شروح ابن دقيق العيد الحدثية ومنهجه في هذه الشروح
اعتنى العلماء بمسألة فهم الأحاديث النبوية
فهمًا صحيحًاعلى مدى التاريخ الإسلامي، وعدّوا بذلَ الجهد في هذاالموضوع ضرورة
شرعية؛ لأن الإدراكالسليم للدِّين يكون من خلال فهم مصادره الأساسية بشكل صحيح.
وقد ظهرت كتب شروح الحديث نتيجةهذا الجهد، ولايزال شرح الأحاديثوبيان مضمونها
مهمًّا اليوم، كما كان على امتداد التاريخ.ومنأجل تقديم تفسيرات جديدة صحيحة اليوم
في هذا المجال لا بدّ مندراسةهذا التراث التاريخي، وتحليل محتواه.
نسعى في هذه الدراسة إلى تقديم أعمال ابن دقيق
العيد، الذي قام بعمل مهمّلفهم وتفسيرأحاديث الأحكام التي تشكّل مصدرًاللأحكام
الشرعية، ونجتهد في دراسة منهجه وتحقيقه؛ لتحديد ما إذا كانت هناك طريقة تفسير
خاصة به. وفي هذه النقطة، عند تحديد الموضوع، فإن قول ابن دقيق العيد إنعلوم
الحديث ليست مسألة حفظ ونقل فقط؛ بل بحاجة إلى الاهتمام بسياق الأحاديث لأجل الفهم
الصحيح لها-شدّ انتباهنا، وكان مفيدًا لنا في اختيار الموضوع.
لذلك، ناقشنا في دراستنا منهج ابن دقيق العيد
في شرحه أحاديث الأحكام؛بهدف تقديم معلومات كافية ومناسبة عن جهوده، وتحديد ما
تميّزَ بهمن الشرّاح الآخرين، إن وجد، والإجابةِعن هذا السؤال:هل لابن دقيق العيدمنهج
خاص به في شرح أحاديث الأحكام؟... ومن خلال التحقيق في خصوصيته سيظهر تأثيره
فيالشراح المتأخرين.
استُخدِم تركيب (شرح الحديث) مصطلحًا حديثيًّا،
لبيان معاني الكلمات، وتوضيح المفاهيم المذكورة في الروايات، وتفسير الجمل
والتعبيراتالغامضة، وإعراب الجمل، واستخراج بعض الأحكام والحِكَم من الحديث.
إنّهذا النشاط الذي زُعِم أنّه بدأ مع النبيّ عليه السلام، واستمر مع الصحابة
اتَّخذمنهجيةفي القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)،واستمر في القرون اللاحقة،
ووصل إلى ذروته في القرن الذي عاش فيه ابن دقيق العيد.
لابن دقيق العيد ثلاثة شروح للحديث، هي:إحكام
الأحكام، وشرح الإلمام، والإلمام؛أمّا كتابه إحكام الأحكامفشرح لكتاب عبد الغني
المقدسي المسمّى:عمدةالأحكام،وأما كتابه شرح الإلمام فشرح لكتابه المسمّى: الإلمام
في أحاديث الأحكام، وأما كتابه الإلمام فهو جمعٌلطرق الأحاديث المتعلّقة بالأحكام
مع شرحها. وهناك تناسب بين شروح ابن دقيق العيد للأحاديث في هذه المصنّفات.
إلى جانب اهتمام ابن دقيق العيد بالدلالة
اللفظية، اهتمّبدلالة المفهوم والمعنى والتحليل،ووفقًا لمنهجه، فإنّ دلالة
المفهومإذا كانتقريبة من اليقين، أو كانت يقينية، فإنه يتركالدلالة اللفظية ويهتم
بالمعنى؛ لأنّ الأصل هو المعنى لا اللفظ.وقد استفاد ابن دقيق العيد في شرحه
للأحاديث من علم أصول الفقه،مع استفادته منأمورٍ أخرى،وفي مقدمتها السياق،وسبب
الورود، وجمع الطرق، ولاسيّما السياق، فإن له دورًا مهمًّا في الفهم الصحيح
للأحاديث.
إنّ ابن دقيق العيد يستخدم السياق قاعدة وطريقة
في الفهم الصحيح للأحاديث، وقد أفاد أن دلالة السياق على المعنى ليس له أيُّ شبهة,
لكنه لم يضع تعريفًا محدّدًا، رغم أنه استعمله كثيرًا في مصنّفاته مثل العلماء
قبله. يقول ابن دقيق العيد إن السياق قاعدة أصولية مهمة، وله ثلاث وظائف، هي:
تحديد غرض المتكلم، وشرح الكلمات المجملة، وتحديد المعنى الذي تُستخدَم له الكلمات
التي لها أكثر من معنى.
ويستعمل ابن دقيق العيد بدل (سبب الورود)هذا
التركيب(أسباب الحديث)،وكان قد صرح أن (السبب) هو المحدِّد للقصد من الحديث،
وعدَّه من القرائن،ونبَّه على ذلك فقال: "يجب أن يُتنبَّهَ للفرق بين دلالة
السياق، والقرائن الدالة على تخصيص العام، وعلى مراد المتكلم, وبين مجرد ورود
العام على سبب، ولا يجريهما مجرًى واحدًا, فإن مجرد ورود العام على سبب لا يخصصه،
وأما السياق والقرائن فإنها الدالة على المراد، وهي المرشدة إلى بيان المجملات
وتعيين المحتملات"،وقال: "فاضبط هذه القاعدة فإنها مفيدة في مواضع لا
تحصي".
وأخيرًا يمكن أن نقول: إن ابن دقيق العيد
استفاد ممّن قبله من شراح الحديث، وكان له تأثير كبير فيمن جاء بعده من العلماء.
Throughout the
history of Islam, scholars emphasized the proper understanding and
interpretation of the hadiths, and at this point they have considered it a
religious duty to make efforts and to engage in the mind process. Hadith commentaries
emerged as the product of such an effort. The purpose of this study is to
introduce the hadith commentaries of Ibn Daqîq al-Îd while examining his
approach and ascertaining whether he had his own method of commentary and
interpretation or not since Ibn Daqîq al-Îd was an important figure in the
history of understanding and interpratating hadith, one of the fundemantal
sources of İslamic law, in proper way.
In the introduction section, the importance of hadith is discussed and
the historical progress of this effort is given briefly. In the first chapter,
the concept of hadiths related to İslamic ruling was discussed and the place of
the hadiths about İslamic law (ahkâm) in the other narrations was tried to be
determined and definitions of term“Ahadith al-Ahkam”(hadiths which islamic law
derived from) are given. In the second chapter, commentaries of the books
writen by Ibn Daqîq al-Îd were examined in detail. In the third chapter, some
methods he had recourse to, such as siyaq, jamu’t-turuq and sabab-i wurud were
discussed.
Ḥadīth Ahadiths of Ahkâm Commentary Ibn Daqîq al-Îd Method
Birincil Dil | Türkçe |
---|---|
Konular | Din Araştırmaları |
Bölüm | Makaleler |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 31 Aralık 2018 |
Gönderilme Tarihi | 29 Kasım 2018 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2018 Sayı: 1 |
Hadith Creative Commons Atıf-GayriTicari 4.0 Uluslararası Lisansı (CC BY NC) ile lisanslanmıştır.