-
، وَسُرْعَانَ مَا
اِنْطَلَقْتُ لِتَتَوَسَّعْ، وَتَغْدُو إِمْبِرَاطُورِيَّةٌ كَبِيرَةٌ، لَهَا
مَدْرَسَتُهَا الفَنِّيَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ المُمَيِّزَةُ، الَّتِي اِزْدَهَرَتْ
فِي كُلِّ وِلَايَاتِهَا مُنْذُ فَتْحْ السُّلْطَانُ مُحَمَّدٌ الثَّانِيFatih
Sultan Mehmed II (854-
885هـ/ 1451-1481م) القُسْطَنْطِينِيَّةُ فِي عَامٍ 754هـ/ 1453م حَتَّى
سُقُوطُهَا فِي نِهَايَةِ الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الأُولَى فِي عَامٍ 1336هـ/
1918م. وَوَرِثَ العُثْمَانِيُّونَ إِمْبِرَاطُورِيَّةَ السَّلَاجِقَةِ فِي نِهَايَةِ
القَرْنِ الثَّالِثَ عَشْرَ المِيلَادِيَّ، ثُمَّ الإِمْبِرَاطُورِيَّةُ
البِيزَنْطِيَّةُ فِي مُنْتَصَفِ القَرْنِ الخَامِسَ عَشْرَ، وَأَفَادُوا مِنْ
التَّجْرِبَتَيْنِ الفَنِّيَّتَيْنِ: الفَارِسِيَّةَ وَالبِيزَنْطِيَّةَ،
فَاِهْتَمُّوا بِالعِمَارَةِ، وَقَامُوا بِرِعَايَةِ الفُنُونِ، إِضَافَةً إلَى
فَنِّ صِنَاعَةِ الكُتَّابِ مِنْ الخَطِّ والمنمنمات وَالتَّجْلِيدِ وَغَيْرَهُ.
وَفِي النِّقَاشِ خَانَةٌ، أَيُّ المَكَانِ الَّذِي يُدّرس فِيهُ النَّقْشُ،
وَيُزَاوِلُ فِيهُ النَّقَّاشُونَ عَمَلَهُمْ، وَالَّتِي تَشْبَهُ مَعْهَدٌ تَابِعٌ
لِدِيوَانِ السُّلْطَانِ، تَمَّ المَزْجُ بَيْنَ مَدْرَسَتي هيرات وَتَبْرِيز
الشَّرْقِيَّةُ؛ وَرُومَا وَالبُنْدُقِيَّةُ الغَربِيَة فِي الفُنُونِ، وَكَانَ
السَّلَاطِينِ العُثْمَانِيِّينَ يلجئون إِلَى تَحْضِيرِ الكُتُبِ عَنْ طَرِيقِ
الخَطَّاطِينَ وَالنَّقَّاشِينَ، وَمُنْذُ فَتْحِ القُسْطَنْطِينِيَّةِ
وَالاِحْتِكَاكِ بِالفَنِّ الأُورُوبِّيِّ، حَرَصَ السَّلَاطِينُ عَلَى الأَخْذِ
مِنْ المُدَرِّسَةِ الغَرْبِيَّةُ فِي تَزْيِينِ صَفَحَاتِ الكُتُبِ.
تَتَنَاوَلُ
هَذِهِ الوَرَقَةُ، وَفْقَ هَذِهِ الرُّؤْيَةِ، مظَاهِرُ اِهْتِمَامِ
السَّلَاطِينِ العُثْمَانِيُّينَ بِالخَطِّ العَرَبِيِّ وَالفُنُونِ
الإِسْلَامِيَّةِ، وَمَا هِيَ الخُطُوطُ الَّتِي طَوْرُهَا العثمانين؟ وَالخُطُوطُ
الَّتِي اِخْتَرَعُوهَا وابتدعوها وَبَرَعُوا فِيهَا؟ وَمَنْ هُمْ السَّلَاطِينُ العُثْمَانِيُّونَ
الَّذِينَ تَعَلَّمُوا فُنُونَ الخَطِّ، وَكَتَبُوا وَأَبْدَعُوا بِهِ؟
وَتُبَيِّنُ أَسْبَابُ اِهْتِمَامِ العُثْمَانِيِّينَ بِالخَطِّ العَرَبِيِّ،
وَتُشِيرُ إِلَى النَّهْضَةِ الفَنِّيَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ الخَطِّيَّةُ الَّتِي
شَهْدُهَا العَصْرُ العُثْمَانِيُّ، وَالَّذِي اِمْتَدَّ لِأَكْثَرَ مِنْ
أَرْبَعَةِ قُرُونٍ فِي ثَلَاثِ قَارَّاتٍ، وتختتم بتأثيرات المدرسة الخطية
العثمانية في أوروبا.
Birincil Dil | Arapça |
---|---|
Bölüm | Makaleler |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 31 Mayıs 2019 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2019 Cilt: 6 Sayı: 5 |