مع ظهور الحاجة الملحة للاهتمام بأدب الأطفال وتوسعة آفاقه بسبب أهميته وأثره في تربية الطفل وإنشاء جيل واعد وواع، مهتم بأمور عصره، مدرك للعقبات وقادر على تجاوزها، قام البحث بالتعريف بأدب الأطفال وتبيين أهميته في مساعدة الطفل على اكتشاف ذاته وتعزيز خبراته والارتقاء بأخلاقه وتوجيهه لكل ما هو مفيد وممتع وقيّم، وذكر خصائصه التي تميّزه عن أدب الكبار، ثم سلّط البحث الضوء على رائد من رواد أدب الأطفال وهو الدكتور طارق البكري المتخصص علمياً بأدب الأطفال.
يعد البكري من أعلام أدب الأطفال في القرن الحادي والعشرين بإنتاجه المقدم للأطفال من قصص كثيرة تصل إلى خمسمئة قصة متنوعة بين قصص إسلامية وقصص أخلاقية وقصص حيوانيىة والخ تُرجمت إلى أكثر من لغة، ودراسات تخدم الطفولة منها اقتراح مشروع جامعة لتعليم دراسات الطفولة بحيث تختص الجامعة بكل أنواع العلوم الخاصة بالطفل وتخرّج أخصائيون مستعدون لخدمة الطفولة، وأخرى اقتراح جريدة للأطفال تصدر بشكل يومي وتكون بمثابة وسيط أدبي لهم، تحوي القصة والرسم والصورة والتسلية والفائدة.
كما تناول البحث مسيرة البكري الأدبية وكيف توّصل البكري لهذه المكانة بإخلاصه وتحلّيه بالمسؤولية والوعي تجاه ما يقدمه للطفل، وباطلاعه على تفاصيل الأطفال ومتطلباتهم حتى يكتب لهم ما يفيدهم ويمتعهم مستعيناً بالرسام والمخرج والفنان والخطاط ليكتمل المنتج وليفي بغرضه.
كذلك تناول البحث أبرز ما قدّم البكري لأدب الأطفال من قصص وروايات والتي أشاد بها النقاد وكتبوا عن جمالها مثل رواية (منير.. الأبيض لا يليق بكم)، ورواية (رحلة إلى ماليزيا) ورواية (سباق في الزقاق) ورواية (صانع الأحلام) وما فيهنّ من رسائل تربوية وتعليمية وتثقيفية وإنسانية وفكرية تُمتّع العقل وتحقق الغايات والقيم التربوية المطلوبة للطفل؛ وأيضاً بيّن البحث اهتمام البكري بأدب الأطفال انطلاقاً من أهمية الطفولة ودورها في بناء شخصية الطفل، معتبراً البكري الطفولة وأدبها قضية إنسانية هامة، حاملاً على عاتقه مسؤولية توجيه هذا الأدب إلى أهدافه الحقيقية بالتعاون مع الإعلام والآباء والمدرسة، وتفعيل الرقابة على المنتج الأدبي المقدم للطفل للوصول إلى أبهى النتائج، منوّهاً البكري إلى ضرورة إعادة النظر بتقسيمات المراحل العمرية واحتياجاتها حتى يخدم الأدب المرحلة العمرية ويؤدي غرضه المنشود تجاهه، مؤكداً على ضرورة جدية الكاتب في الكتابة ليكون الأدب بمثابة النور وسط التراجع والهجوم الفكري والقيمي والإنساني الذي يتعرض له الطفل في المجتمع.
لذا وضّح البحث صفات شخصية الكاتب التي ذكرها البكري في إحدى مقالاته والتي يجب أن يتحلى بها الكاتب ليخوض المضمار بسلام ونجاح ويثبت أمام العقبات والمصاعب ، واندماج الكاتب بالقصة وكأنها جزء منه وإطلاق تركيزه على الهدف دون الاكتراث بالأمور المادية وكثرة المديح والتصفيق والجوائز، وأن يتصل بالطفولة وأجزائها ومشكلاتها، ويفهم مشاعر الأطفال وتجاربهم، ويحرص على اكتمال جميع عناصر الأدب من طباعة وأوراق وغلاف وموسيقى وألوان ولغة وديكور، متمنياً البكري وجود جهة رسمية تدعم المنتج الأدبي وأصحابه.
Birincil Dil | Arapça |
---|---|
Konular | Din Araştırmaları |
Bölüm | Makaleler |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 30 Haziran 2022 |
Gönderilme Tarihi | 10 Haziran 2022 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2022 Sayı: 48 |