إن إعجاز القرآن خاض فيه كبار العلماء قديما وحديثا واختلفوا في وجوهه فمنهم من بالغ فيها وأوصله إلى نحو من أربعين وجها ومنهم من قللها وهو ما مشى عليه المحققون من أمثال الباقلاني. إن معظم من جاء من العلماء وكان له عناية بإعجاز القرآن حاول أن يأتي في إعجاز القرآن بجديد ويأتي على رأس هؤلاء سعيد النورسي فله عناية شديدة بإبراز آفاق جديدة في إعجاز القرآن وحالفه التوفيق في ذلك إذ أتى في إعجاز القرآن بما لم يذكره الأولون والآخرون. فذكر من وجوه إعجاز القرآن الجديدة المناسبة والملائمة العجيبة في النظم وأتى في سياق النظم بما لم ينله من قبله ومن بعده حيث فكك ألفاظ النص المجيد إلى الآيات أي كل آية أية، ثم الجمل أي كل جملة جملة، ثم الكلمات أي كل كلمة كلمة مستنبطا وجوها دقيقة من المناسبة بين آيات المقطع وجمل الآية وكلمات الآية. ويشير من خلال ذلك إلى أن أعظم وجوه إعجاز القرآن هو بلاغته. وأعظم ما يتكون به بلاغته نظم حروفه في كلماته ونظم كلماته في جمله ونظم جمله في آياته ومقاطعه. وهذا النظم القرآني مما أثار نظرة العلماء الذين سبقوا النورسي في كتاباتهم البلاغية. ومما أتى النورسي فيه بصياغة جديدة من وجوه إعجاز القرآن ما ذكره من البلاغة الخارقة في معناه، والبداعة الخارقة في أسلوبه، والفصاحة الخارقة في لفظه، وبراعة البيان فيه، وجامعيته الخارقة، وإخباره عن الغيوب، وديمومة شبابه، وصلاحه لخطاب كل طبقات البشر، و الأسلوب البديع في تلخيص معاني الآيات باسم أو اسمين من أسماء الله الحسنى أو بجملة قصيرة (الفذلكات القرآنية). فهذه هي الوجوه التي حاول النورسي بكل ما أوتي من قوة وقدرة أن يكتشف في كل واحد منها آفاقا جديدة من الإعجاز القرآني. وهذه الوجوه وإن كان البعض منها قديم الملبس لكن النورسي جد وجاهد في أن يأتي تحت هذه العبارات القديمة بمعاني طرية جديدة.
Birincil Dil | Arapça |
---|---|
Bölüm | ARTICLES |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 20 Ocak 2020 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2020 Sayı: 20 |