الإماراتي وليد بيئة وحاضرة عربية، أَلِفَتْ الشعر الفصيح والشعر النبطي )أو الشعر الشعبي كما يعرِّفه النقاد(، وهو الأمر الذي كان سائداً بين أبناء الإمارات في سليقة تعبَّرُ عن لسان إنسان عاش وامتزج بأديم الأرض والديار والمنازل كما في شعر العربي الأول. إنَّ هذه الدراسة تتبع الحراك الشعري في دولة الإمارات منذ بداياته ، التي كانت في العشرينات من القرن الفائت تقريباً، حين برز عدد من الشعراء الروَّاد، وهم: مبارك العقيلي، و سالم العويس، و أحمد المناعي، و مبارك الناخي، و محمد نور سيف، و أحمد بن سليم، و خلفان بن مصبح، و هناك آخرون وصلت أسماؤهم دون أشعارهم. وفي مرحلة لاحقة، جاء بعدهم فريق يمكن أن يطلق عليه اسم المخضرمين، عاصروا أولئك الروَّاد واجتمعوا بهم وعاشوا ظروفهم، ثم امتد بهم الزمن، و شهدوا انتقال البلاد من طور إلى طور من خلال الظروف المستجدة، من أمثال: صقر بن سلطان القاسمي، و سلطان بن علي العويس، وحمد بوشهاب. الذين مهدوا لمرحلة تقليدية اتباعية كلاسيكية، لها مميزاتها وسماتها الفنية البارزة، حيث العمود الشعري التقليدي، الذي اتسم بسمات فنية خاصة من خلال المزج بين الثقافة التقليدية و الحديثة في: اللغة، والذوق، و الحس الشعري، انطلاقاً من قيم الشعر العربي في مراحل ازدهاره. لقد تتبعت المراحل الشعرية منذ الكلاسيكية الشعرية ، و الرومانسية ، و الواقعية ، وصولاً إلى مرحلة الحداثة . إنَّ هذه الدراسة تشكل تصوراً عاماً و رؤية متسعة للحراك الشعري الإماراتي للشعر الفصيح ، و رسم ملمح عام للشكل الشعري في مراحله المختلفة بعيداً عن التفصيل والحشو . ولقد اعتمدت المنهج التاريخي الوصفي الذي يوضح إشكالية البحث. إنَّ الحاجة إلى هذا لبحث تتمثل من خلال وضع إطار عام للشعر الإماراتي الفصيح ، الذي لم يول عناية من قبل النقَّاد لأسباب مختلفة ، و هو السبب الذي حفز مسار هذا البحث. الكلمات السرية: الشعر الإماراتي، الأدب الحديث، الشعر الرومانسي، الشعر الواقعي
إن الحديث عن آداب الأمم و فنونها هو حديث عن مدى الحضور الإنساني الفكري والثقافي و الاجتماعي لهذه الأمم ، وما الشعر إلا أنموذجها الأهم إذا ما كان المقام في حضرة بادية عربية تقطن شبه الجزيرة العربية ، فالشعر هو ديوانهم و منفذهم القولي الأرحب والأصعب ، حين يقول أبو فراس الحمداني :
و الشعر ديوان العرب أبداً ، و عنوان النسب
به ينتسب ، و من خلاله يعرف و يذكر ، و من أبياته تعرف المنازل و الربوع ، و بين أروقته تدور الحكايا و المآثر و المفاخر و عصور من الشمم و الإباء.
من هذه الحاضرة العربية الممتزجة بالأرض و التاريخ و العصور الممتدة، جاء الشعر الإماراتي المرتبط بالأرض و بتاريخها فكان الشعر الفصيح و الشعر النبطي ( أو الشعر الشعبي كما يعرفه النقاد ) ، و هو الذي كان سائداً بين أبناء الإماراتي ، فالشعر ينضح من بين جوانب الإنسان الإماراتي بين لسان فصيح و لهجة دارجة ، لا يوقفه مقام عن مقال ، هو يسترسل في قوله بسليقة تنساب انسياب الأغدرة في بطون البوادي و الوديان ، تعبِّر عن لسان إنسان عاش و امتزج بأديم هذه الأرض و هذه المنازل و الربوع والديار.
إن الإطار العام للتطور الثقافي والحضاري في الإمارات ، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطور في منطقة الخليج والعالم العربي، فالخليج العربي يمثل بوابة كبرى للمنطقة العربية للانطلاق و الانفتاح على الثقافات الأخرى، الأسيوية منها و العالمية ، وهو الأمر الذي أسهم في النمو الثقافي الأدبي و الشعري في المنطقة بشكل عام و في دولة الإمارات العربية بشكل خاص ، حيث تطورت الحياة الثقافية بنشاط مؤسسات ثقافية متعددة ، و بتطور اهتمامات الإنسان ، و ألوان عطائه وتفاعله مع عطاء عصره ، مما أثر في نهضة الأدب الإماراتي الحديث وفي مقدمته الشعر.
إن بدايات الشعر في الإمارات كانت في العشرينات من القرن الفائت تقريباً ، حين برز عدد من الشعراء الروَّاد ، وهم : مبارك العقيلي (1954)، و سالم العويس (1959) ، و أحمد المناعي (1990) ، و مبارك الناخي (1982)، و محمد نور سيف (1982) ، و أحمد بن سليم (1986) ، و خلفان بن مصبح (1946)، و هناك آخرون وصلت أسماؤهم دون أشعارهم.
وفي مرحلة لاحقة ، جاء بعدهم فريق يمكن أن يطلق عليه اسم المخضرمين ، عاصروا أولئك الروَّاد واجتمعوا بهم وعاشوا ظروفهم ، ثم امتد بهم الزمن ، و شهدوا انتقال البلاد من طور إلى طور من خلال الظروف المستجدة ، من أمثال : صقر بن سلطان القاسمي (ولد 1926)، و سلطان بن علي العويس ( ولد 1936) ، وحمد بوشهاب (ولد 1036). الذين مهدوا لمرحلة تقليدية اتباعية كلاسيكية ، لها مميزاتها وسماتها الفنية البارزة.
لقد تمازجت مع هذه المرحلة الاكلاسيكية مرحلة رومانسية ، حيث تغلغل للمفاهيم الوجدانية التجديدية بعيداً عن الحواجز الصارمة، إنها انتقال الروح ناحية ما يعبّر عنها ، و يقوم بحمل أثقالها الوجدانية ، فكان أن توجه العديد من شعراء الإمارات كما غيرهم من شعراء الخليج و الوطن العربي ناحية النزعة العاطفية، حيث التعبير عن الذات و الوجدان . وفي مقدمة شعراء الرومانسية ، جاء الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة، الذي تربع على عرش الوجدان ، وغير من شعراء الإمارات .
بينما جاءت مرحلة الواقعية المرتبطة بالمجتمع و الواقع العربي والعالمي تساوقاً مع الواقع و اندماج الشاعر بالواقع و همومه وقضاياه من مثل : الشاعر محمد شريف الشيباني (1930 ـ 1998م) وغيره من مجايليه من الشعراء .
بينما جاء التجديد و التجريبي الحداثي في مرحلة لاحقة ل يضفي على النصوص هالة من التمازج مع التجربة العربية الحداثية و التجربة العالمية ، وهو الأمر الذي قام به العديد من شعراء الإمارات ؛ حيث التجديد في القالب الفني والصورة الفنية الموحية ، ولكنه يبقى لصيقاً بالمرحلة الرومانسية الوجدانية
Emirati poetry is considered the fruit of an Arabic environment that was drawn to formal Arabic poetry and colloquial poetry (or “folk poetry” as defined by critics). That was what was common within the Emirati people. The poets had an innate ability to express the thoughts of a person who lived and integrated with the land and peoples’ homes as found in the original Arabic poetry. The beginning of Emirates poetry was around the 1920s. During that time, several pioneer poets shined, including Mubarak Al Aqili, Salem Al Owais, Ahmed Al Mannai, Mubarak Al Nakhi, Muhammad Nour Saif, Ahmed Bin Salem, Khalfan Bin Musbah, and others, whose names survive, although their poetry did not. After the original poets, another group that came to be known as veterans. They followed the early pioneers, met them, and lived as they did. However, their influence and popularity sustained for longer. They witnessed the many political and sociological phases that the country went through. These veterans include Saqr bin Sultan Al Qasimi, Sultan Bin Ali Al Owais, and Hamad Bu shehab. They paved the way for a classical subordinate traditional phase, with its distinctive artistic features and characteristics. It included traditional column poetry with its unique artistic features that mixed traditional and modern culture through language, taste, and poetic sense. It retained a base in the values of Arabic poetry in its early stages. The Classical phase was followed by a Romantic stage, led by the poet Manee Saeed Al Otaiba. A period of Realism came after, which kept pace with Arab reality and its circumstances. One of the primary poets of this stage was Muhammad Sharif Al-Shaibani.
Primary Language | Arabic |
---|---|
Subjects | Creative Arts and Writing |
Journal Section | Makaleler |
Authors | |
Publication Date | December 21, 2020 |
Published in Issue | Year 2020 Issue: 37 |