النقد الأدبي الذي بدأ في الغرب وأحاط بالعالم ولم يترك بلدا
حتى دخله وأثر فيه يعد من أبرز مظاهر الأدب في العصر الراهن. والأدبُ العربي الحديث
بدوره نال حظه من هذه الحركة الأدبية. والنقد الأدبي الحديث قد انقسم إلى مناهج مختلفة
ومدارس متعددة حسب الظروف المحيطة بالبيئة التي نشأ فيه. ولكل منهج أصوله وقوانينه
تميزه عن غيره. وكل منهج قد ظهر معارضًا المنهج السائد قبله وثورة عليه. فإن منهج النقد
الرومانسي من هذه المناهج قد بدأ في فرنسا ثورة ضد القيود التي فرضتها الكلاسيكية في
القرن الثامن عشر؛ واعتبر في بداية ظهوره تجديدا في طريق الإحساس والتفكير والتعبير.
أما الرومانسي العربي قد ظهر في العالم العربي بعد الثلث
القرن العشرين متأثرا بالظروف السياسية والاجتماعية والفكرية المحدقة به التي كانت
مهيئة لهذه الحركة. وعندما وصل إلى العالم العربي كان قد انقضى عهد ازدهاره في الأدب
الغربي. فظل هذا المنهج مسيطرا على الأدب العربي مدة طويلة وتأثر الجيل العربي بالظروف
الرومانسية ممتثلا مبادئها التي تستنبط من الآداب الغربية و المترجمات عن هذه الآداب.
أبو القاسم الشابي كان من رواد هذا المنهج وقد تأثر به تأثرا
عميقا. وعلى الرغم من قصر عمره إلا أنه استطاع أن يمثل هذا المنهج بشكل متميز في تونس
آنذاك وأن يعكسه في مؤلفاته.
وقصيدته
"فكرة الفنان" قد رسمت لوحات مفعمة
بالجمال والفن والإبداع بوصفها ملاذا للبشرية ومظاهرَ الرومانسية كالشعور والخيال والطبيعة.
وقد تناول الشاعر فيها قضية الشعور والعاطفة تجاه العقل والتفكير. واهتم بعناوين
متعددة منها: الدعوة إلى اتباع الشعور، عجز العقل تجاه الشعور والخيال، أثر الشعور
في حياة الإنسان.
الفنان" من منظور الرومانسي.
Birincil Dil | Arapça |
---|---|
Bölüm | Makaleler |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 30 Haziran 2018 |
Gönderilme Tarihi | 12 Mart 2018 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2018 Cilt: 5 Sayı: 8 |
Eskişehir Osmangazi Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi (ESOGUIFD) Creative Commons Atıf-GayriTicari 4.0 Uluslararası Lisansı ile lisanslanmıştır.