السنة هي الأصل الثاني في الإسلام
بعد القرآن الكريم، وقد حاول المحدثون نقل الأحاديث كما وردت، ولكن أيضا قد وضعوا قواعد لتمييز الأحاديث الصحيحة من
الضعيفة، ولذلك فإنهم عمدوا إلى تنقيح الأحاديث وتصحيحها بعد أن انتهى عصر تدوينها
في مصنفاتهم وكتبهم.
وكتب شروح الحديث هي خير دليل علي الجهود
العظيمة للمحدثين، و من المعلوم أن العديد من العوامل قد تأثر بها شراح الحديث. ومن ذلك مذاهب المحدثين التي كان لها تأثير كبير في
شرح الأحاديث، ولا عجب في ذلك لان العلماء عادة يرجحون ما يوافق مذهبهم ويلائم
أفكارهم، إذ أن مخالفة العالم مذهبه ترجيح يصعب عليه، على أن بعض العلماء قد
خالفوا في بعض آرائهم مذاهبهم التي ينتمون إليها.
والمدارس التي ظهرت في فهم الأحاديث تنقسم بشكل
عام إلى مدرستين: أحدهما تأخذ بظاهر الحديث، والأخرى بمعناه، وأهل الحديث يمثلون
الأخذ بظاهر الحديث، وأهل الرأي يمثلون الأخذ بمعناه، ويختلف اهل الرأي عن أهل
الحديث في كيفية استنباط الأحكام من الأحاديث، ومن هاتين المدرستين ظهرت مذاهب
فكرية أخرى.
واستمرت هذه الاختلافات التي تعود
جذورها إلى فترة الصحابة لمئات السنين، حتى وصلت إلى يومنا هذا، بدءا من المناظرة
التي قامت بين الإمام أبي حنيفة _الذي يمثل اهل الرأي_ وبين ابن أبي ليلى _الذي
يمثل أهل الحديث_ وصولا إلى الكشميري المنسوب لأهل الرأي والمباركفوري المنسوب لأهل
الحديث، إذ إن الكشميري كان يهتم بمقاصد
الأحاديث أـكثر من ظاهرها، بينما كان اهتمام
المباركفوري بظاهر الأحاديث أكثر من مقاصدها.
و شرح
الاحاديث له دور كبير في فهمها بشكل صحيح، وهي المجال العملي لتطبيق القواعد
والأصول التي وضعها المحدثون للتمييز بين
الأحاديث الصحيحة والضعيفة، ولهذا السبب بدأ المحدثون بوضع الشروح بعد أن دونوا
الأحاديث وصنفوها، فكانت نتيجة تطبيق القواعد والأصول أن وقفنا على ميراث كبير من
شروح الحديث في كتب السنة.
ويعتبر سنن
الترمزي من أكثر الكتب بعد الصحيحين التي تناولها العلماء بالشرح. ومن أهمها شرح
الكشميري المسمى بالعرف الشذي، وشرح المباركفوري المسمى بتحفة الأحوذي.
عاش الكشميري
و المباركفوري في الهند قبل مئة عام تقريبا، ولم يكن تأثيرهم في بلادهم فحسب، بل
في العالم الإسلامي كله، ومن المعلوم جهود علماء الهند في العلوم الإسلامية. وعلى
الرغم من أن هناك كثيرا من الأبحاث التي تناولت العديد من الجوانب العلمية
للكشميري والمباركفوري، إلا أنها لم تتناول اختلاف مناهجهم في شرح الحديث.
وهذا ما دعانا لاختيارنا هذا البحث، الذي سنقارن
فيه بين منهج الكشميري ومنهج المباركفوري، وسيهتم هذا البحث أيضًا بفهم الفرق ما
بين منهج أهل الرأي وأهل الحديث في تناولهم للحديث الشريف.
الكشميري
الذي هو موضوع بحثنا هو أحد المؤلفين الذين كان لهم ميراث كبير من الكتب في مجالات
الفقه والكلام والحديث والتفسير، حتى أن
صيته انتشر في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وصار يطلق عليه مجدد العصر.
وأما
المباركفوري فعلى الرغم من أنه لم يكن له العديد من الكتب في العلوم الإسلامية المختلفة،
ولكن كتابه تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي قد حوى من العلوم ما يغني عن الكثير
من الكتب في العلوم المختلفة، وقد زاعت شهرته في أرجاء العالم الإسلامي خاصة في
الأوساط السلفية، وأجريت فيه وفي آثاره العديد من البحوث العلمية.
والهدف
الرئيسي من بحثنا هو تحديد وفهم المنهج الذي اتبعه الكشميري وهو حنفي المذهب
والمنهج الذي اتبعه المباركفوري وهو على مذهب أهل الحديث، وإلى أي مدى كان تأثرهما
بالمذاهب التي ينتمون إليها.
ولا شك أن مثل هذه المقارنة بين المنهجين ستكشف
لنا اختلاف مناهج الشارحين في تناول المسائل المتعلقة بالأحاديث، وستظهر لنا كيف
تعامل الشارحان اللذان عاشا قبل مئة عام مع المناقشات التي ما زالت منذ عصر الصحابة
وإلى يومنا هذا.
وقد قارنا في دراستنا هذه بين الشرحين المتعلقين
بسنن الترمذي، واللذين يختلفان من حيث المنهج والفكر، لاختلاف المذاهب التي
ينتميان إليها، وتأثير ذاك الانتماء المذهبي على شرحهما، على أننا لم نكن حكما
بينهما، إنما حاولنا جاهدين أن نقف في الحياد في تعاملنا مع المسائل المختلفة فيما
بينهما.
وقد اخترنا
في هذا البحث أن لا نرجح بينهما في أي مسألة من المسائل، سواء أكانت في الفقه أم
العقائد أم في غيرها، لأننا معنيون في هذا البحث بإظهار تأثيرهما بالمذاهب التي
ينتمون إليها، ومن أجل ذلك تعمدنا اختيار الأمثلة التي تعكس بوضوح اختلاف وجهة نظر
الشارحين، الذي كان سببه مذاهبهم المختلفة.
ووقفنا في
هذا البحث على بعض القضايا والمسائل التي ناقشها الكشميري والمباركفوري من منظور
كلي شامل، ولسنا نقصد هنا بذلك جمع طرق الحديث، إنما نعني أنهم جمعوا كل الأدلة
المتعلقة بالموضوع، وأنهم بحثوه بطريقة عامة شاملة. ولذلك لم نجمع ولم نذكر كل
الأدلة التي استدل بها الشارحان في المسألة، إنما ذكرنا الجوانب المتعلقة بموضوع
بحثنا، ومع ذلك أشرنا إلى الجوانب الأخرى في الهوامش.
Muhaddisler, bir yandan hadislerin aslına uygun bir şekilde
nakledilmesine çabalarken bir yandan da hadislerin doğru anlaşılması için
prensipler geliştirmişlerdir. Hadislerin anlaşılması konusunda ortaya çıkan
ekoller, genelde hadislerin zâhirini esas alan lafızcı yaklaşım ile
hadislerdeki makâsıdı esas alan gâî yaklaşım olmak üzere ikiye ayrılmaktadır.
Zâhiri esas alan yaklaşımı ehl-i hadis, makâsıdı esas alan yaklaşımı ise ehl-i
re’y temsil etmiştir. Lafızcılık ve makâsıdı genel bir metot olarak benimseyen
bu iki ekolden de nasslara yaklaşımı ve yorumları farklı, değişik ekoller
çıkmıştır.
Kökleri sahâbe dönemine dayanan bu anlayış farklılıkları yüzlerce
yıl devam etmiş ve günümüze kadar ulaşmıştır. Keşmîrî (ö. 1352/1933) ve
Mübârekpûrî (ö. 1353/1934), ilk asırlarda başlayan bu tartışmalara katılmıştır.
Keşmîrî, ehl-i re’yin bir temsilcisi olarak genellikle makâsıdı öne almış,
hadislerden hüküm çıkarırken zâhirden ziyade makâsıdı önemsemiştir. Mübârekpûrî
ise, ehl-i hadisin genellikle bağlı kaldığı zâhirci bakış açısını benimsemiş,
hadisleri yorumlarken zâhire büyük bir önem atfetmiştir.
Sunnah is the second source of Islam
after the Qur'an. For this reason, narrators tried to transmit the ḥadīth in accordance with the original
context; they developed principles for the correct understanding of the ḥadīth. The schools that emerged in the
understanding of ḥadīth are generally
divided into two groups: the literalist approach and the ghâî approach. Ahl al-Ḥadīth represents the literalist approach
while Ahl ar-Ra'i represents the ghâî approach. Out of these two schools
representing the general approach, different schools emerged having different
interpretations.
These differences, which are rooted in the
Companions Period, have continued for hundreds of years and have survived to
the present day. Kashmīrī (d. 1352/1933) and Mubārakpūrī
(d. 1353/1934) are the last representatives of this scientific work that
started with the discussions between Abû Ḥanife (d. 150/767) and İbn Abû
Leylâ (d. 148/765). Kashmīrī, as a representative of Ahl
ar-Ra'i, focused on the goals rather than the apparent while extracting rules
from the ḥadīth. Mubārakpūrī adopted the apparent viewpoint of Ahl al-Ḥadīth
and attached great importance to apparent while commenting the ḥadiths.
Kashmīrī
and
Mubārakpūrī, who lived in India about a century ago,
influenced not only their region but also the whole Islamic world. The
contribution of Indian scholars to Islamic sciences is known. Although the
works of Kashmīrī and Mubārakpūrī were examined by different researchers, their
perspectives towards the ḥadiths were not revealed in a comparative manner.
The comparison of Kashmīrī
and Mubārakpūrī, which we chose to fill the gap felt
in this field, will also contribute to the subject of how the Ahl ar-Ra'i and Ahl
al-Ḥadīth understand the ḥadiths. Undoubtedly, another aim of this research is
to find out how the authors who lived a hundred years before us have produced
solutions to the debates that started with the Companions.
Birincil Dil | Türkçe |
---|---|
Konular | Din Araştırmaları |
Bölüm | Makaleler |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 31 Aralık 2019 |
Gönderilme Tarihi | 2 Kasım 2019 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2019 Sayı: 3 |
Hadith Creative Commons Atıf-GayriTicari 4.0 Uluslararası Lisansı (CC BY NC) ile lisanslanmıştır.