الإصدارات
قراءة في كتاب 1
عنوان الكتاب: الإسلام في تركيا الحديثة، بديع الزمان النورسي.
تأليف: شكران واحدة.
الترجمة من الإنجيليزية إلى العربية: محمد فاضل.
عدد صفحات الكتاب: 530
دار النشر: سوزلر للنشر والتوزيع، سنة 2007- القاهرة.
العنوان الأصلي للكتاب:
Islam in Modern Turkey: An Intellectual Biography of Bediuzzaman Said Nursi
http://www.sunypress.edu/p-4146-islam-in-modern-turkey.aspx
© State University of New York Press
يعتبر كتاب "الإسلام في تركيا الحديثة، بديع الزمان النورسي" لمؤلفته شكران واحدة عملا جبارا من خلال رصده لحياة وكفاح مجدد تركي مشهور ألا وهو بديع الزمان سعيد النورسي، ذلك الرجل الذي وهب حياته ونفسه وكل ما يملك لخدمة الايمان والقرآن في عصر تهددت فيه القيم واستحالت الساحة إلى عبث وفوضى وانتشر الظلم في كل مكان.
صدر قبل سنتين كتاب "الإسلام في تركيا الحديثة، بديع الزمان النورسي" لمؤلفته شكران واحدة وترجمة محمد فاضل في طبعته الأولى من مطبعة دار سوزلر للنشر والتوزيع بالقاهرة، ويقع الكتاب في 520 صفحة، وقد قدم له الدكتور إبراهيم أبو ربيع.
يعد الكتاب دراسة تبحث فيه المؤلفة الحياة الثقافية والاجتماعية، وتحاول من خلال فصوله الثلاثة أن ترصد سيرة حافلة بالأحداث لرجل قل نظيره في التاريخ الإسلامي.
اقتفت المؤلفة في هذا العمل الرائع حياة المفكر التركي والمجدد الاسلامي سعيد النورسي بتفاصيل دقيقة ومعلومات شاملة وجزئية، مما يدل على أن الكاتبة لها باع طويل في هذا المجال واعتمادها على مصادر عديدة وأمهات الكتب من لغات ثلاث مبرزة بذلك تضلعها في التاريخ وتحليل السير، مما يدل أيضا استيعابها للتاريخ العثماني والاسلامي من جهة أخرى وهي الانجليزية المسلمة، مشيرة إلى حياة النورسي وما ارتبط بها من تاريخ الدولة العثمانية وكذا بداية الجمهورية بحكم معايشة النورسي لهما في آن واحد.
استعرضت المؤلفة في عملها الرائع كرونولوجية حياة النورسي منذ طفولته مرورا بنشأته خطوة خطوة وبتفاصيل في دقائق حياته المباركة، دون أن تنسى الإشارة إلى السياق العام الذي وردت فيه هذه السيرة وهو الزمن العثماني، فلم تنس بذلك أن تتحفنا بلقطات مهمة من ذلك التاريخ العريق ملقية الضوء على بعض مخفياته من تكالب اليهود على تفرقة المسلمين آنذاك والصراع السياسي على السلطة وتآمر الاتحاد والترقي إلى غير ذلك من الأسرار.
قسمت الباحثة كتابها إلى ثلاثة فصول عرضت في الفصل الأول مرحلة سعيد القديم وهي مرحلة النشأة التعليمية والطفولة والشباب في ذلك الجو الديني العثماني ونهله من العلوم الاسلامية المختلفة التي كونت شخصيته، ونبوغه وشدة ذكائه والتهامه الكتب، دون أن تغفل الظروف القاسية في تلك الفترة.
كشفت الباحثة عن خبايا سيرة العالم النورسي من خلال التعمق في تفاصيل حياته معتمدة شتى المصادر والتوفيق بينها، مما جعل تلك التتبعات تتخذ مسارا جديدا في توضيح سيرة حياته المكتظة بالأحداث فلم تغرق في التفاصيل المملة ولم تقتضب في سرد الوقائع، بل وبشكل متناسق ومتوازن صورت تلك السيرة بكل مشاهدها وعكست مجرياتها، حيث أظهرت رجلا عالما معطاء وهب كل وقته لخدمة الدين منذ طفولته شجاعا متتبعا للحق ومدافعا عنه لا يخشى في الله لومة لائم، بل لا يهاب الرصاص في ساحة الوغى ولا ينسى دعوته ولو على صهوة فرس.
في الفصل الثاني توضح المؤلفة بأسوب جميل مولد سعيد جديد الذي ترك الدنيا مدافعا عن الدين بوسيلة أخرى بعيدة عن السياسة ومحافلها، مخرجا كذلك إلى الوجود رسائلَ نور نوّرت تركيا قبل أن تنتقل إلى العالم لتصنع المستحيل وتؤثر في قراءها أيما تأثير، ذلك لأنها نبعت من قلب صادق وألفت بأيادي مخلصة.
ألقت الباحثة الضوء على الفترتين المتناقضتين اللتين عاشهما النورسي، وهما فترة الدولة العثمانية بتمسكها بالدين وفترة الجمهورية بمروقها عن الدين وعدائها له، وكذا القوى السياسية الفاعلة والاجتماعية والدينية التي كان لها دور كبير في إنتاج فكره الرصين.
ففي الفترة الأولى التي (مرحلة سعيد القديم) يلاحظ تأثره بالفترة العثمانية بطابعها الديني التقليدي وذلك من خلال كتاباته الدينية التي تتجلى في كل من كتابيه صيقل الإسلام وإشارات الإعجاز، وكذا دفاعاته السياسية ومقالاته وانخراطه في السياسة . كانت كل جهوده في هذه المرحلة منصبة على إصلاح التعليم الديني ومحاولة مزجه بالتعليم العصري وفق نظام واحد وإصلاح النظام السياسي بنبذ الظلم والمطالبة باستتباب العدل ومحاربة الفقر والاختلاف وإصلاح المؤسسات والهياكل الاجتماعية والتربوية بالاضافة إلى جهوده العسكرية وذلك من خلال مشاركته في الحرب ضد العدو، إلا أنه بعد خسارة الدولة العثمانية في الحرب وانكسار العالم الاسلامي في شتى معاقله ودخول العدو واستيلائه على مناطق مختلفة من أراضي الدولة تبين له أن المستهدف الحقيقي هو الاسلام وهو الدين بالخصوص مما أوجب التصدي للعدو بطرائق أخرى مغايرة.
أما الفترة الثانية وهي التي مثلت مرحلة الانعطاف من سعيد القديم إلى سعيد الجديد فيتجلّى فيها درجة تأثره بعهد الجمهورية وذلك بانعزاله وتركه السياسة وانخراطه في تأليف رسائل النور التي تنسجم مع المرحلة، وهي المرحلة التي تمت فيها محاربة الدين والنهوض إلى جعل الدولة علمانية، بل الأكثر من ذلك فصلها عن الدين بشكل صارم وقطعي، ولذلك نجد النورسي قد انبرى كلية للدفاع عنه وتأليف الرسائل التي تحمل في طياتها براهين قاطعة على الوحدانية والربوبية والمفاهيم الدينية التي استُهدفت والذود عن حقائق الايمان والقرآن، وقد كانت كل الجهود في هذه المرحلة منصبة على حماية حقائق الايمان والقرآن لا غير.
والغريب في الأمر أنه قوبل بالنفي والسجن والمحاكمات والمضايقات لا لشيء سوى لأنه دافع عن قيم هذه الأمة التي تغيرت هياكلها بعد الخسارة في الحرب وتولى أمرها من ساقها إلى الهاوية، مستندا بذلك إلى اتباع برامج مدنية عصرية مركزا في ذلك على الولاء للغرب. فتوالت السجون تلو السجون، ونقلت الباحثة صورا عديدة من التضييقات التي عاناها مجاهد هذه الأمة وتتباعت المحاكمات لأسباب واهية هدفها إيقاف انتشار رسائل النور التي أصبحت سارية في كل مكان حتى إنها ولجت أركان الدولة والمؤسسات العمومية، كما رصدت الباحثة دفاعاته القوية والشجاعة التي توضح بما يزيل الشك بالرغم من تعرضه للظلم بقي صامدا ثابتا على موقفه.
وفي الفصل الثالث والأخير تعرض الكاتبة بشكل مفصل وقبل وفاة النورسي انتشار حركة النور الذي أسسها والجهاد المعنوي التي ترتكز عليه المستمر إلى الآن. يعرض هذا الفصل السنوات العشر الأخيرة من حياة النورسي التي أطلق عليها بنفسه مرحلة سعيد الثالث وهي المرحلة التي وقعت فيها العديد من التغيرات على المستوى السياسي حيث انهزم الحزب الجمهوري الذي يكن العداء الشامل لحركة النور والذي انعكس بدوره على الخدمة النورية وتحركات سعيد النورسي وطلبته، فنجاح الحزب الديموقراطي أتاح مجالا للحركة وجعل النورسي يعلن لأول مرة عن عيد رسائل النور بطبعها في المطابع. تصور الكاتبة تلك الفترة تصويرا رائعا مدعما بالمراجع تتبعت من خلاله تنقلات النورسي وطلبته بعدما تم رفع الحصار عن حركته وعن نشاطاته إلى حين وفاته.
لقد كانت الكاتبة في هذا المؤلف بارعة حيث نقلت صورة حية من سيرة حياة علامة مجدد من العالم الإسلامي في مرحلة صعبة تعرضت فيها الأمة لكافة الضغوط الأجنبية، فكان أن كرس حياته من أجل خدمة الايمان والقرآن رغم كل ما تعرض له من سجون.
قراءة في كتاب 2
عنوان الكتاب: بديع الزمان النورسي وتجديد علم الكلام.
تأليف: د. المصطفى الوضيفي.
دار النشر: المطبعة والوراقة الوطنية الداوديات، مراكش، المغرب.
صدر مؤخرا للأستاذ الدكتور المصطفى الوضيفي (أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش المغرب) كتاب تحت عنوان "بديع الزمان النورسي وتجديد علم الكلام" الذي عرض فيه طرق الإستدلال في علم الكلام لدى سعيد النورسي وعلماء الكلام من خلال عرض مبسط لبعض مواضيعها مقارنة بما ينحو إليه المتكلمون.
يقع الكتاب في 156 صفحة من الحجم الصغير، ويضم خمسة فصول.
الكتاب عبارة عن دراسة مقارنة في علم الكلام بين كل من بديع الزمان والمتكلمين من خلال مدرسة المعتزلة حيث يبدي فيه المؤلف منهج النورسي في الإستدلال على واجب الوجود سبحانه بالدلائل العقلية والمنطقية مضيفا إليها البرهنة بالآيات الآفاقية، حيث الكون يدل عليه سبحانه وعلى وحدانيته بصفاته عز وجل وبأسمائه الحسنى. كما يستدل على النبوة ببراهين لاحد لها ومن بينها المعجزات، وعلى الحشر بالبرهنة العقلية والنقلية وكذا تجليات أسماء الله الحسنى في الكون.
ولم يتوقف المؤلف عند عرض كل وجهات نظر الفرق، بل تعداه إلى ذكر أسباب الإختلاف ومبينا أن النورسي استطاع أن ينتقل بقارئ رسائل النور من علم الكلام من نظريات مجردة ومعقدة على فهم العامة إلى سلوك وممارسة يومية يستوعبها العقل ويطمئن لها القلب.
قراءة في كتاب 3
عنوان الكتاب: المعنى القرآني في رسائل النور
المؤلف: أ.د. عشراتي سليمان (جامعة وهران/ الجزائر)
الطبعة: الأولى 2009
الناشر: شركة سوزلر للنشر مدينة نصر القاهرة
صدر عن دار النشر سوزلر بالقاهرة كتاب لمؤلفه الجزائري الأستاذ الدكتور عشراتي سليمان، ويقع الكتاب في 186 صفحة من الحجم الصغير، يستهله باستفتاح، والكتاب يحتوي على فقرات مختصرة المعاني جميلة المبنى وارفة الأسلوب عصرية الطرح يرصد من خلالها المؤلف مخفيات ومدسوسات وردت في الرسائل يزيدها توضيحا ويلقي الضوء على ظروفها وما تحمل من معاني.
يعتبر كتاب المعنى القرآني لمؤلفه الدكتور عشراتي سليمان أحد أهم الكتب التي كتبت عن كيفية تعامل النورسي مع القرآن الكريم، فقد اختار له مؤلفه فقرات قصيرة لكنها عميقة في التحليل والتعمق دالا بذلك في بحثه الجاد هذا على العطاء الوافر، والدكتور عشراتي سليمان الأديب يأبى في كتابه هذا إلا أن يبدي عن براعته المعهودة في الأسلوب فقد تناول الكتاب في قالب أخاذ وجاذب.
وكتاب المعنى القرآني في رسائل النور يصور محنة النورسي وجداله مع الكفر وكذا تفوقه على أعداء الدين من خلال إفحامهم بالأدلة القطعية ويعرض تأملاته وحركاته وسكناته وهو ينظر في كتاب الله عز وجل لكي يستخرج منه الدرر والمعاني ويستجلي من خلاله الحقائق.
الكتاب يتناول العديد من القضايا التي ما يلبث القارئ حين يتصفح أولى صفحاته حتى يكشف عنها واضحة ويتسرب إلى كوامن حياة النورسي ويعرض أحاسيسه وآلامه ومجادلته مع أعداء الدين في أسلوب رائع وتصوير باهر، وإذا تتبعنا تسلسل الفقرات لا نجده عشوائيا بل يقتفي خطة محكمة يخلص من خلالها إلى نتائج في النهاية.
كما نجده بارعا حين يصف الرسائل قائلا: "إن الرسائل تجاهد لكي تبلغ مستوى الشفوف الروحي العذب، فهي رياضة تنشد بلوغ درجة الفناء لتحيى في المطلق، لذا نراها تراوح بين مقامات الحلقة والذكر، وبين أحوال العروج والتجنيح..."
هذا الأسلوب الأخاذ الذي يصف به الدكتور عشراتي سليمان الرسائل يستعمل مثله في التعامل مع مؤلفها الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي حيث نجده يقول: "يرسو امتياز النورسي الإبداعي على أسس صلبة وأصيلة، لكونه خاض في مجال روحي لم يعد الخوض فيه يشد النفوس كثيرا، فالعصر بهر الناس بمبتكرات التحديث..." المجال الذي باشره بحكم منطق العصر تقليدي تخلفي، أكل عليه الدهر وشرب ... لكن النورسي مضى يحترف التنقيب في المناجم القديمة، والحقول المهجورة، فيما كان الناس من حوله يتسابقون على الاستثمار في أسهم العصرنة والزندقة والحداثة الفكرية... ومضت العقود تترى، وإذا الحصيلة مذهلة، وإذا الورشة النورية تغدو بورصة يتهافت صوبها الجماعات والأفراد، وإذا القطاع الذي كان مهجورا ومشاحا عنه يستعيد الحيوية، وإذا أحلام الأمس، التي كانت وربما لازالت تغوي الدنيويين بما تلوح به إليهم من فتوح تتكشف عن مأساة في أكثر من صعيد، فالإنسان المتعصرن، المتحرر من وطأة الحاجة المادية يستشعر الاغتراب، ويحس الوحدة الموحشة ويجد النشاز يكتنفه من كل جانب، لأنه يرى نفسه يقع ومن حيث شاء النجاة في مهوى الحاجة..."
قراءة في كتاب 4
عنوان الكتاب: حقيقة مقاصد رسائل النور
تأليف: أ. د. عمار جيدل(جامعة الجزائر/الجزائر)
دار النشر: دار النيل للطباعة والنشر
الطبعة: الأولى سنة 2005م، الطبعة الثانية 2009م بالقاهرة
تعد العناية بمقاصد الدين من الغايات الرئيسة التي اعتنت بها رسائل النور، إذ لا تخلو صفحة منها من توجيه النظر إلى أهمية المقاصد من جهة وبيانها من خلال التدبّر العميق في كتاب الله ، ذلك أنّ الرسائل ليست إلا تفسيرا عصريا للقرآن الكريم.
الكتاب الذي بين أيدينا جعل مؤلفه من الكشف عن مقاصد رسائل النور رأس مراميه، ويقع الكتاب في 279 صفحة، عرض مادة الكتاب في مقدمة وخمسة فصول، أشار في المقدمة إلى أن رسائل النور كتاب مقاصد بامتياز حَرِيٌ بنا أن نعدّها موسوعة مقاصد، بل إنّها تمثّل لب لباب رسائل النور، خصص الفصل الأول لعرض المقاصد المصطلح والأهمية، كاشفا عن المصطلحات (الغاية/الفائدة/الحكمة/النتيجة/...) التي وظّفها الأستاذ في الدلالة على المقاصد، انتقل بعدها إلى ذكر رتب المقاصد وطرق التعبير عنها، فينظر إليها باعتبارات مختلفة فهي باعتبار المضمون كلية وفرعية وباعتبار المقصد في المخاطب ظاهرية أو باطنية أو جامعة بينهما وباعتبار مصدرها فهي مقاصد إلهية أو إنسانية أو حتى كونية، وفي جولة سريعة يحيلنا إلى مختلف مستويات المقاصد المستعملة في رسائل النور وهي المقاصد الإلهية والمقصد الحقيقي ومقصد المقاصد والمقصد العالي. ثم يشير المؤلف في صيغة عرض المقاصد الكلية والمقاصد الجزئية إلى أنها عرضت بشكل ملفت للانتباه كما أن المقاصد الكلية جواب لأسئلة متكررة متفاوتة وكذا تنوعت صيغ التعبير عن المقاصد ثم أشار إلى التكامل بين المقصدين والتناغم المسجّل بينهما خدمة لمقصد المقاصد.
بيّن في الفصل الثاني مصادر مقاصد رسائل النور ومميزاتها، مركّزا على صلتها بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فقد كانت مقاصد الرسائل مستمدة من دوحة الوحي (الكتاب/السنة)، المؤيّدة بالواقع الكوني والبشري، وكان الفصل الثالث وقفات مركّزة مع المقاصد الكبرى في رسائل النور "التوحيد "والنبوة والحشر والعدالة مع العبودية التي وردت كالاستطراد المرتبط بالعدالة أساسا بوصفه مظهرا من مظاهرها، وهي بمجموعها كما هو بين من عناوينها جعلت لخدمة الإنسان معرفيا واجتماعيا وحتى إنسانيا، والمقاصد الكبرى مستمرة لا تتأثّر بالزمان، فكان الفصل الرابع تكملة لما سبقه من خلال التوقف عند مقاصد رسائل النور في الزمان، والتي من مزيتها التلوّن بمعطيات الزمان ومقتضيات المكان، أي أنّها متغيرة حسب حاجات الناس وظروفهم وأسئلتهم، وهي بدورها لا تعزب عن المقاصد الكلية المستفادة من القرآن الكريم مما يجعلها مقاصد فرعية، منها على سبيل المثال لا الحصر مقصد الأمن والنظام والحرية والعدالة، وحصول صحوة إسلامية، وإنقاذ الإيمان والاعتصام بالقرآن، والذي يحوي في حد ذاته أهدافا كثيرة، وبعث الصلة بين الإيمان والأخلاق، والأخوة والمحبة والتضحية، والاتحاد بين أهل الإيمان، ودفع الأمراض الاجتماعية بالإيمان.
عرض بعدها في الفصل الموالي أبعاد أهمية بحث المقاصد ومفسدات فاعليتها، ففي حديثه عن الأبعاد يشير المؤلف إلى أن المقاصد تحتل مكانة كبيرة في وأهمية عظيمة في حياة الإنسان يستغرق كل ميادين ومجالات الحياة، وتضم عدة أبعاد ذات أهمية إيمانية ونفسية والتشجيع على العمل والبذل المستمر أي الاجتماعية ودفع الغفلة العامة أي المعرفية وأهمية المقاصد في تنبيه المخاطب أي المنهجية وأهمية المقاصد في التأسيس للبعد الاجتماعي.
وفي حديثه عن مفسدات فاعلية المقصد يشير الكاتب إلى أن المرء لا يستفيد من المقاصد ما لم يتحرر عقلا وقلبا من المكدرات المادية والمعنوية.
والكتاب بحسب رأي المؤلف لبنة أولى من سلسلة المقاصد في رسائل النور، يفرض العناية بها من قبل الباحثين.
Birincil Dil | Arapça |
---|---|
Bölüm | ARTICLES |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 1 Haziran 2010 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2010 Cilt: 1 Sayı: 1 |