بين عاميّ (363 ـ 449 هـ/ 973- 1057م) عاشَ الأديبُ الفيلسوفُ الشّاعرُ أبو العلاء أحمدُ بنُ عبدِ الله بنُ سليمان المعرِّيّ، وكان من الأعلام البارزين في العصرِ العبّاسيّ، إذْ أمضى حياتَه متعبّدًا في محراب العلم.
وقد عاشَ في عصرٍ اجتمعَ له فيه من أسبابِ العلم وصنوفِ المعرفة وفنون ِالأدب الشيءُ الكثير، واطّلعَ على الثقافة الإسلامية بشكل كبير، كما غذّى نفسَه بألوانٍ من الثّقافات الوافدة. وقد تعدّدت مصادرُ ثقافته من الثّقافة اللّغويّة إلى الثّقافة الأدبيّة، إلى الثّقافة التّاريخيّة والثّقافة الدّينيّة، إضافةً إلى الثّقافة العامّة.
ونظراً لأنّ ثقافتَه الإسلاميّة كانت واسعةً وبارزةً في نتاجه فقد آثرتُ أن أخصّصَ بحثي في مجال تأثير القرآن الكريم في نثره، وتحديداً في كتابه " الفصول والغايات". فمن المعروف أنّ المعريّ كان متضلِّعًا ومتمكّنًا من كتاب الله حفظًا وتلاوةً ودَرْسًا، وقد تجلّى ذلك في استنطاق نصوصه، واستلهام معانيه وآياته وصوره الرّائعة وتعابيره المعجزة.
هذا كلّه قد دفعني إلى دراسة توظيف أسلوب النّصّ القرآنيّ في كتابه الفصول والغايات. الّذي حاكى فيه القرآن الكريم مستفيدًا من أسلوبه وبيانه وطريقته في التّعبير والأداء.
Primary Language | Arabic |
---|---|
Subjects | Arabic Language, Literature and Culture |
Journal Section | World languages, cultures and litertures |
Authors | |
Publication Date | December 21, 2023 |
Published in Issue | Year 2023 Issue: 37 |