتزوج من أهل الكتاب، فمثلا من فتاة نصرانية فعليه أن يحبها من حيث إنها زوجته، وليس له أن يبدي الحب لنصرانيتها.
لقد كلفتنا حرماننا هذه الموازنة الدقيقة كثيراً من الأمور.
وقد سعيت بقدر ما سمح لي الوقت أن أبين مدى اتباع الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي الحركة الإيجابية، وعزوفه عن الحركة السلبية، ووقوفه حيال جميع صنوفها، فلا يمكن فهم الحركة الإيجابية التي كانت شعاره الذي لا يتبدل طوال عمره المديد المبارك من خلال بحث واحد، أو بعدة أمثلة بالوجه اللائق به. وتنبلج هذه الحقيقة وتظهر أكثر وضوحاً عند مطالعة حياة ذلك المجاهد الكبير كاملة مع ما قدم لإستفادة البشرية من الرسائل البالغة مئة وثلاثين رسالة.
* * *
الهوامش:
1 أ.د. علاء الدين باشار: ولد سنة 1947 في مدينة ارضروم. وقد اتم دراسة الابتدائية، والمتوسطة والإعدادية في نفس المحافظة، وقد تخرج سنة 1969 من كلية الادارة، ونال شهادة الليسانس سنة 1970، وشهادة الدكتوراه سنة 1974، واصبح استاذاً مساعداً سنة 1978، واستاذاً سنة 1988، وهو يعمل حالياً كرئيس فرع طرق علم الأعداد العامة بكلية علوم الإقتصاد والإدارة في مدينة أرضروم. صدر له أربعة كتب من قبل منشورات الظفر كالآتي: "ما المرأة"، "حوار حول القدر"، "زاوية نظرنا"، "التكوين" وله كتاب قيد التأليف بإسم "كلمات من النور" اتخذ فيه اصطلاحات رسائل النور اساساً في تأليفه.
2 العجلوني، كشف الخفاء، الحديث: 1745
3 بديع الزمان سعيد النورسي، الملاحق: أميرداغ 1، ص: 239.
4 بديع الزمان سعيد النورسي، المكتوبات، المكتوب السادس عشر ص: 89.
5 Elmali H. Yazir, Hak Dini Kur'an Dili, cilt: 2, s. 860.
6 بديع الزمان سعيد النورسي، اللمعات، اللمعة الثالثة والعشرون، ص: 266.
7. بديع الزمان سعيد النورسي، اللمعة السادسة والعشرون، ص: 400.
8 سيرة ذاتية: ص 470.
9 سيرة ذاتية: ص 448.
10 الملاحق، ملحق بارلا، ص: 32.
11 سيرة ذاتية، ص: 27.
12 سيرة ذاتية، ص: 457.
13 سيرة ذاتية، ص: 361.
14 سيرة ذاتية، ص: 629.
15 المكتوب الثاني والعشرون، ص: 342.
16 الملاحق-ملحق أميرداغ1، ص: 298.
17 رياض الصالحين 448/ رقم الحديث 2/1732.
18 صيقل الإسلام، السانحات، ص: 339
19 صيقل الإسلام، المناظرات، ص: 426.
20 رياض الصالحين، الحديث: 1764.
21 صيقل الإسلام، السانحات، ص: 349.
22 صيقل الإسلام، المناظرات، ص: 400.
Birincil Dil | Arapça |
---|---|
Bölüm | ARTICLES |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 1 Aralık 2012 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2012 Cilt: 6 Sayı: 6 |